عمار ياسر يكتب: هل الحب يشفي؟

عندما نتحدث عن الحب، فإننا لا نقصد فقط الحب العاطفي، بل يشمل الحب كل شيء حولنا: حب الأصدقاء، الحب كمحفز، الحب كتقدير، حب الحيوانات الأليفة، حب الحرية، حب العائلة.
يمتلك الحب القدرة على الشفاء، فيحدث على المستوى الجسدي أن يشفي الجسد بسبب طاقة الحب، وترحل الكثير من الأمراض دون الانتباه لها، حيث إن الحب هو أعلى طاقة إنسانية في الكون. إذ يُعتبر هو قانون الحب المطلق.
الحب يسهل عملية التشافي النفسي، ويغير نظرتنا إلى الحياة.
يُحكى أنه في يوم من الأيام، كان هناك صياد يصطاد البط وهو يطير. فعندما أطلق الصياد الرصاصة وسقط البط جريحًا، أثارت دهشته بطة جاءت مسرعة لتفرد جناحيها على البط الذي سقط لتحميه، وعندها تبدلت رؤية الصياد للصيد، وأدرك وقتها معنى الحب، وتوقف الصياد بعدها نهائيًا عن الصيد.
عندما نصبح محبين، سنجد أن هناك أمورًا لم نعد نفعلها، بل وتوقفنا عنها، وأمورًا أخرى لا يمكن أن نفعلها دون وجود الحب.
يُعتبر الحب هو الطاقة التي تغيّر هيئة كل شيء إلى الأجمل.
عندما نسمح برحيل الغضب، يتجلّى الحب.
عندما نسامح الآخرين، نصبح نرى العالم بشكل مختلف.
نشعر بخفة أجسامنا على الأرض، وكم كنا نحمل بداخلنا ثقلًا تسبب في إنهاك صحتنا.
في حالات الحب العالية، نرغب أن نشارك هذا الشعور مع الجميع، وكأننا نريد أن نوزع الحب على الناس.
هكذا هم المحبون، لا يستطيعون رؤية العالم بدون حب.
عندما نكون في حضرة أشخاص يحبون بعضهم، نلتقط هذه الطاقة، فنشعر كم نحن أيضًا محبوبون، ونختبر حينها طاقة الحب، ونعرف وقتها أنه كلما أحببنا أكثر، ازدادت قدرتنا على الحب أكثر، فالحب لا حدود له.
وفي الطب النفسي، نوصي دائمًا باقتناء حيوان أليف، مثل القطة أو الكلب، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تطيل العمر لعشرة أعوام.
يعمل الحب على زيادة هرمون الإندورفين، والذي يُسمى هرمون السعادة، والذي يعمل جانبًا إلى جنب مع هرمون الكورتيزول على تخفيف الألم، فيحدث الشفاء لكثير من الأمراض.
ومع مرور الوقت وزيادة طاقة الحب، تتفتح البصيرة، وتصبح كإلهام لنا يساعدنا على العيش بشكل أفضل، ونختبر وقتها حالة الهدوء الداخلي، وتصبح لدينا القدرة على إدراك أفكار الآخرين ومشاعرهم على مستوى غير لفظي.
الحب يشع عندما نتخلى عن كل ما يحجب طاقة الحب.