الأخبار

دراسة جديدة تكشف سر استمرار أعراض كوفيد الطويل

متابعة: رحمه حمدى

تمكن فريق من الباحثين العاملين في معهد أبحاث الجينوم الانتقالي التابع لمدينة الأمل، بالتعاون مع معهد لوندكويست للابتكار الطبي الحيوي في المركز الطبي هاربور-يو سي إل إيه، من تحديد مؤشر حيوي محتمل يرتبط بحالات كوفيد الطويل.

في حال تم تأكيد هذه النتائج من قبل مراكز بحثية أخرى، فقد يصبح هذا المؤشر الحيوي أول أداة قابلة للقياس الكمي لتشخيص الإصابة بكوفيد الطويل. يعتمد الأطباء حالياً في تشخيصهم لهذه الحالة على مجموعة من الأعراض التي تظهر على المرضى بعد تعافيهم من العدوى بفيروس كورونا المستجد.

أوضح الدكتور ويليام سترينجر، الباحث في معهد لوندكويست والمؤلف الرئيسي للدراسة، أن التشخيص الحالي يعتمد على الأعراض السريرية دون وجود اختبارات مخبرية داعمة. عندما يزور المريض العيادة ويشكو من أعراض كوفيد الطويل بعد مرور 12 أسبوعاً أو أكثر على الإصابة الأولية، يتم إعطاؤه تشخيصاً افتراضياً في غياب أي علامات حيوية أو فحوص دم مؤكدة.

نشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Infection العلمية، حيث كشف الباحثون عن وجود شظايا بروتينية تعود لفيروس سارس-كوف-2 داخل الحويصلات خارج الخلية. هذه الحويصلات عبارة عن حزم صغيرة تفرزها الخلايا بشكل طبيعي لتسهيل تبادل البروتينات والمستقلبات والمواد الأخرى بين الخلايا.

قام الفريق البحثي بجمع وتحليل 56 عينة دم من 14 مريضاً مشاركاً في تجربة سريرية استمرت 12 أسبوعاً، تركزت على دراسة تأثير التمارين الهوائية على مرضى كوفيد الطويل. تم اكتشاف 65 شظية بروتينية مميزة تعود للفيروس داخل هذه الحويصلات، تنتمي جميعها إلى بروتين Pp1ab الفيروسي الذي يلعب دوراً أساسياً في عملية نسخ المادة الوراثية للفيروس.

أشار الدكتور أصغر عباسي، الباحث الرئيسي في الدراسة من معهد لوندكويست، إلى أن هذه البروتينات توجد حصرياً في الفيروس ولا تظهر في الخلايا البشرية السليمة. لاحظ الباحثون وجود هذه الببتيدات الفيروسية في جميع المرضى المشاركين في الدراسة، وإن لم تظهر في كل عينة دم، بينما لم يتم رصدها في المجموعة الضابطة التي شملت عينات ما قبل الجائحة.

تعزز هذه النتائج الفرضية القائلة بأن الفيروس قد يبقى في أنسجة الجسم لفترات طويلة بعد العدوى الأولية. تشير بعض الدراسات إلى أن هذه المستودعات الفيروسية المتبقية قد تكون مسؤولة عن أعراض كوفيد الطويل. يبقى السؤال حول كيفية وصول الفيروس إلى أنسجة بعيدة مثل الدماغ دون المرور عبر مسارات العدوى المعتادة، مع احتمال أن تلعب الحويصلات خارج الخلية دوراً في هذه العملية.

أضاف الدكتور عباسي أن الفريق البحثي افترض أن الحويصلات خارج الخلية قد تكون وسيلة لنقل المكونات الفيروسية في الجسم، مما دفعهم لدراسة هذه الفرضية ضمن تجربة سريرية كانت تبحث أصلاً في العلاقة بين هذه الحويصلات والتغيرات المناعية المرتبطة بممارسة الرياضة والشعور بالإعياء بعد المجهود، وهو عرض شائع بين مرضى كوفيد الطويل.

من جانبه، لفت الدكتور باتريك بيروت، الأستاذ المشارك في معهد أبحاث الجينوم الانتقالي والمؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن الإشارة الجزيئية للببتيدات الفيروسية كانت ضعيفة وغير متسقة في جميع نقاط جمع العينات. أكد بيروت على وجود العديد من الأسئلة التي تحتاج للإجابة، مثل تأثير التمارين الرياضية على التعبير الجيني الفيروسي، وطبيعة المستودعات الفيروسية في الخلايا، وما إذا كانت هذه الببتيدات مجرد مخلفات جزيئية أو دليلاً على تكاثر فيروسي مستمر.

أشار الدكتور سترينجر إلى أن الدراسة لم تشمل أشخاصاً لا يعانون من أعراض كوفيد الطويل، سواء كانوا مصابين سابقاً أو حالياً بالفيروس. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الببتيدات تمثل بقايا عدوى سابقة أم دليلاً على استمرار النشاط الفيروسي في الجسم، وهي مسألة تحتاج لمزيد من البحث في الدراسات المستقبلية.

حصل هذا البحث على تمويل من مؤسسة التعليم والبحث في أمراض الرئة، بالإضافة إلى مؤسسة مجتمع مقاطعة فينتورا التابعة لكلية ديفيد جيفن للطب في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى