fbpx
مقالات

التحليل الذي حظرني الفيسبوك بسببه رافضا مناقشته: المرحوم والملعون.. مجرد طحين لصراع أبدي

بقلم إسلام كمال

قتلا وانتهت حياتهما لأن هناك قوى عالمية تريد لهذا الصراع أن يكون تاريخيا بلا توقف، يأكل الجميع، من أجل تحقيق أهدافهم، بأبعاد دينية وغيرها!
أنا هنا، لا أساوى بين محتل وضحية، بين مفترس وفريسة، حتى لا يباغتني بعض المتسرعين بردودهم، فقط اسمحوا لي بإكمال طرحي ، وعلقوا في النهاية.
ولد هذا الشهيد الفلسطيني “القاتل هذه المرة دفاعا عن حقه وانتقاما لأهله في چ مين “، وهذا المقتول المستوطن العسكري الإسرائيلي، على أن يكونا عدوين، ليكونا جزءا من طحين واحد من أطول وأعقد الصراعات على وجه الأرض!
لن أذكر أسميهما، لأنهما بالنسبة لطرحي مجرد رمزين لأجيال من هذا الجانب، وأجيال من هذا الخيال .
بديهيا، ندعم الجانب الفلسطيني ونراه صاحب الحق، تاريخيا ودينيا، لكن للأسف لأن هناك كثيرا منهم لم يسمعوا للسادات رحمه الله، فورطوا هذه الأجيال معهم، ولو كانوا استمعوا لكانت هناك دولة فلسطينية قوية، يرفضها رئيس الحكومة الإسرائيلية الفاشية بنيامين نتنياهو وعصابته، الآن بالمرة ويدعمه في ذلك المجتمع الدولي، الذي لم يحرك ساكنا في أي شيء، مشاركا في الجريمة بالطبع.


في المقابل، هؤلاء الأجيال الصهيونية المتتابعة “التي حذر السادات سابق عصره من قدومها”، التي أصبحت بعضها مولودة من جدود الجدود في هذه الأرض “الفلسطينية” ومرتبطة بها، وكأنها أرضها بحق، بما فيهم حوالي ٧٠٠ ألف مستوطن في الضفة الغربية، بخلاف الترويعات الصهيونية بكل أنواعها، دينية وغيرها، فلا يرون غير إنهم أصحاب حق، والفلسطينيون مغتصبون إرهابيون يجب الإنهاء عليهم، بالإضافة إلى الدعاوى التلمودية، بأن العرب “وليس الفلسطينيين فقط”، حشرات وحيوانات يجب التخلص منهم.
هذه هي أجواء الصراع بين هذين الشابين، اللذين ماتا، لكونا لا يساويان شيئا في النظام العالمي سوى أنهما جزءان تافه من طحين في رعايا لا تتوقف لهذا الصراع العربي الإسرائيلي!
وبالتالي، أنت أمام شابي كل منهما، يدرك تمام الإدراك أنه معه الحق، ومجتمعه متيقن أتم التيقن بأنهما بطلان شهداء، وسيكونان رموزا وأسماء قومية.
هذا البطل الفلسطيني، الذي انتقم لأهله في چ مين بعد الزلزال الوحشي الدموي الذي تعرضوا له على يد كل قوات النخبة في جيش الاحتلال برا وجوا وسيبرانيا، بعملية إطلاق نار ليست كبيرة، راح فيها هذا الجندي المستوطن ومستوطن بملابس مدنية، لكنهم كلهم ميلشيات على اختلاف ملابسهم، فالفكر واحد، والعدوانية بشعة.
فكرتي ، حتى لا تتداخل على البعض تفاصيلها، وبنظرة من فوق للمشهد، كرؤية الدورة “الطائرة المسيرة أو دون طيارة”… عن بعد، عقب الاستعراض عن القرب، إنه لا حل لهذا الصراع، الذي أصبحت فيه أجيال متوالدة من جدود الجدود في هذه الأرض المحتلة من قبل القوى العالمية بالأذرع والتواجد الصهيوني الرمز لها، إلا من خلال قادة حقيقيين قادرين من الجانبين أو من الجانب العربي كما كان السادات على الأقل، قادرين على فرض أنفسهم ورؤيتهم على المشهد، وبالطبع من المهم أن يتقبل النظام العالمي هذا الواقع بأية طريقة… وهو لا يفهم سوى القوة والجرأة.
وبالتأكيد، هذا كلام حالم الآن، في هذه الأجواء المليئة بالخونة البرجماتيين، ومنهم الإبراهيميون وأعوانهم، ومن ورائهم، الذين قبلوا بالهدوء لا حتى السلام مقابل الاقتصاد والصفقات العسكرية، فعززوا قوة الاحتلال الصهيوني، ضد شعب أعزل ومقاومين يحاولون بإمكانات لا تذكر، ضد قوة غاشمة لا ترحم، ومجتمع دولي مات إكلينيكيا، فلن يغضب القوى الصهيونية التي تتحكم فيه ماليا واقتصاديا وعلميا وعسكريا، من أجل هؤلاء المفعول بهم.
وبخلاف الإبراهيميين، هناك متأسلمون تصيدوا في القضية الفلسطينية، ليبقوا ويترعرعوا على حساب الحق والدم الفلسطيني، الذي باعوه كما باعوا غيره من العرب والمسلمين، ولا يختلف المتأسلمون وكبيرهم الإخوان عن الإسرائيليين، فهؤلاء صهاينة الإسلام والآخرين صهاينة اليهود، والنتيجة واحدة في تحالفاتهم الاعتيادية، بقاء الصراع كما يريدون، مستخدمين في ذلك كل الشعوب والقيم الدينية والنحوية وغيرها، مجرد طحين للصراع.
إجمالا، هذا الشهيد الفلسطيني، وهذا المقتول الصهيوني، تحولا لمجرد ذكرى ومدد لطحين صراع ممتد ولن يتراجع، إلا بنهاية الفلسطينيين أو الإسرائيليين، أو حل سلمى حقيقي، لا تتوفر له الأشخاص والأجواء، وفي المنظور، لن يتوفر بالمرة للأسف، ولذلك سيظل هذا الإسرائيلي المحتل يسحل في الفلسطيني أمام عيون العالم، وسيظل هذا الفلسطيني يقاوم ويقاوم، حتى تظل قضيته مطروحة على الساحة لحين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى