fbpx
تقارير

“العدرا” حبيبة المصرين تطل عليهم من أعلى نقطة بأسيوط

انطلقت فكرة تمثال السيدة العذراء من أسيوط وتحققت علي أرض الواقع في محافظة المنيا، حيث اقترح أسقف أسيوط الأنبا يؤانس نحت أطول تمثال للسيدة مريم، وتحول الاقتراح إلي حقيقة على أرض محافظة المنيا، حيث نحت تمثال السيدة العذراء الدكتور جرجس الجاولي أستاذ بكلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا، ليزين نهاية مسار رحلة العائلة المقدسة في درنكة بمحافظة أسيوط.

من حريصة في لبنان إلى درنكة في أسيوط

الانبا يؤانس يقول ان الكنيسة صممت داخل دير درنكة بحيث يعلوها تمثال ضخم للعذراء مريم على طراز كنائس لبنان.

قائلاً :” فكرته جاءت من تمثال العذراء الحريصة في لبنان والذي تم  تصمميه من 112 عاماً سنة 1910 وأنا زرت لبنان 15-16 مرة وكنت اشعر بالتأثر في زيارة المكان هناك “.

مراحل تنفيذ التمثال

التمثال أكبر تمثال موجود في مصر والشرق الأوسط حتى الآن حيث يبلغ طول التمثال 9 أمتار، وضع على قاعدة بارتفاع 15 مترًا، ونحت التمثال بأيدي مصرية، واستغرق نحته 3 أشهر، وتم تقطيع التمثال إلى أكثر من 20 جزءًا لسهولة نقله بسيارات مخصصة إلى أحد المسابك بالقاهرة.

ويحكي الجاولي انه تم الاعداد لنحت التمثال منذ عامين، ونحت النموذج الأصلي من خامة الفوم على جزئين.

وتم تقطيعه إلى أكثر من 20 جزءًا، ثم نُقل إلى أحد المسابك بالقاهرة، ثم عمل قالب له، ثم سُبك التمثال من خامة البرونز، وهو يزن 10 أطنان، ويزيد طوله عن 9 أمتار، وعرضه 4 أمتار، ويعلو قاعدة بارتفاع 15 مترًا، واستغرق نحته ثلاثة أشهر.

استعنت بثلاثة مساعدين عاملين وطالب، واستهلك أكثر من 50 مترًا مكعبًا من الفوم، وأكثر من 200 من الفوم السائل.

نحت التمثال على جزئين، قال الجاولي: “السبب في إني أعمله على جزئين هو إن التمثال كبير جدًا، والأتيليه عندي ارتفاعه 6 أمتار، كنت بحاول أوفق وأشوف النسب، والترشيح ماشي مع بعضه، وراعيت إن الكتلة تكون مستقرة عشان لو وضع دون قاعدة يكون ثابت ولا يشكل أي خطر، وبعد ما خلصت القطعتين دول قطعناه على 20 قطعة مرقمين لكي يتم نقله”.

استغرقنا من الوقت 3 شهور في التصميم والنحت وهو زمن قياسي بالنسبة لحجم تمثال بهذه الضخامة.

وللفنان جرجس الجاولي اعمال سابقة للسيدة العذراء.. تمثال للسيدة العذراء بدير العذراء بجبل الطير.

تمثال العذراء بجبل الطير

احتفاء مواقع التواصل الاجتماعي بالتمثال

نال التمثال إعجاب المصريين على مواقع التواصل الاحتماعي لأنه يجسد السيدة العذراء مريم التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين.

حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر صورا لتمثال كبير للسيدة العذراء مريم يتم بناؤه في دير بدرنكة بمحافظة أسيوط، وذلك بمناسبة الاحتفال بعيدها في 7 أغسطس المقبل.

الفنان جرجس الجاولي وقضايا مصر

الدكتور جرجس الجاولي، الذي نحت تمثال السيده العذراء مريم، سبق ونحت تماثيل الشهداء الذين تم ذبحهم علي يد تنظيم داعش الإرهابي أثناء تواجدهم في ليبيا للعمل هناك، وجميعهم من قري متفرقة في مركز سمالوط بالمنيا، ومعظمهم من أبناء قرية العور، وقد ُشيدت كنيسة تحمل اسم شهداء الوطن والإيمان في قرية العور تكريما لهم.

تكلفة نحت التمثال

أحد رجال الأعمال الذي رفض ذكر اسمه هو من تكفل بمصاريف التمثال، ولكنه رفض الإفصاح عن التكلفة لأنه لا يريد الحصول على مدح من الناس، وكل الأرقام التي ذكرت عن التكلفة غير حقيقية، وضع التمثال في الدير هو تكريم كبير له.

آخر محطة في مسار العائلة المقدسة

وضع تمثال السيدة العذراء في درنكة اخر محطة في رحلة العائلة المقدسة، وترجع أهمية دير العذراء بجبل أسيوط الغربي إلى مجيء العائلة المقدسة لأسيوط وذلك خلال رحلة الهروب من بطش الرومان حيث قدمت السيدة مريم العذراء وسيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار بعد أن تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحري، فالقاهرة ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط ثم إلى جبلها الغربي حيث المغارة المعروفة التي حلت بها العائلة المقدسة التي ترجع إلى نحو 2500 ق.م حيث يبلغ ارتفاع الدير 120 متراً عن مستوى سطح الأرض الزراعية ويبعد عن مدينة أسيوط مسافة أكثر من 9 كيلومترات.

كما يوجد بالدير مجموعة من الكنائس أقدمها كنسية “المغارة” الموجودة منذ نهاية القرن الأول المسيحي حيث يطل على الوادي الأخضر الممتد شرقاً حتى مجرى نهر النيل ؛ كما يوجد بالدير الكثير من الأبنية التي يصل بعضها إلى ارتفاع الـ 5 أدوار وبها قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية، وحجرات للضيافة والإقامة.

 حيث يقطع الزائر مسافة الـ 3 كيلومترات من غرب مدينة أسيوط ثم يتوجه إلى قرية درنكه ثم يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلومتر وفى نهايته تصل لأبواب الدير بالإضافة إلى قربه من الطريق الدائري والذي يبدأ عند الكيلو 3 قبل الدخول إلى مدينة أسيوط من الجهة الشمالية وعند الكيلو4 من الجهة الجنوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى