تقاريرسلايدر

هل يقود الشرع سوريا إلى حرب أهلية شاملة تؤدي إلى تقسيمها ؟

إعداد: بسنت عماد

اندلعت الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 14 عاماً، لكنها تحولت لاحقاً إلى حرب أهلية شاملة، وأدى ذلك إلى ظهور ما يُعرف اليوم بالفصائل السورية المسلحة.

ويُعد الصراع بين هذه الفصائل من بين أكثر النزاعات تعقيداً في القرن الحادي والعشرين، إذ تسهم التدخلات الخارجية في تعميق الأزمة، حيث أن لكل فصيل أجندته الخاصة وتوجهاته المرتبطة بأطراف خارجية، مما يدفع البلاد نحو مزيد من التمزق.

وبعد سقوط نظام الأسد، وتولي أحمد الشرع المعروف بـ”الجولاني” ـ أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة ومؤسس هيئة تحرير الشام ـ رئاسة المرحلة الإنتقالية في سوريا، تصاعدت حدة الصراع بين تلك الفصائل على النفوذ والسلطة.

حرب أهلية وصراعات طائفية

ومنذ أسابيع قليلة.. شهدت سوريا موجتين من العنف الطائفي والصراع المميت.

ففي مارس الماضي.. قُتل ما يقرب من 900 مدني، معظمهم من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، على يد القوات الموالية للحكومة في جميع أنحاء المنطقة الساحلية الغربية خلال معارك بين قوات الأمن والموالين للنظام السابق، فقاً لتقارير إعلامية سورية.

وأفادت التقارير بأنه تم قتل 450 مدنياً و170 من أفراد الأمن السوري علي يد المواليين لنظام الأسد.

وفي مايو الماضي.. أفادت التقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في إشتباكات بين مسلحين من الطائفة الدرزية وقوات الأمن الجديدة ومقاتلين من الجماعات الإسلامية المتحالفة معها في ضاحيتين في العاصمة دمشق ومحافظة السويداء الجنوبية.

ومنذ تولي “الجولاني” حكم دمشق في ديسمبر 2024، أصبح المسيحيون في سوريا البالغ عددهم حوالي 500 ألف نسمة يواجهون تهديداً وجودياً حقيقياً.

حيث تم عزل المجتمعات المسيحية مثل بلده “معلولا”، التي تتحدث الآرامية، وقيام المواليون للنظام الحالي بقطع الإنترنت عن المدينة وتدمير الكنائس وممتلكات المسيحيين، كما ظهرت مقاطع فيديو توثق عمليات الترهيب من قبل هيئة تحرير الشام التي كانت تتبع تنظيم القاعدة سابقاً، ويقودها الشرع، والتي صنفتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.

وحتى وقتنا هذا يزال الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع مدرج على قائمة الولايات المتحدة “للإرهابيين العالميين”.

رغم إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن في ديسمبر عن إلغاء المكافأة لـ ” 10 ملايين دولار” ، التي خصصتها لمن يساعد في اعتقاله.

كيف بدأت الحرب في سوريا؟

قبل اندلاع هذا الصراع، اشتكى كثير من السوريين من ارتفاع نسبة البطالة والفساد وغياب الحريات السياسية تحت حكم نظام الأسد، الذي خلف أباه حافظ الأسد في الحكم بعد وفاته عام 2000.

وتحولت الإنتفاضة ضد نظام الأسد، التي اندلعت في مارس 2011، إلى حرب أهلية واسعة النطاق.

وخلف هذا الصراع أكثر من حوالي نص مليون قتيل ودمر المدن السورية وأوصل سوريا إلى وضعها الحالي.

الأطراف المتورطة في الصراع

دعمت الحكومة السورية روسيا وإيران، في حين دعمت تركيا والقوى الغربية وعدد من دول الخليج على راسها السعودية المعارضة السورية المتمثلين في:

ـ هيئة تحرير الشام.

ـ الجيش الوطني الحر.

ـ قوات “قسد”.

ـ الجبهة الوطنية للتحرير.

ـ “حركة الشام”.

ـ قوة “جيش العزة”.

ـ كتائب “نور الدين الزنكي”.

ـ الأكراد في شمال سوريا .

ـ إسرائيل:

التي تشن غارات على جنوب سوريا واستغلت حالة الإنقسام وتوغلت داخل عمق الاراضي السورية وسيطرت على أجزاء كبيرة من الأراضي السورية تحت مرأى ومسمع من نظام “الجولاني”.

الخسائر البشرية في سوريا

الضحايا:

تشير التقديرات إلى سقوط ما بين 580 ألف إلى
617 ألف و 910 قتيل، من بينهم أكثر من
306 ألف و 887 مدنياً، وقد وثق “المرصد السوري” مقتل نحو 19 الف و811 طفل، و 12 الف و 513 امرأة.

النازحون واللاجئون:

بلغ عدد النازحين داخلياً حوالي 6.7 مليون شخص، فيما لجأ نحو 5.6 مليون آخرين إلى خارج البلاد، غالبيتهم في مصر وتركيا والأردن ولبنان.

الدمار:

ـ تدمير 35,000 مبنى في حلب وحدها، وانهيار البنية التحتية والصحة . 

ـ انهيار العملة السورية وانتشار المجاعة.

الأوضاع الاقتصادية والصحية:

تعاني البلاد من انهيار حاد في العملة الوطنية، وتدهور كبير في النظام الصحي، إلى جانب انتشار سوء التغذية على نطاق واسع.

إستمرار الصراع

هناك مخاوف من تقسيم سوريا، في ظل انقسام وتناحر الفصائل، خصوصاً بعد عودة داعش إلى المشهد، والذي أعلنت عن تبنيها أول هجوم ضد الجيش السوري الجديد الذي تشكّل بعد الإطاحة بالأسد.

في حين أصدر تنظيم القاعدة بيان يدعم فيه الهجوم الأخير للتنظيمات المسلحة، ويدعوهم  إلى الإستمرار بالقتال ضد الحكومة السورية وحلفائها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى