fbpx
تقاريرسلايدر

زيارة بقطار مصفح وعنوان غير معلن..  زعيم كوريا الشمالية في روسيا

متابعة: نسرين طارق

على متن قطار مصفح بدأ زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، زيارة لروسيا بعنوان غير معلن من الطرفين، يوم الثلاثاء الماضي ولمدة 6 أيام، وهي الزيارة الخارجية الأولى لزعيم كوريا الشمالية منذ جائحة كوفيد-19، والتي حظيت بالكثير من الاهتمام الإعلامي العالمي.

في ختام زيارته الى روسيا وجه رسالة شكر إلى الرئيس فلاديمير بوتين، متمنيا فيها الرخاء والازدهار لروسيا وشعبها.

كتبت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، أن زيارة كيم  إلى روسيا “ستظل محفورة إلى الأبد في صفحات التاريخ باعتبارها حدثا مميزا عزز أواصر علاقات حسن الجوار والتعاون بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وروسيا”.

عقد لقاء بين الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في قاعدة فوستوتشني الفضائية الواقعة في مقاطعة آمور بشرق روسيا على بعد نحو ثمانية آلاف كيلومتر من موسكو، الأربعاء الماضي واتفقا على “تعميق” العلاقات بين موسكو وبيونج يانج، بما يشمل المجال العسكري رغم العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برامجها الصاروخية والنووية.

وقال بوتين إن موسكو ستساعد بيونج يانج على بناء أقمار اصطناعية ملمحا إلى أن البلدين قد يناقشان أيضا التعاون العسكري. وأضاف أنه “سعيد جدا” للقاء كيم.

ورد بوتين على سؤال عما إذا كانت روسيا ستساعد كوريا الشمالية في بناء الأقمار الصناعية، بقوله: “هذا هو السبب الذي أتينا من أجله إلى قاعدة فوستوشني الفضائية”.

وعند سؤال بوتين عما إذا كان سيجري بحث التعاون العسكري خلال محادثاته مع كيم، قال: “سنتحدث عن كل القضايا دون عجالة. هناك ما يكفي من الوقت”.

واصطحب بوتين ضيفه لمشاهدة قاعدة إطلاق الصاروخ الفضائي “سويوز-2” في المطار.

ومن جانبه، قال كيم “دائما ما عبرنا عن الدعم الكامل وغير المشروط لكافة الإجراءات التي تتخذها الحكومة الروسية، وأغتنم هذه الفرصة مجددا لأؤكد أننا سنقف دائما إلى جانب روسيا” في تلميح ضمني لحرب أوكرانيا.

وتوجه كيم لبوتين قائلاً إن روسيا تخوض “حرباً مقدسة ضد الغرب”، وإن البلدين سيحاربان معاً “الإمبريالية”، وأخبر زعيم كوريا الشمالية، الرئيس الروسي: “لقد ارتقت موسكو لقتال مقدس لحماية سيادتها وأمنها.. ضد القوى المهيمنة”.

وتبادل بوتين وكيم خلال لقائهما بندقية، و لم يتم خلال زيارة كيم توقيع “أي اتفاق” تعاون، بحسب الكرملين.

كما تلقى كيم هدايا شملت خمس مسيّرات متفجرة ومسيّرة استطلاع من طراز جيران-25+ ذات الإقلاع العمودي، وسترة واقية من الرصاص، بالإضافة الى ملابس خاصة لا ترصدها الكاميرات الحرارية.

تفقّد كيم خلال الزيارة مصنع للطيران العسكري في أقصى الشرق الروسي، حيث تابع عن قرب عمليات انتاج مقاتلات من طراز سوخوي سو-35 وسو-57 الروسية إضافة إلى رحلة تجريبية لطائرة سو-35.

كذلك، التقى الزعيم الكوري الشمالي السبت في فلاديفوستوك وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الذي عرض عليه في مطار كنيفيتشي مقاتلة “ميغ-31” مجهّزة بصواريخ “كينجال” فرط الصوتية، وتفحّص أيضًا قاذفات قنابل من طراز Tu-160 وTu-95MS وTu-22M3.

كما التقى كيم مجموعة من الطلاب الكوريين الشماليين الذين يتابعون دراستهم في حرم فلاديفوستوك للجامعة الفدرالية لمنطقة أقصى شرق روسيا، وحضر عرضا بهلوانيا مائيا في حوض المدينة.

أوضحت الزيارة مدى التقارب بين البلدين في ظل أوضاع جيوسياسية عالمية مضطربة، خصوصا الحرب في أوكرانيا والتوتر في شبه الجزيرة الكورية وتزايد الاختبارات الصاروخية لبيونج يانج.

وزار كيم خلال جولته في الشرق الأقصى الروسي عددا من المواقع العسكرية وتعرف على سلاح الطيران الاستراتيجي الروسي وصواريخ “كينجال” وفرقاطة “المارشال شابوشنيكوف” التابعة لأسطول المحيط الهادئ الروسي.

قمة بوتين- كيم في الصحف العالمية

تمتلك كوريا الشمالية عشرات الملايين من القذائف المدفعية والصواريخ المصنوعة وفقاً لتصاميم سوفياتية، ويمكن أن تمنح الجيش الروسي الذي يقاتل في أوكرانيا دفعة قوية، كما أن كيم بحاجة ماسة للطاقة ومساعدات غذائية. حسبما نقلت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن كوريا الشمالية لديها واحدة من كبرى ترسانات العالم العسكرية، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام موسكو للحصول على الذخائر التي تحتاج إليها قواتها لمواصلة الحرب ضد أوكرانيا، معتبرةً أن لقاء بوتين وكيم يمكن أن يدشن مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين الجانبين. وحسبما نقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية أن هذه القمة تطور مهما بالنظر إلى أنها تجمع بين زعيمين يواجهان “عزلة دولية”.

فيما وصفت صحيفة “واشنطن بوست” القمة بأنها مؤشر على الأهمية المتزايدة لعلاقاتهما.

وأشارت إلى أهمية تعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونج يانج حتى يتمكن الرئيس الروسي من تعويض مخزونات الأسلحة التي تستخدمها قواته في ساحات القتال.

 ووصفت الصحيفة مناقشة تكنولوجيا الفضاء، بأنه يمثل «أولوية» للزعيم الكوري الشمالي.

ويبدو أن الرهان في هذه المرحلة من عمر الحرب الروسية – الأوكرانية على النَّفَس الطويل وتوفير الإمدادات الكافية للمعارك.

ومن جهتها، ذكرت وكالة “بلومبرج” للأنباء أن قمة بوتين – كيم ربما ستترجَم إلى ذخائر وصواريخ وقاذفات مضادة للدبابات تصل إلى القوات الروسية في أوكرانيا.

حيث إن بيونج يانج تمتلك مخزونات من قذائف المدفعية من عيار 122 ملم و155 ملم وصواريخ 122 ملم، التي يحتاج إليها الجيش الروسي بشدة.

ورأت الوكالة في الوقت نفسه أن تعزيز التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية سيهدد الاستقرار في كل من أوروبا وآسيا.

كما أضافت أن كوريا الشمالية بإمكانها أيضاً إنتاج طائرات من دون طيار وصواريخ أكثر تقدماً. ومن المرجح أن تكون هذه الأسلحة قد استُخدمت في الحرب الروسية – الأوكرانية بالفعل، حيث تقول واشنطن إن بيونج يانج أرسلت شحنة سلاح مبدئية لمجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية في ديسمبر الماضي، بينما قالت القوات الأوكرانية إنها استخدمت قذائف كورية شمالية، صادرتها من المعارك، ضد القوات الروسية.

واضافت الصحيفة إن الزعيم الكوري الشمالي يرافقه مسؤولون مرتبطون بجهود صناعة أقمار اصطناعية تستخدم لأغراض التجسس، وغواصات تعمل بالطاقة النووية ومزوَّدة بصواريخ باليستية.

الزعيم الكوري الجنوبي كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة فلاديفوستوك بروسيا في صورة من أرشيف رويترز.

مخاوف الغرب من الزيارة

فيما أثارت الزيارة مخاوف الولايات المتحدة من أن تكون روسيا تسعى للحصول على ذخائر لدعم قواتها في الحرب على أوكرانيا، بينما تطمح كوريا الشمالية للاستفادة من خبرات موسكو في مجال الفضاء.

قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن “لن تتردد” في فرض المزيد من العقوبات على روسيا وكوريا الشمالية إذا أبرمتا أي صفقات أسلحة جديدة.

وأصدر المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر هذا التحذير في مؤتمر صحفي، رداً على أسئلة عن الاجتماع الذي عقد في روسيا بين الرئيس فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وأشار إلى أنه من “المثير للقلق” أن تبحث روسيا وكوريا الشمالية تعزيز التعاون والذي قد يمثل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للصحفيين: “نحث جمهورية كوريا الشمالية على وقف مفاوضات الأسلحة مع روسيا، والتمسك بالالتزامات العلنية التي تعهدت بها بيونج يانج، وهي عدم بيع أسلحة لموسكو”.

وتابع: “هذه الزيارة تسلط الضوء على عزلة روسيا على الصعيد العالمي في الوقت الذي يتحد فيه العالم ضد غزو بوتين غير القانوني لأوكرانيا، ويضطر فيه للجوء إلى أنظمة مثل كوريا الشمالية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى