أخبار العالمالأخبار

المغرب يلغي ذبح الأضاحي هذا العام بسبب الجفاف وتراجع الثروة الحيوانية

متابعة فريق الأخبار

أدت ست سنوات من الجفاف المستمر إلى إفراغ خزانات السدود المغربية، وتسببت في خسائر فادحة في الوظائف في قطاع الزراعة، ودفعت البلاد إلى تسريع خططها لتحلية المياه.

ورفع المغرب الرسوم الجمركية وضريبة القيمة المضافة على الماشية والأغنام والإبل، في ميزانية عام 2025، وكذلك الضرائب على اللحوم الحمراء للحفاظ على استقرار الأسعار في السوق المحلية.

تجددت المطالب هذا العام بإلغاء شعيرة عيد الأضحى بسبب ارتفاع الأسعار، إذ تعالت أصوات فئة من المواطنين قبل أسابيع، للمطالبة بإلغاء أضحية عيد الأضحى في ظل استمرار الجفاف الذي يسهم بشكل مباشر في غلاء الأضاحي، ويؤثر على قدرتهم على شرائها في ظل الأسعار المرتفعة.

وجَّه ملك المغرب محمد السادس نداءً إلى الشعب المغربي، داعيًا إياهم إلى عدم القيام بشعيرة الذبح في عيد الأضحى هذا العام نظرًا “للتحديات القائمة”، وفقًا لبيان نشرته وكالة الأنباء المغربية.

وأكد ملك المغرب في رسالة موجهة إلى الشعب، ألقاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق، أنه حريص على توفير كل ما يلزم للشعب للقيام بالفرائض والسنن، بما في ذلك عيد الأضحى، لكنه قال: “حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية.”

وأضاف الملك في البيان: “وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررًا محققًا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود.”

واختتم رسالته بالقول: “نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا.”

من جانبه، صرح وزير الفلاحة المغربي أحمد البواري في مطلع شهر فبراير الحالي بأن قطعان الأبقار والأغنام في المغرب تراجعت بنسبة 38 في المئة مقارنة مع آخر إحصاء أُجري قبل تسع سنوات، وذلك بسبب موجات الجفاف المتتالية.

وأضاف البواري أن المغرب استورد هذا العام 124 ألف رأس من الأغنام، و21 ألف رأس من الأبقار، و704 أطنان من اللحوم الحمراء.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُوجه فيها ملك المغرب مثل هذه الدعوة، إذ سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن أطلق دعوات مماثلة ومنع ذبح الأضاحي في ظروف مشابهة ثلاث مرات سابقة.

ففي عام 1963، أعلن الملك إلغاء شعيرة النحر بسبب ما عُرف بـ “حرب الرمال” بين المغرب والجزائر، والتي أثرت سلبًا على الوضع الاقتصادي للبلاد.

وفي عام 1981، شهد المغرب للمرة الثانية قرارًا مماثلًا بإلغاء الشعيرة، وذلك بسبب الجفاف الشديد الذي ضرب البلاد وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية.

أما المرة الثالثة التي أُلغي فيها إقامة الشعيرة فكانت عام 1996، وذلك أيضًا بسبب موجات الجفاف الشديد المتعاقبة، والتي بلغت ذروتها في عام 1995، حيث أعلنت الحكومة ذلك العام “سنة كارثة وطنية.”

وفي عام 2023، ظهرت دعوات شعبية في المغرب للمطالبة بحظر ذبح الأضاحي بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعارها بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى