fbpx
سلايدرمقابلات

القيادي الفلسطيني د.رمزي عودة للجمهورية الثانية: إسرائيل تريد إضعاف الدور المصري.. والإخوان دمروا القضية الفلسطينية.. والصهيونية الدينية تأكل إسرائيل

حاوره: محمد تمساح

د. رمزي عودة ونائب رئيس التحرير

في ظل أجواء دموية، كانت زيارة وفد فلسطيني مختلف إلى جامعة الدول العربية لها أهمية كبيرة ، لأنها تسبق انعقاد القمة العربية المقررة في ١٩ مايو الجاري.. وذلك لتأكيد التنسيق للجهود العربية لعودة القضية الفلسطينية كقضية محورية وذات أولوية في كل الأجندات العربية والدولية ، خاصة بعد زيادة الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

حاورنا الدكتور رمزي عودة الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد، والذى كان ضمن قيادات الوفد الفلسطيني المشار إليه، حول كل تفاصيل المشهد وأبعاده.

نص الحوار

الوفد والهدف

لنبدأ مما انتهت إليه الزيارة؟

– الوفد الفلسطيني كان يضم أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، وأعضاء بدائرة حقوق الإنسان بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وأعضاء بدائرة حقوق اللاجئين وهيئة الأسرى المحررين ، وعدد من منظمات المجتمع المدني الفلسطينية، ومشاركة الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد، بالإضافة إلى عدد من أهالي الأسرى الفلسطينيين .. وكان من أبرز الشخصيات ضمن هذا الوفد : أبو السعيد التميمي رئيس دائرة حقوق الإنسان بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية بالمنظمة ، والدكتور أحمد أبوخولي رئيس دائرة اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية بالمنظمة ، ودكتور فيصل العرنكى رئيس دائرة المغتربين بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية بالمنظمة ، واللواء الدكتور طلال دويكات رئيس التوجيه السياسي بمنظمة التحرير الفلسطينية ، واللواء قدري أبوبكر من وزارة الأسرى ، والدكتور علاء حمودة منسق الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والأبرتهايد بقطاع غزة ، والمناضلة الكبيرة أم ناصر وهى أم ناصر حميدة، والذى استشهد في السجون الإسرائيلية قبل عدة أشهر، والسيدة أم الأغا وهى أم ضياء الأغا عميد الأسرى في غزة.

أما الغرض من الزيارة فهو من أجل تبنى جامعة الدول العربية رسميا “حملة لأجل فلسطين” من قبل الأمانة العامة ، والتى ستدعو الدول العربية في القمة العربية المقبلة من أجل تبنيها رسميا لوضع برامج تنفيذية لدعمها والترويج لها وإسناد خطاب فلسطين في المؤسسات الدولية.

حملة لأجل فلسطين

متى تم إطلاق “حملة لأجل فلسطين”.. وما هي المؤسسات المشاركة فيها؟

– تم إطلاق “حملة لأجل فلسطين” في  مارس ٢٠٢٣ في مدينة رام الله، بحضور القيادة الفلسطينية، وهم: أحمد بيوض التميمي رئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني بمنطقة التحرير الفلسطينية، ومحمد أشتية رئيس الحكومة، وروحي فتوح رئيس المجلس الوطني، وفى إبريل الماضي تبنى البرلمان الأردني الحملة، ومؤخرا تم تبنيها من البرلمان العربي.. و”حملة لأجل فلسطين” تضم٢٢ مؤسسة من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والهيئات العامة ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية، وبمشاركة الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والابرتهايد.

ويترأس “حملة لأجل فلسطين” دائرة المجتمع المدني وحقوق الإنسان بمنظمة التحرير الفلسطينية .. وهدف “حملة لأجل فلسطين” هو إسناد خطاب دولة فلسطين في المؤسسات الدولية، حيث يتم إسناد خطاب دولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدورة ٧٧ والتي قدمها الرئيس محمود عباس في شهر سبتمبر الماضي في الجمعية العامة، والتي طرحت مجموعة من المبادئ الأساسية، أهمها: الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام بشراكة دول عربية وإقليمية ودولية، وانهاء الاحتلال الإسرائيلي بشكل عاجل وبعدم مشروطية المفاوضات، ومراعاة حقوق الإنسان الفلسطيني، ونبذ الابرتهايد الإسرائيلي ومحاربته، وتحميل إسرائيل مسئولية التنكيل بالشعب الفلسطيني والفصل العنصري، والاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة.

الاغتيالات تولد انتفاضات

كل هذه الجهود في ظل هذه الأجواء الدموية؟

– بالفعل، فهذا استمرار للعدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني سواء كانوا مدنيين مسالمين أطفال ونساء أو مقاومين وفى مختلف المدن الفلسطينية، وهذه العملية جزء من عمليات مستمرة تقودها الحكومة الإسرائيلية الفاشية، وقد أسفرت هذه العملية عن استشهاد أكثر من ٢٠ شخص أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة نحو ٢٠ آخرين بينهم حالات حرجة، واستهدفت إسرائيل منها اغتيال ٣ أشخاص من رموز حركة الجهاد الإسلامي، والذين كانوا متواجدين في موقع العملية وقتها، وهم: خليل باهتيني قائد سرايا القدس في شمال قطاع غزة، وطارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، وجهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وخطورة ما صار في هذه العملية أنها قد تكون بداية لعودة إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات لرموز المقاومة والعمل السياسي بشكل عام، مما سيشعل الموقف أكثر ويشعل انتفاضة كبيرة ويغلق كل أبواب التفاوض والسلام، لأن هذا نفس ما كان موجود في الانتفاضة الثانية.

لا سلام بدون مصر

هناك حالة غضب مصري من هذه المواقف المستفزة؟

مصر قدمت للقضية الفلسطينية ما لم يقدمه أحد في العالم كله، وهى الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وقد ضحت مصر بشهداء من أجل فلسطين حتى أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، لذلك فإن مصر هي الدولة الإقليمية الكبرى التي يثق فيها كل أطراف الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير الفلسطينية شريك أساسي مع مصر وتعود لها دائما للاستشارة والتنسيق لذلك فإن زيارات الرئيس محمود عباس للرئيس عبدالفتاح السيسي مستمرة ودائمة، وبدون الدور المصري لا سلام سيتحقق بين فلسطين وإسرائيل ولا مصالحة ستتم بين الفلسطينيين.. لذلك عندما تدخلت مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين واجتمعت معهم في شرم الشيخ استطاعت تحقيق الهدنة ، ويذكر أنه في نفس توقيت العملية الإسرائيلية الغادرة كان هناك وفد من حركة الجهاد الإسلامي متوجها إلى القاهرة للتشاور وتثبيت الهدنة بين فلسطين وإسرائيل.. ولكن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي حكومة المتطرفين وتخشى من تنامى الدور المصري القوى الذى قد يحقق الاستقرار والسلام ، فقامت بعدوان مفاجئ وغاشم على قطاع غزة لتفشل الهدنة وتفشل الوساطة المصرية لإضعاف الدور المصري.

لكن مصر معتادة على ذلك من إسرائيل، لذلك لن تتوقف مصر عن دعم القضية الفلسطينية حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

تعليق د.علاء حمودة القيادي بالوفد الفلسطيني

نتنياهو لا يحكم

استطلاعات الرأي تشير لانهيار تاريخي لشعبية نتنياهو .. وصعود تيار وزير الدفاع السابق جانتس.. فهل تتوقع تغير في المشهد والمواقف الإسرائيلية؟

نتنياهو اليوم مش الطرف القوى في الحكومة الإسرائيلية الحالية ، الطرف القوى هم القوى الصهيونية الدينية بقيادة متطرفين، مثل إيتمار بن جفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وسموتريتش وزير المالية الإسرائيلي، وهؤلاء المتطرفين أصبح بمقدورهم حل الحكومة ويقدروا يشكلوها ، لذلك نتنياهو لا يعنيه إلا البقاء في السلطة لتحصين نفسه من القضايا المرفوعة ضده وعدم الدخول في محاكمات قد تعرضه للسجن ، لذلك ينصاع لأوامر المتطرفين في حكومته حتى لا يتم حل الحكومة ويظل بالسلطة ، وبالتالي ليس من المتوقع أن تحدث انتخابات إسرائيلية خلال الفترة الحالية .. ولكن لو حدثت انتخابات إسرائيلية، ووصل جانتس للحكم، فإنه لن يحدث جديد في المشهد ، لأن جانتس أساسا يميني، كما أن الصهيونية الدينية سيظل لها مقاعد يصعب تجاوزها.

معنى ذلك أن الدين والتطرف سيظلا الحاكم داخل إسرائيل؟

الدين والتطرف هو الحاكم  فعلا الآن داخل إسرائيل، فقد أصبحت الصهيونية الدينية المتطرفة تحكم إسرائيل، وأول مرة في تاريخ إسرائيل رجال الدين يتخذوا القرار السياسي.

إسرائيل تأكل نفسها

التطرف يؤدى لهدم الدولة .. هل ترى أن ذلك قد يحدث فى إسرائيل؟

– نعم ، فالتطرف يؤدى لنهاية اية دولة ف الدنيا، والتطرف اللي بيصير في المجتمع الإسرائيلي حاليا جعل شغلات كثيرة تحدث لأول مرة، فمنذ أكثر من شهرين نجد كل أسبوع حوالى نصف مليون إسرائيلي يتظاهرون، وهذه شغلات غريبة على المجتمع الإسرائيلي ، ولأول مرة يصير فيه صراعات بين الحريديم الشرقيين والغربيين وهذه الصراعات فيها عنف وقتل ، وأصبح هناك مطالبات بارتداء غطاء الرأس وقيود عند المسابح والسينمات والمطاعم ، وهذه القضايا بتحاول الصهيونية الدينية إدخالها كقوانيين في الكنيست الإسرائيلي.

وذلك يجد رفض من الليبراليين الإسرائيليين ، مما سيساهم في تآكل شعبية وشرعية الصهيونية الدينية، مما سيؤدي لسقوطها، وهذا مصير الفاشية الدينية في كل مكان.

الاخوان دمروا القضية الفلسطينية

إذا كنا نتكلم عن الفاشية الدينية، معروف أن حماس مرتبطة عضويا بجماعة الإخوان.. فهل تم فك هذا الارتباط بعد سقوط الإخوان في معظم الدول العربية؟

حماس ما زالت مرتبطة عضويا بجماعة الإخوان المسلمين، ولم ينشقوا عنها ، وحماس أساسا يعلنون أنهم حركة الإخوان المسلمين في فلسطين.. وعندما وصلت جماعة الإخوان للحكم في العديد من الدول العربية عقب ثورات الربيع العربي كان ذلك له أثر بالغ الضرر بالقضية الفلسطينية ، فبعد أن كانت القضية الفلسطينية طول عمرها قضية عروبية ذات أولوية في الأجندات العربية والدولية جعلوها تدخل ضمن قضايا أخرى مما أفقدها الأولوية ، كما تسببت تدخلات جماعة الإخوان في الشأن الداخلي الفلسطيني إلى حدوث انقسام كبير بين حماس وفتح ، وحدوث مشاكل كثيرة اقتصاديا وسياسيا ، والإخوان ممكن يكون عندهم القدرة على تجنيد الناس لكن ما عندهم قدرة ولا خبرة في إدارة الدولة ، لذلك أينما وجد الإخوان وجدت المشاكل .. وحتى بعد سقوط جماعة الإخوان في معظم الدول العربية للأسف الانقسام الذى كرسته جماعة الإخوان ما زال موجودا، فحماس على نهج جماعة الإخوان بدهم بجعلوا غزة إمارة إسلامية ، وهذه الإمارة معالمها موجودة الآن في غزة، وهذا يناهض فكرة منظمة التحرير الفلسطينية عن الوطن والدولة ، وبالتالي مشروع حماس الإخواني لا يتناسب مع مشروعنا الفلسطيني الوطني.

بايدن لا يريد سلاما

كيف ترى الدور الأمريكي تجاه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

إدارة الرئيس الأميركي بايدن ما عندها اتجاه لفرض سلام، وهى الإدارة الأمريكية الوحيدة من الإدارات الأمريكية التي لم يكن لديها أي مبادرة للسلام، بايدن كل اللي بيقوله تحسين أوضاع الفلسطينيين، ما بيحكي عن تحقيق سلام، والأمريكان يعلمون أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تريد السلام ولن تنصت لهم، ونلاحظ أن نتنياهو حتى الآن لم يتلقى أي دعوة من إدارة بايدن لزيارة أمريكا، لانه يعلم أن القرار لم يعد بيد نتنياهو، كما أن الإدارة الأمريكية تغيرت أولوياتها بعد دخولها في الأزمة الأوكرانية وأصبح تركيزها في مواجهة روسيا والصين، ولم تعد قضايا الشرق الأوسط ضمن أولوياتها، لذلك لا يجب التعويل على الدور الأمريكي لتحقيق السلام.

مصطلحات توراتية في الاتحاد الأوروبي

ما رايك في تهنئة اورسولا فون رئيسة المفوضية الأوروبية لإسرائيل بما يسمى عيد الاستقلال؟

أنا أسميه وعد بلفور جديد، فهذا يخرج عن سياق الاتحاد الأوروبي، اورسولا تنتمى للحزب المسيحي الديمقراطي وهو حزب محافظ، وعندما كانت بتحكي كانت بتحكي من بعد ديني، ووضح البعد الديني لها لما حكت وقالت أرض الميعاد والوطن التاريخي للإسرائيليين وتحدثت عن معاناة اليهود، أي أنها استخدمت تعبيرات توارتية في حديثها، وهذا لا يجوز لشخص في منصب كرئيسة للمفوضية الأوربية، لذلك إحنا أرسلنا شكوى ضدها لمكتب حقوق الإنسان وللاتحاد الأوربي وممثليه في رام الله وطالبنا بإقالتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى