القاهرة بغداد وبينهما عمّان قوة شاملة ضد ارهاب أنقرة، واطماع طهران

كتب: أحمد نشأت

اتفقت القاهرة، وبغداد، وعمّان في شهر مارس من العام 2019 على تمديد خط نفطي جديد من البصرة في العراق مرورًا بخليج العقبة بالأردن؛ وصولًا للمنطقة الصناعية في محور قناة السويس بمصر.

هذه الاتفاقية التي تطورت، لتتحول إلى مشروع متكامل يحمل اسم “الشام الجديد”؛ وفقًا لما أسماه خبراء السياسة والاقتصاد، فالمشروع يعتمد على الكتلة البشرية لمصر مقابل الثروة النفطية للعراق وتنضم لهما الأردن لموقعها الجغرافي ولتزيد الاتفاقية ثقلا في المنطقة، بل وستستفيد العراق من عدة ملفات تتشارك فيها مع مصر من أهمها الملفات الأمنية.

حيث توالت الزيارات الرسمية بين مثلث الاتفاق- مصر والأردن والعراق – وآخرها قمة بغداد في يونيو 2021 بين رؤساء الدول الثلاث ليتم الاتفاق على عدة ملفات متنوعة، ومختلفة المجالات، منها: الكهرباء، والطاقة، والنقل والمواصلات، والموارد المائية، وتحسين البيئة، وترميم الآثار، والإسكان والتشييد، وتبادل الخبرات في سوق الأموال والبورصة، وبروتوكول تعاون بين اتحاد الصناعات؛ المصري والعراقي.

وتعد هذه الاتفاقية تطورًا كبيرًا بين دول الجوار العربي، ونسق جديد يزيد من ثقل الدول المتحدة، ويساعد على توازن المنطقة بعد انهيار معظمها إثر ثورات الربيع العربي، وتشكل الاتفاقية نواة جديدة لتحالف جديد من المصالح الاقتصادية قد ينضم لها عدة دول أخرى من الشام ، أو الخليج العربي؛ مما يعزز هذه الاتفاقيات لتكوِّن رابطة جديدة، وقوية بين الدول العربية، من شأنها أن تعيد التوازن في المنطقة.

إيران تسرق النفط، وتتفق مع تركيا على حبس الأنهار

أصدر المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره لندن بيانًا، مفاده أن إيران تستنفد بشكل كبير الحقول النفطية العراقية على الحدود ما بين العراق وايران؛ حيث كشف المركز أن إيران تستو لي يوميًا على ما يقرب  من130 ألف برميل نفط، أي مايقارب 17 مليار دولار سنويا من ميزانية العراق.

أما في ملف الموارد المائية فقد عقد الوزير العراقي للموارد المائية  “مهدي رشيد” مؤتمرًا منذ شهورأكد فيه أن الموارد المائية القادمة من تركيا لنهري؛ دجلة، والفرات قد انخفضت بمقدار النصف؛ مما ينذر بكارثة إنسانية، وبيئية.

علاوة على ذلك  فقد أكد “رشيد” أن الإطلاقات المائية الصادرة من إيران قد بلغت صفرًا.

وصرح أن إيران، وتركيا تنتهكان كل القوانين، والأعراف الدولية، التي تنظم حقوق الدول في الأنهار العابرة للحدود.

تفجير أبراج الكهرباء عمدًا 

بينما يعاني العراق من أزمات اقتصادية، وسياسية كبيرة يستمر مسلسل انقطاع الكهرباء؛ بتفجير الأبراج عمدًا عن طريق ميلشيات مسلحة؛ كما استهدفت عدة تفجيرات في شهر أغسطس الحالي خطوط نقل حيوية للكهرباء غرب العاصمة بغداد، وقد ذكر وزير الكهرباء في مؤتمر صحفي عقب التفجيرات:

” الإصرار على استهداف النقاط الحيوية في المنظومة الوطنية، وإعادة تدمير كل ما تعمره وزارة الكهرباء، ويتفانى فيه الجهد الحكومي، ما هو إلا دليل على محاولة قتل الحياة في هذا البلد”

وفي السياق نفسه أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في مؤتمر صحفي كان قد عُقِدَ في يونيو  من عام 2020 القبض على 13 عنصرًا من كتائب الحشد الشعبي الموالين لحزب الله، وإيران. عُثِرَ بحوزتهم على 3 منصات إطلاق صواريخ، كانوا ينوون استخدامها في استهداف منشآت عراقية، وأبراج للكهرباء، ومقرات لدبلوماسيين، وجنود أجانب.

التعاون العسكري والأمني بين مصر والعراق

وبينما يخوض العراق حربه ضد الإرهاب كان لابد من داعم لها؛ لذلك كانت زيارة وزير الدفاع العراقي منذ العام 2016، هي بداية طلب التعاون العسكري من مصر؛ حيث التقى وزير الدفاع ” خالد العبيدي” نظيره المصري الفريق ” صدقي صبحي” وزير الدفاع المصري آنذاك؛ لتعزيز التعاون، والتدريب العسكري، وتوالت الزيارات لوزير الدفاع العراقي والتي كان آخرها في اغسطس من العام الجاري ؛ حيث التقي وزير الدفاع العراقي “جمعة سعدون” الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لينقل له رسالة من رئيس الوزراء العراقي “مصطفى الكاظمي” تضمنت  التأكيد على تقدير العراق للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على كافة الأصعدة، والتطلع لتعزيز أطر التعاون مع مصر.

وبحسب تصريحات المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية أن الرئيس السيسي أكد حرص مصر على التعاون مع العراق الشقيق في كافة المجالات، وذلك في إطار ثوابت السياسة المصرية بدعم العراق الشقيق، وتعزيز دوره القومي العربي، وتحقيق كل ما من شأنه أن يحقق مصالح العراق، وشعبه على مختلف الأصعدة، ويساعده على تجاوز كافة التحديات، ومكافحة الإرهاب، ويحافظ على أمنه واستقراره.

بالإضافة إلى زيارة وزير الداخلية العراقي لمصر في اغسطس الحالي ولقاءه بنظيره المصري حيث اتفقا على تبادل الخبرات والمعلومات الأمنية والشراكة والتدريب وخاصة في مجال مكافحة الارهاب.

مصر تعين العراق، وتعيده للحياة بمشروع الشام الجديد

بعد تعزيز التعاون العسكري والأمني على مدار السنوات الماضية بين مصر والعراق.

وبعد النتائج الإيجابية التي حققتها الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب والتي صرح  بنتائجها رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق “الساعدي” في يونيو2020، ركزت الحكومة العراقية على البناء، والتشييد، وتطوير العديد من الملفات، ومتابعتها وخاصةً في مشروع “الشام الجديد” الذي قال عنه ” الكاظمي” في مؤتمر القمة الثلاثي في يونيو الماضي:

” نجحنا في الوصول للتصورات، الآن نحن في مرحلة الوصول للجانب التنفيذي لتنفيذ هذه المشاريع في مجالات الربط الكهربائي، النقل، الزراعة، والأمن الغذائي…”

هذه الاتفاقيات تضمنت أيضا عدة ملفات مهمة ستساعد العراق على بناء بنية تحتية متكاملة، أهمها- على سبيل المثال- الاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وحوكمة الربط  بين آبار النفط، بالإضافة للتعاون في مجال الموارد المائية، وبناء محطات لمعالجة المياه، والثقافة، والفنون، وترميم الآثار.

كلها ملفات مهمة تصب في صالح العراق، وتزيد من قوته، وتساعده على محاربة أعدائه، واسترداد ما له من حقوق.