fbpx
مقالات

بقلم رئيس التحرير: مصريون مضحون .. من الغاضبين في العريش إلى الفرحين في مثلث ماسبيرو

توقفت كثيرا، أمام تركيز وكالات الأنباء الأجنبية والفضائيات التابعة لوزارات الخارجيات الغربية والعربية، وهى أذرعة مخابراتهم في حقيقة الأمر، على مشاهد تضحيات مصريين في عدة مناطق حول مصر، هدمت بيوتهم في توسيعات أراضي، استعدادا لإقامة مشروعات قومية ضخمة تفتح الطريق لمستقبل مبهر للدولة والمجتمع المصرى، مقابل تعويضات حقوق المنفعة العامة الاعتيادية، والتى يتحفظ عليها بعضهم.

نفس السيناريو، ونفس المشاهد تقريبا، ونفس المحصلة، تبدأ بالغضب والشكوى وتنتهى بالتعويض والفرح، عامة، مما يؤكد إن هناك آليات خاطئة في التعامل مع مثل النقم التى من المفروض أن تتحول لنعم.

هناك مشاهد متقابلة، كان يجب الوقوف أمامها وتصديرها، ففيديوهات الفرحة التى لا توصف وتوثق ردود السيدات العجائز وهن في طريقهن إلى شققهن الجديدة في كومباوند مثلث ماسبيرو، بعد فترة طويلة من المعاناة، رغم بعض التحفظات على تفاصيل الاستلام والأقساط وخلافه، وقبلهم أهالى الأسمرات وغيط العنب.

بالإضافة لمشاهد استلام شقق بديلة في أكتوبر الجديدة وحدائق أكتوبر، لبعض سكان جزيرة الوراق، بكل تفاصيلها المعقدة، بخلاف ما يدور حول تعويضات الأهالى في مدخل مدينة نصر على الطرق السريعة بالقرب من ألماظة، وعلى المحور، وغيرهم.

كل هذه المشاهد، كان من المفروض تصديرها، في مقابل سيناريوهات المعاناة، التى لا يزال يعيشها مصريون في أماكن أخرى، منها العريش وأجزاء من الوراق، فقط بسبب التعامل غير المهنى مع الأزمة من البعض، وغياب الإعلام والصحافة المحترفة عن المشهد.

فلو كان تم الترويج لما حدث في حالات سابقة، كما أشرت في حالة مثلث ماسبيرو والأسمرات وغيط العنب، أو غيرها من المشروعات التى يضحى مصريون ببيوتهم مقابل تعويضات حق المنفعة العامة، لإقامة هذه النهصة الاقتصادية المجتمعية، رغم ما يدور عن تحفظاتهم على أرقام التعويضات، ورغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، التى عصفت بكل شئ.

لو أن هناك من يهتم بهذه التفاصيل المهمة جدا، لما منحنا الفرصة لوكالات الأنباء الدولية والفضائيات الأجنبية، أذرع أجهزة المخابرات الغربية المختلفة، تحاول تأجيج صراعات داخلية واحتقانات متعمدة، باللعب على آلام وأوجاع هؤلاء المواطنين المضحين، وهذا واضح جدا في أزمة أهالى في العريش، حيث يتم هدم بيوتهم الآن في إطار المشروع القومى المهم جدا لتوسعة ميناء العريش، والذي يقلق إسرائيل وتركيا بشكل كبير، ويدعم قناة السويس ومحورها الاقتصادى بصورة فارقة، وللأسف لم يتم شرح الأمر لهم بالقدر الكافي، ولم يشعرون بالفائدة المباشرة وغير المباشرة عليهم من مشروع ضخم كهذا، مثلا بالتأكيد على توفير فرص عمل لهم أو لأبناءهم في الميناء الكبيرة الجديدة، أو خلافه.

لكن كل هذا لا يروج له بالطريقة الاحترافية السليمة، ولا يتم تواصل حقيقي مع الأهالى من خلال القيادات المحلية ونواب الدائرة، دون تحميل المسئولية لجهات أخرى، ليست هذه ملفاتها، ولا أعرف لماذا نضغط عليها أكثر وأكثر به؟!

وللأسف، تركوهم فريسة لقوى تريد تأجيج القلاقل، والمفارقة إنهم هم نفس السيناوية الأبطال الذين تفاعلوا مع الدولة المصرية وقاوموا معها الإرهاب خلال سنوات صعبة حتى أسقطوه بالتحالف مع الدولة المصرية، وبالتالى لهم علينا حقوق كثيرة، ومنها الشرح والتواصل، حتى لا نتركهم لتعاملات البي بي سي والدويتش ڤيلا والحرة والجزيرة بخلاف قنوات وجروبات الإخوان الارهابيين الهاربين للخارج، الذين يبحثون عن أية محاولة لخلق أجواء إضافية من الاحتقان، ولا تهمهم معاناة هؤلاء الأهالى أساسا، والذين منهم عجائز قالوا كلاما لا يمكن لك أن تتصوره يصدر من مصرى أبدا، وهذا يعكس مدى معاناتهم بالتأكيد، وانعدام التواصل معهم.

هؤلاء العجائز من الرجال والسيدات، الذين يهتفون هتافات صعبة جدا، لا يمكن لكم أن تتصورها، في ظل ضغوط قاسية عليهم، لدرجة أنهم طلبوا الخروج للجهة الأخرى من الحدود، لو رأوا فيديوهات السيدات والرجال العجائز الفرحين وهم يستلمون وحداتهم بعد الانتهاء من مشروع مثلث ماسبيرو أو الأسمرات أو غيط العنب أو غيرها، كانت الأوضاع ستختلف ١٨٠ درجة بكل تأكيد..صدقونى

لكن للأسف الدماغات في بعض السياقات لم تتغير، والإعلام والصحافة لا يقومون بأدوارهم الكافية في دعم الدولة المصرية لمواجهة هذه الصعوبات، بسبب نظرة البعض غير المقدرة للتحديات.

نقولها من أجل جمهورية ثانية، يبنيها هؤلاء المواطنون قبلنا بتضحياتهم، ببيوتهم البسيطة، وأحلام عمرهم، الذين يتخلون عنها من أجل أجيال جديدة، من الممكن آلا يكون منهم أبناءهم، لكنهم من أجل مصر .. مستعدون للتضحية، وضحوا ويضحون بالفعل، فقط يحتاجون منا بعض الصبر والمعاملة الانسانية الاحترافية بلا حلول تقليدية، ولا تحملوا جهات ما ضغوط هم في حل منها، ويجب أن نكون قد تعملنا من تجارب سابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى