ليس إيران.. التهديد النووي الجديد الذي يقلق العالم

نشرت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرًا يسلط الضوء على تهديد نووي جديد يثير قلق العالم، بعد الضربات التاريخية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية.
كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية عن تطورات مقلقة تشير إلى أن باكستان تعمل على تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي يصل إلى الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نُشر في مجلة “فورين أفيرز”.
هذا التطور قد يعيد تشكيل ميزان القوى الإقليمية والعالمية، ويطرح تحديات جديدة أمام الولايات المتحدة والهند.
تفاصيل تطور البرنامج النووي الباكستاني
تُظهر التقارير أن باكستان تكثّف برنامجها لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات بعد مواجهة عسكرية مع الهند في مايو 2025. هذه الصواريخ، القادرة على حمل رؤوس نووية لمسافات تزيد عن 5500 كيلومتر، قد تكون مجهزة بأنظمة MIRV (رؤوس حربية متعددة) لضرب أهداف متعددة في إطلاق واحد.
بينما تدعي باكستان أن ترسانتها النووية تهدف لردع الهند، تشك الولايات المتحدة في أن الصواريخ تهدف أيضًا لردع أي تحركات عسكرية أمريكية، مثل ضربات استباقية على منشآتها النووية أو التدخل في صراعات بين الهند وباكستان.
وعلى عكس برنامجها السابق الذي ركز على التهديدات الإقليمية، يشير هذا التطور إلى طموحات باكستان لامتلاك قدرات نووية بعيدة المدى، مما يضعها في مصاف الدول القادرة على تهديد الولايات المتحدة مباشرة.
تداعيات استراتيجية لتطوير البرنامج النووي الباكستاني
إذا أكدت التقارير صحة هذا التطور، قد تضطر الولايات المتحدة إلى التعامل مع باكستان كخصم نووي، حيث لا تُعتبر أي دولة تمتلك صواريخ باليستية عابرة للقارات تستهدف أمريكا “صديقة”.
كما تُشير التقارير إلى أن العلاقات الوثيقة بين باكستان والصين ربما ساهمت في تعزيز البنية التحتية للصواريخ الباكستانية.
على الرغم من عدم وجود دعم صيني علني، فإن المساعدات العسكرية والاقتصادية الصينية قد دعمت بشكل غير مباشر هذا البرنامج.
سباق التسلح الإقليمي والعالمي
يُعد تطوير الصاروخ خطوة تصعيدية في سباق التسلح مع الهند، التي تمتلك بالفعل صواريخ باليستية عابرة للقارات.
هذا قد يدفع الهند إلى تعزيز ترسانتها العسكرية، مما يزيد التوترات الإقليمية.
يثير انضمام باكستان المحتمل إلى قائمة الدول المسلحة بصواريخ بعيدة المدى (مثل روسيا، الصين، كوريا الشمالية) مخاوف من تنسيق استراتيجي بين هذه الدول، مما يعقد الاستقرار العالمي.
تاريخ من عدم الاستقرار الداخلي
تاريخ باكستان من عدم الاستقرار السياسي ووجود جماعات إرهابية يثير قلق الولايات المتحدة بشأن أمن الأسلحة النووية وإمكانية وصول غير مصرح به إليها.
والد القنبلة النووية
يُعتبر عبد القدير خان، الملقب بـ”والد القنبلة النووية الباكستانية”، شخصية مركزية في هذا السياق. قاد خان شبكة دولية ساعدت إيران، ليبيا، وكوريا الشمالية في برامجها النووية، مما أثار مخاوف دولية.
حيث وصفه مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت بأنه “خطير مثل أسامة بن لادن”، بينما أعرب رئيس الموساد السابق شبتاي شافيت عن أسفه لعدم اغتياله.
جهود إسرائيلية سابقة لقصف المنشأت النووية في باكستان
في الثمانينيات، خططت إسرائيل، بالتعاون مع الهند، لقصف المنشآت النووية الباكستانية، لكن الهند ألغت الخطة. استخدم الموساد التهديدات ومحاولات الاغتيال لمنع باكستان من امتلاك سلاح نووي، لكن هذه الجهود فشلت.
وأشار شافيت إلى أن امتلاك دولة إسلامية مثل باكستان للقنبلة النووية كان مصدر قلق كبير لإسرائيل، التي لم تعترف رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية.
تهديد محتمل جديد
بعد الضربات على المنشآت النووية الإيرانية بأمر من الرئيس دونالد ترامب، يُنظر إلى تطور البرنامج النووي الباكستاني كتهديد محتمل جديد. يخشى المحللون من أن يؤدي هذا إلى إعادة تقييم السياسات الأمريكية والهندية، مع احتمال تصعيد التوترات العالمية.
يُحتمل أن يزيد هذا التطور من المخاوف بشأن اندلاع نزاع عالمي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع دول نووية أخرى مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
يُمثل سعي باكستان لامتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات تحولًا استراتيجيًا خطيرًا قد يعيد تشكيل التوازن النووي في آسيا والعالم.
مع دعم محتمل من الصين وتاريخ من التوترات مع الهند والولايات المتحدة، تثير هذه التطورات مخاوف جديدة بشأن الاستقرار العالمي وسلامة الأسلحة النووية.
يتطلب هذا الوضع مراقبة دقيقة وربما تغييرات جذرية في السياسات الدولية لمواجهة التحديات الناشئة.