الأخبارتقارير

من هو “شيخ الموساد” قائد المظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب

إعداد: رحمه حمدى

كمال الخطيب هو شخصية مثيرة للجدل في الداخل الفلسطيني، وخاصة بين الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة منذ عام 1948. وأصبح مثيراً للجدل أكثر بعد أن قاد مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب يوم 31 يوليو 2025 مع رائد صلاح، حيث اتهم مصر بـ”التسبب في مقتل 60 ألف فلسطيني” في غزة.
وأثارت المظاهرة غضبًا لأنها كانت تحت حماية الشرطة الإسرائيلية وبتصريح رسمي، بينما اتُهم بتجنب الاحتجاج أمام مؤسسات الاحتلال مثل الكنيست أو مقر نتنياهو.
وُجهت إليه انتقادات لاذعة من ناشطين فلسطينيين، الذين وصفوه بـ”الجبان” واتهموه بـ”تفتيت العلاقة بين الفلسطينيين ومحيطها العربي “.

الخلفية الشخصية والسياسية

وُلد كمال الخطيب في 25 أغسطس 1962 في قرية العزير بالجليل الأسفل شمال فلسطين المحتلة. تلقى تعليمه الثانوي في كلية “تراسنطة” المسيحية بالناصرة، ثم درس الشريعة في جامعة الخليل بالضفة الغربية عام 1980. انضم مبكرًا إلى الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، والتي تأثرت بفكر جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح أحد أبرز وجوهها تحت قيادة الشيخ عبد الله نمر درويش ورائد صلاح .

العلاقة مع إسرائيل والاتهامات ضده


يحمل الجنسية الإسرائيلية، مما أثار انتقادات حول طبيعة علاقته بالدولة الإسرائيلية. اتُهم بالتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية مثل “الشاباك” (جهاز الأمن الداخلي) و”الموساد”، حيث أطلق عليه خصومه ألقابًا مثل “شيخ الشاباك” و”كلب الشاباك” و”خطيب الموساد”. وفي يونيو 2025، أدانته محكمة إسرائيلية بتهمتي “التحريض على العنف والإرهاب”، لكنه بُرئ من تهمة “الانتماء إلى منظمة إرهابية” .

مواقفه من الدول العربية

عُرف بمواقفه المعادية لمصر والسعودية، حيث هاجم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الراحل أنور السادات، ووصف السعودية بدولة”الردة” بسبب تقاربها مع إسرائيل .

في سياق يعكس مدى الغضب الشعبي الذي استهدف مواقفه الأخيرة، قام كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، بإغلاق خاصية التعليقات على منشوراته في حسابه الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي المعروفة باسم “إكس”، وذلك بعد موجة عارمة من الانتقادات الحادة التي تعرض لها على خلفية مشاركته في فعاليات احتجاجية مناهضة لمصر أمام مقر سفارتها في مدينة تل أبيب، فيما وصف النشطاء على المنصة هذا التصرف بـ”الجبان” وكتبوا له تعليق” افتح التعليقات يا شيخ”.

اتهامات بالخيانة


وقد واجه الخطيب، الذي أعلن صراحة عن دعمه لتلك المشاركة الاحتجاجية، اتهامات واسعة النطاق من قبل نشطاء ومتابعين عرب، الذين رأوا في موقفه عملاً استفزازيًا ذا أبعاد سياسية، وانحرافًا صريحًا عن الخط الوطني الفلسطيني، لا سيما في ظل الأوضاع الدقيقة والحساسة التي تشهدها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن.

حيث كتب الناشط الفلسطيني أمجد أبو كوش في هجومه على المتظاهرين قائلًا: “أنا صار عندي Erorr ومش قادر أستوعب! إنه كيف يعني تكون بتل أبيب وتتظاهر ضد مصر؟ كيف زبطت معك؟ وللي ما بيعرف.. هالمظاهرة مرخصة! يعني لازم لحتى تطلعها قدام السفارة المصرية، إنك تكون مقدم للداخلية الاسرائيلية وتشرحلهم الأسباب.. يعني أنت رحت للداخلية الإسرائيلية اللي بيقودها بن غفير الداعي لابادة غزة وتطهيرها بمن فيها، لتأخذ منه ترخيص تهاجم مصر!!”.

وأضاف أبو كوش: “هذا شيء يفوق قدرتي على الاستيعاب، يفوق قدرتي على الفهم ! انتو أنذال.. خونة، وضيعين، منحطين، أرذال”.

إخواني إسرائيلي
وصف أبو كوش، القيادي الإخواني كمال الخطيب بـ”شيخ الشاباك” و”إخواني إسرائيلي”، قائلًا: “أنا شخصيًا لا أرى كمال كفلسطيني، أراه فقط اخواني إسرائيلي.. لطالما كان جزءًا من تفتيت العلاقة بيننا وبين محيطنا العربي، ولطالما كان محرضًا على الدم الفلسطيني، ولطالما كان جبانًا وخاضعًا وذليلًا اتجاه أي شيء يتعلق بالمواجهة الحقيقية مع الاحتلال”.

المظاهرة، التي حصلت على تصريح من السلطات الإسرائيلية، زعمت أنها تهدف للمطالبة بفتح معبر رفح ورفع الحصار عن غزة، وهو ما اعتبره كثيرون “تضليلًا فاضحًا”.
كما تداول نشطاء من فلسطين وثيقة تؤكد خيانة المواطن كمال الخطيب، تضمنت الوثيقة طلب من المواطن الفلسطيني كمال الخطيب لوزارة الداخلية الإسرائيلية أعرب فيه عن انتمائه “لدولة إسرائيل” ورفضه اتهامه بالانضمام لجماعة حماس الإرهابية.


لم يكن المشهد أمام السفارة المصرية في تل أبيب مجرد مظاهرة، وإنما كان إعلانًا فجًا للخيانة على الملأ، بعدما رفع عناصر من تنظيم الإخوان علم إسرائيل التي قتلت 60 ألف فلسطيني وجوّعت غزة، متهمين مصر بما يفعله الاحتلال نفسه.

كما لم المفاجأة ليست في المكان ولا الزمان وإنما كانت في الصفعة المعنوية التي وجهها هؤلاء للشعب الفلسطيني والعربي، بتلقيهم تصاريح من حكومة نتنياهو ووزيره بن غفير – مهندس الحصار – من أجل تنفيذ عرض سياسي قبيح يُبرئ إسرائيل ويُهاجم مصر.

وجاءت ردود الأفعال كالسيل الجارف من مصر وفلسطين ودول عربية، تحمل ألفاظ الإدانة والتخوين والفضح العلني لهذا المشهد.

كمال الخطيب يمثل نموذجًا صارخًا للتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء العمل الإسلامي. أدلة تعاونه تتجلى في حصوله على تصاريح أمنية إسرائيلية لمظاهراته الموجهة ضد العرب بدلاً من الاحتلال، وتبرئة المحاكم الإسرائيلية له من تهم الإرهاب رغم إدانته بالتحريض، بالإضافة إلى الوثائق المسربة التي تثبت ولاءه لإسرائيل. الشعب الفلسطيني أطلق عليه لقب “كلب الشاباك” و”شيخ الموساد” كتعبير عن رفضه لهذه الخيانة المتمثلة في تحويل الصراع عن المحتل إلى خلافات عربية. الخطيب بمواقفه هذه لم يعد مجرد شخصية مثيرة للجدل، بل أصبح أداة واضحة في خدمة المشروع الصهيوني..
واتهم الصحفي الأردني هاشم العامر، القياديين الإخوانيين رائد صلاح وكمال الخطيب، بخدمة أجندة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن قناة الجزيرة روّجت لهما سابقًا على أنهما “مقاومون وأبطال.
وأضاف أن ما يقدمه كمال الخطيب ليس موقفًا دينيًا ولا وطنيًا، بل هو مشروع تماهٍ كامل مع مقولات “الإخوان” و”الصهيونية” في آنٍ واحد، حيث تتقاطع أجندات التشغيب الديني والتفكيك السياسي، تحت لافتة ظاهرها نصرة الإسلام وباطنها تمزيق الأمة وتبرئة المحتل.
وأضاف الصحفي الأردني هاشم العامر: “أريدكم فقط أن تعرفوا أنها شبكة إسرائيلية واحدة (إسرائيل والجزيرة والإخوان)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى