fbpx
أخبار العالمسلايدر

السودان.. القطاع الصحي ينهار.. وفشل التوصل لهدنة.. والإعلام البريطاني يشير لتورط “فاجنر الروسية”

كتبت: نهال مجدي
تتواصل لاشتباكات في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة مما أسفر حتى الآن عن أكثر من 200 قتيلاً و1800، بحسب الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرثيس.
كما أعلنت لجنة أطباء السودان خروج معظم مستشفيات العاصمة ومرافقها الصحية من الخدمة. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، الدكتور نعمة سعيد عابد، إن الوضع في العاصمة وفي جميع أنحاء البلاد “سيء للغاية”.
وأضاف أن معظم المستشفيات أبلغت عن نفاد مخزونها من الإمدادات الطبية وأكياس الدم والأكسجين والعديد من الأدوات الطبية والجراحية المهمة في مشافي ست أو سبع ولايات بالإضافة إلى الخرطوم.
وأفاد ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان أنه تم إخلاء بعض المستشفيات، وإغلاق أخرى، كما أنه تم عسكرة بعض المستشفيات وهوجم العاملون في القطاع الصحي والأطباء والعاملون في المجال الإنساني أيضًا.
وتتركز الاشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان التابعة لها، وسط تحليق لطائرات الجيش السوداني فوق أجواء المدينتين، مستهدفا مقار قوات الدعم السريع، كما تجددت الاشتباكات العنيفة بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة ومركز قيادة الجيش.
ومع دخول القتال يومه الرابع، لا يزال الوضع الميداني على الأرض غير واضح، ولا يمكن التأكد من الحقائق ومواقع السيطرة في ظل غياب المصادر المستقلة وتبادل الطرفين إعلانات الانتصار والسيطرة.
ودارت معارك في مختلف أنحاء البلاد وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخلل النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار.

كما صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن قافلة دبلوماسية أميركية تعرضت لإطلاق نار أمس الاثنين في السودان في ما يبدو أنه هجوم شنته عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، في حادثة وصفها بلينكن بأنها “طائشة” و”غير مسؤولة”.
وحذر بلينكن، الذي أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين صباح اليوم مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأميركيين هو أمر غير مقبول. وأضاف بلينكن أن “جميع أفرادنا سالمون وغير مصابين”، كما شدد على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار مما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن”.
وجدير بالذكر ان بلينكن في زيار لليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، الذين حضوا طرفي النزاع على “وقف الأعمال العدائية فوراً” والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات “نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة”، محذرين من أن القتال “يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان”.
ودعوا في البيان “إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”.
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس قال إن الجانبين لم يبديا أي استعداد للتفاوض، وأن الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعاً بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور.
وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في حوار لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أمس، إن قوات الدعم السريع حاولت أسره وقتله، خلال المعارك الدائرة في الخرطوم، وإنه طرح اقتراحا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتم الاتفاق عليه، ولكن للأسف، لم تلتزم به قوات الدعم السريع. وأضاف البرهان أن قوات حميدتي تستخدم فترة التوقف لأسباب إنسانية من أجل مواصلة القتال.
وفي المقابل أعلنت قوات الدعم السريع انها تسعى للقبض علي البرهان وتقديمه إلى العدالة بسبب ارتكاب العديد من أعمال الخيانة ضد الشعب السوداني، وانها ستقدم جميع الأطراف المسؤولة إلى العدالة ونقدم لهم محاكمة عادلة”.
ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن البرهان أصدر قرارا بحل قوات “الدعم السريع”، وإعلانها “جماعة متمردة”، بحسب لوكالة الأنباء السودانية (سونا).
وفى سياق متصل نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً لعدد من مراسليها وصحافييها حول المعارك التي تشهدها السودان، تحت عنوان: “المعارك في السودان: اتهامات لمرتزقة روسيا بتأجيج الصراع”.
وجاء في التقرير إن ثمة شكوكا في أن مرتزقة فاجنر الروس، يلعبون دوراً في المعارك.
ويضيف التقرير أن حميدتي وقوات الدعم السريع التي يسيطر عليها، توفر الحماية لشركة ميرو للذهب، وهي إحدى شركات التعدين التابعة لفاجنر، ويديرها رئيس مجموعة المرتزقة يفجيني بريغوزين، والمتهم بتهريب الذهب من السودان إلى موسكو للمساهمة في دعم الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويشير التقرير إلى أن مسؤولين أمنيين غربيين كشفوا لصحيفة وول ستريت جورنال أن الولايات المتحدة تشك في وجود صفقة بين فاجنر وحميدتي، وبالتالي دفعت واشنطن مصر إلى مساندة ودعم القوات المسلحة السودانية ورئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، بهدف طرد فاجنر من البلاد.
وينقل التقرير عن كاميرون هادسون، من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، قوله:” إن سيطرة فاجنر على السودان ستربط خطوطها من البحر الأحمر إلى أفريقيا الوسطى، وبالتالي ستصبح السودان درّة التاج الأفريقي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى