fbpx
تقاريرسلايدر

لا تهتم بحياة الانسان.. روبوتات الذكاء الاصطناعي العسكرية تتوقع الهجمات المستقبلية.. وخطر دخول إسرائيل هذه المنافسة على المنطقة

الذكاء الاصطناعي اليوم لم يعد وسيلة للأرباح فقط.. بل من الممكن ان يصبح بطل الحروب القادمة. وضع الذكاء الاصطناعي بصمته في سباق التسلح والتنافس بين القوى العظمى.

يقول هنري كيسنجر إن مصير البشرية يعتمد على قدرة أميركا والصين على التعايش، إلا أن التحدي أمام تعايشهما.. هو المنافسة الشديدة التي يزيدها الذكاء الاصطناعي حدة.

“الذكاء الاصطناعي والقنبلة”

هو عنوان الكتاب الذي نشر هذا العام للكاتب جيمس جونسون من جامعة أبردين تخيل المؤلف حرباً نووية عن طريق الخطأ في بحر الصين الشرقي عام 2025، عجلت باندلاعها معلومات استخباراتية مبنية على الذكاء الاصطناعي لدى الجانبين، وتقودها روبوتات مدعومة بالذكاء الاصطناعي والتزييف العميق وعمليات التمويه.

ويعتبر هذا السيناريو أحد أخطار الذكاء الاصطناعي، فحتى النقاشات الأقل رسمية في الدوائر الأكاديمية تضج بتطورات الذكاء الاصطناعي وكيف سيغير العالم، ودوره الممكن في كبح العقل البشري وتعطيل التفكير والإبداع.

تحذير ايلون ماسك

إيلون ماسك الذي يعتبر من المساهمين في تأسيس شركة “أوبين أي آي” التي تقود ثورة الروبوت التوليدي حذّر  من أن يسهم الذكاء الاصطناعي في صنع أسلحة أكثر فتكاً مما نرى الآن.

 وهو ما دفعه إلى جانب أكثر من 1000 قائد وباحث ومهتم بالمجال إلى المطالبة في رسالة مفتوحة في مارس الماضي بوقف تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر قوة من “شات جي بي تي” لمدة ستة أشهر لحين إيجاد إطار تنظيمي واضح يحد من أخطارها على البشرية.

 في ظل هذا العالم الذي تتلاحق فيه الحروب والصراعات.. لن يضر أخذ هذه التحذيرات على محمل الجد.

قيود أمريكية صارمة على الرقائق

في أكتوبر الماضي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن قيوداً صارمة على بيع الرقائق أو أشباه الموصلات للصين بهدف تشجيع الصناعات الأمريكية لاستعادة قدرتها التنافسية، وكان القرار مريحاً أيضاً للبنتاغون ومجلس الأمن القومي الذي يسعى إلى كبح التسلح الصيني والمحافظة على التفوق العسكري الأمريكي، من خلال منع الجيش الصيني من الحصول على الرقائق المستخدمة في تطوير الأسلحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يشكل خطر على الأمن القومي لقدرة التكنولوجيا الجديدة على إحداث ثورة في الحروب والصراعات السيبرانية وأخطار توظيفها في عملية اتخاذ القرار باستخدام الأسلحة النووية.

أخطار بلا قيود

في الوقت الذي تنعدم فيه القواعد المنظمة للذكاء الاصطناعي يخشى الخبراء من أن تسهل تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها “شات جي بي تي”، شن الهجمات الإلكترونية بفاعلية أكبر ونشر معلومات مضللة والوصول إلى تقنيات مدمرة.

 كما يحذر الخبراء من أن الذكاء الاصطناعي يشعل المواجهة النووية بين القوى العظمى.

 بالإضافة الى خطر أكبر، يتمثل في المجموعات الفردية والمنظمات الإرهابية ومجموعات برامج الفدية والدول الصغيرة ذات المهارات الإلكترونية المتقدمة مثل كوريا الشمالية التي تتعلم كيفية استنساخ نسخة أقل تقييداً من ” شات جي بي تي”، وعلى رغم أن جهود الحماية الحالية تمنع “شات جي بي تي” من الإجابة عن أسئلة حول كيفية إيذاء شخص ما أو تفجير سدود أو تعطيل أجهزة الطرد المركزي النووية، إلا أن تلك الجهود لا تخلو من ثغرات مثل إمكانية خداع روبوت المحادثة لإعطاء معلومات حول كيفية صناعة قنبلة، فهناك دائماً طريقة لاختراق حدود الأمان والحماية، كما وجد سائقو المركبات حيلة لوقف أصوات التنبيه التي تذكر بلبس حزام الأمان.

الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي

هناك بعض الشواهد على الاستخدامات العسكرية للذكاء الاصطناعي مثل  عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده التي نفذها الـ “موساد” الإسرائيلي باستخدام مدفع رشاش تم التحكم فيه عن بعد بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

كما كشفت روسيا أخيراً عن بدء تصنيع طوربيد قادر على السفر عبر المحيط بشكل مستقل والهرب من الدفاعات الصاروخية الحالية وإيصال سلاح نووي بعد أيام من إطلاقه.

 وعلى رغم التطور السريع في صناعة الأسلحة المستقلة فإنه لا توجد معاهدات دولية تتعامل معها، ولم تظهر حتى الان بوادر توقيع أي اتفاقيات في ضوء التخلي المتسارع عن اتفاقات الحد من الأسلحة.

دمج الذكاء الاصطناعي في الصناعات الحربية

تختبر وزارة الدفاع الأمريكية استخدام الذكاء الاصطناعي الدمج بين فروع الخدمة والأوامر العسكرية، ومن المرجح أن تزداد وتيرة هذه الجهود في أعقاب منع إدارة بايدن تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين، ومنها الرقائق، حفاظاً على الريادة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي.

مبادرة التهديد النووي

قال دوغلاس شو  مستشار مبادرة التهديد النووي: “يمكنني بسهولة أن أتخيل مستقبلاً يفوق فيه عدد الطائرات دون طيار عدد أفراد القوات المسلحة”.

 ويرى الجنرال المتقاعد من القوات الجوية الأمريكية تشارلز والد أن هذا التحول سيعزز القوة العسكرية وسيحل واحدة من أكبر المشكلات التي تعانيها بلاده وهي تعداد الافراد في الجيش.

ومن هذا المنطلق يمكن لهذه التكنولوجيا تقليل الخسائر البشرية من خلال توسيع دور الطائرات دون طيار الموجهة للذكاء الاصطناعي بشكل كبير في القوات الجوية والبحرية والبرية.

 وتعكف وزارة الدفاع الأمريكية حالياً على اختبار روبوتات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها قيادة مقاتلات معدلة من طراز F-16، كما تختبر روسيا مركبات ذاتية القيادة تشبه الدبابات.

الوضع معقد وخطير

الأنظمة العسكرية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلص فترة اتخاذ القرار إلى دقائق بدلاً من ساعات أو أيام مما يخلق أخطاراً جديدة، كالضربات غير المقصودة أو القرارات الخاطئة المتخذة بناء على تنبيهات مضللة أو كاذبة.

ويحذر هربرت لين من جامعة “ستانفورد” من أن الخطر يكمن في أن صانعي القرار يمكن أن يعتمدوا تدريجياً على تقنيات الذكاء الاصطناعي كجزء من القيادة والسيطرة على الأسلحة لسرعتها التي تفوق إمكانات البشر.

إسرئيل تدخل سباق التسليح بالذكاء الاصطناعي

أطلق الجيش الإسرائيلي استراتيجية جديدة العام الماضي لدمج أسلحة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جميع هياكله العسكرية، في تحول تكتيكي يعتبر الأكثر شمولا منذ عقود.

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في شهر يونيو الماضي، أن الجيش يهدف إلى حجز مكانه كـ”قوة عظمى” للذكاء الاصطناعي، لكن في ساحة المعركة.

وقال الجنرال المتقاعد إيال زمير خلال مؤتمر هرتسليا، وهو منتدى أمني سنوي إن “هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي ثورة قادمة ستغير وجه القتال في ساحة المعركة وستساعد في اتخاذ قرارات سريعة على نطاق لم نشهده من قبل”.

انتجت تل أبيب السفن والمركبات العسكرية، بما في ذلك “المركبة الآلية المسلحة، لا تزال التجارب التجريبية لغواصة تجمع معلومات استخباراتية سرية تسمى “BlueWhale” تتواصل على قدم وساق.

تقنية تتبع الصواريخ

سلطت عدد من وسائل الإعلام المحلية الضوء على تقنية “Knowledge Well” التي لا تقتصر على تتبع الصواريخ التي يطلقها المقاتلون الفلسطينيون، بل يمكن استخدامها أيضا لتوقع أماكن الهجمات المستقبلية عن طريق الذكاء الاصطناعي وبأي معدل ونطاق.

التحول للذكاء الاصطناعي

وقال العقيد إيلي بيرنباوم، رئيس وحدة البيانات والتطبيقات التشغيلية بالجيش الإسرائيلي، إن “ما يقرب من نصف خبراء التكنولوجيا العسكرية في إسرائيل سيركزون على الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2028، وهو جزء من التحول الذي بدأ منذ أن قاد أول منصة للتعلم الآلي – مصممة لاكتشاف محاولات القرصنة – في عام 2016”.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن زيادة ميزانية الدفاع، متعهدا بجعل إسرائيل “قوة” للذكاء الاصطناعي.

وقد تصبح هذه الأنظمة آلة موت افتراضية في المستقبل القريب إذ يمكنها تنفيذ هجمات مرعبة ضد أهداف عسكرية ومدنية، ما يعني أن الفلسطينيين قد يُنظر إليهم للأسف مجرد حقل اختبار لهذه التكنولوجيا و”دليلا” للمشترين العالميين يثبت فعالية التكنولوجيا من عدمها.

مخاطر الروبوتات العسكرية

حذر العديد من الباحثين في مجال البيانات من مخاطر الذكاء الاصطناعي، في ساحة الحرب. لانها قد تبني قار الهجوم سواء هجوم عادي أو نووي بناء على معلومات مضللة.

والروبوتات العسكرية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي هي مجرد مثال واحد من أمثلة أخرى، وإسرائيل في طليعة هذه التطورات. وفي خضم كل التطورات التي يشهدها هذا المجال، وامتلاك إسرائيل لمثل هذه التكنولوجيا يجعلها خطر كبير على المنطقة بأكملها.

وتعتبر مثل هذه التقنيات المتطورة الفتاكة تحذير للعالم حول مدى انتشار الذكاء الاصطناعي الذي قد لا يكون في خدمة البشرية فقط، بل تدميرها أيضا.

الثورة الثالثة في القتال

ولذلك يحذر عدد من المراقبين من إدراج الروبوتات في القتال، حيث توصف هذه الروبوتات بـ”الثورة الثالثة في القتال بعد البارود والأسلحة النووية”.

الآلات لا تهتم بحياة الانسان

دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى حظر مثل هذه التقنيات العسكرية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لأن “الآلات لا تقدر حياة الإنسان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى