fbpx
مقالات

آية نور تكتب: العاشر من رمضان نصر باقٍ حتى آخر الزمان

ما بين نصر سابق وفخر باقٍ وثقة متجددة مصر تحتفل بذكرى حرب نصر العاشر من رمضان، نصر أكتوبر المجيد؛

تهل علينا اليوم ذكرى انتصارات العاشر من رمضان والتى تُعد أعظم انتصارات المصريين،ننتظر هذا اليوم من شهر رمضان كل عام لتعرض لنا ذاكرتنا أمجاد أبطال جيشنا التى اعتاد ذكرها أن يُسعدنا واعتدنا نحن أن نقوم بسرد احداثها لصغارنا لنكمل مسيرة كبارنا كما كانوا يفعلوا معنا منذ صغرنا، فأعتدنا على الطقوس التى نتبناها فى هذا اليوم وان كانت تتمثل فى سماع الأغانى الوطنية التى تُثير الحماس بداخلنا أو سماع السيرة الذاتية لأبطال هذا اليوم وإظهار الفخر الممزوج بقوة العاطفة معهم ولهم والتفاعل مع ذكرى عشناها بقلوبنا ونالت امضاء واقعنا، نتذكر فى هذا اليوم قوة رجال القوات المسلحة المصرية التى استطاعت فى مثل هذا اليوم عام  1393هجريا  تحطيم القوات الإسرائيلية وإبهار العالم اجمع بما فعلوه، وذلك بعد أن شنت  الحرب كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل،حيث بدأت الحرب فى يوم السبت الموافق  6 أكتوبر 1973  والموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصرى والجيش السورى على القوات الإسرائيلية التى كانت مرابطة فى سيناء وهضبة الجولان، عبرت الجنود المصرية فى ذلك اليوم قناة السويس ورفعوا رأية النصر على العدو جاء هذا النصر بعد أن ذُقنا مرارة الهزيمة بعد نكسة وهزيمة 67 وحروب الاستنزاف فحقًا من ذاق مرارة الهزيمة يعرف حلاوة النصر  تحولت الهزيمة إلى عزيمة بإرادة وقوة الجيش الذى أحبط خطط ومؤامرات بعض القوى العالمية لتقسيم الوطن العربى، وأصبح للعرب قوة ومهابة، خاصةً بعد أن شهد حرب أكتوبر الئام الوطن العربى تحت راية الحرب، ووقوفهم يدا بيد فى وجه العدو.

جاءت هذه الحرب بعد أن رفضت إسرائيل لمطالب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بالانسحاب إلى حدود 4 يونيو 1967 لذلك قرر الرئيس محمد أنور السادات بدء الحرب في وقت مفاجئ واستطاعت القوات تدمير خط بارليف فى سيناء وخط آلون فى الجولان، التى كانت إنشائتها إسرائيل خلال 6 سنوات بعد نكسة 67 وكانا حصنين لمنع أى هجوم فتم تحطيمه فى 6 ساعات من قِبل القوات المصرية ويعتبر سر النجاح فى ذلك هو عدم الكشف عن موعد الهجوم، ليكون مفاجئة للعدو وذلك بعد أن تم الاتفاق على خطة سرية تعتمد على التمويه والتضليل للعدو حتى تستطيع القوات المصرية النصر فاق جيشنا المصري والدراسات العسكرية والخطط الحربية كل توقعات المحللين العسكريين الذين تنبأوا بفشل الحرب وعدم جاهزية الجيش المصرى  لطرد الاحتلال الإسرائيلى فجأت النتائج عكس تخيلاتهم ربما لانهم لم يعرفوا من هو الجندى المصرى ولم يسمعوا عن ارادته.

تعددت مُسميات هذا اليوم حيث عُرف فى مصر بحرب العاشر من رمضان أو حرب أكتوبر وعُرف فى سوريا بحرب تشرين التحريرية، ولكن النتيجة واحدة وهى قهر العدو وأخذ كل ذى حق حقه وعودة الاراضى المحتلة لاصحابها.

وعندما نبحث فى أسباب النصر وعندما نقوم بعرضها بكل فخر نجد أن من ضمن الأسباب وان لم يكن فى المقدمة هو دعم وتضامن الوطن العربى مع بلدنا مصر فى هذا النصر حيث ساعدت  ليبيا فى حرب العاشر من رمضان عن طريق شراء أسلحة ومعدات عسكرية كما ساعدت الجزائر مصر بأرسال طائرات ميج 21 وصل ولواء مدرع بالإضافة إلى قيام الرئيس الجزائري الهواري بومدين بزيارة موسكو ودفع مبالغ ماليه لـ الاتحاد السوفييتي ثمن أية أسلحة أو ذخائر تحتاجها مصر بالإضافة لمساعدة العراق حيث قامت بأرسال طائرات هوكر هنتر وايضا ساعدت  بقواتها الجوية بينما ساعدت المملكة العربية السعودية فى حرب أكتوبر بالتبرع بـ 200 مليون دولار وحظرت تصدير البترول للغرب مما أدى لأزمة طاقة بالغرب بالإضافة إلى إرسال 20 ألف جندي إلى السورية  وساعدت دولة الإمارات العربية المتحدة مصر خلال حرب أكتوبر بقطع الشيخ زايد النفط عن إسرائيل والدول التى تدعمها بعيدًا عن تقديم كل هذه المساعدات المادية الا ان دعمهم المعنوى ودعواتهم لنا تسكن قلوبنا إلى الآن.

انتهت الحرب رسميًا فى 31 مايو عام  1974 فوافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الإتفاقية ولكن أثر الحرب باقٍ إلى اليوم ليس فقط فى ذاكرة المصريين والوطن العربى ولكن اثرها باقٍ فى ذاكرة العدو وسوف يظل يُقهر  وذلك بعد أن حطموا الابطال أسطورة ان الجيش الاسرائيلى لا يُقهر تلك الاسطورة التى لم يجعلها الجيش المصرى تُثبت صحتها ولم يعطى لها المساحة فى ذلك  رغم انهم كانوا ينادوا بها القادة العسكريين فى إسرائيل فلم تكن هذه الحرب مجرد حرب عابرة فى تاريخ العسكرية المصرية بل كانت حدثًا فريدًا سوف نظل فخورين به،هذا الانتصار جعل العالم يقف مبهورًا أمام عظمة  القوات المسلحة المصرية وجعلتنا نحن نقف فخورين بما فعلوه جنودنا وواثقين فى شبابنا وجيشنا فيما سوف يحدث اذا فكر احد أن يغتصب ارضنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى