مكالمة الفرصة الأخيرة بين بايدن وبوتين

كتب: ثروت سلامة
تدقيق: ياسر فتحي
أجرىٰ الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس السبت، اتصالاً هاتفيًا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين دام أكثر مِن ساعة؛ لإثناء بوتين عن تنفيذ تهديداته بغزو أوكرانيا.
أعلن بيان البيت الأبيض أنَّ الرئيس بايدن تحدث مع الرئيس بوتين حول تصعيد الحشود العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، وأنَّ الرئيس كان واضحًا في أنه إذا قامت روسيا بغزوٍ إضافي لأوكرانيا، فإن الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا ستستجيب بشكلٍ حاسمٍ وتفرض تكاليف سريعة وشديدة على روسيا.
كرر بايدن أنَّ غزوًا روسيًا إضافيًا لأوكرانيا مِن شأنه أنْ ينتج عنه معاناة إنسانية واسعة النطاق، وأنْ يقلل مِن مكانة روسيا.
أوضح البيان أنَّ بايدن كان واضحًا مع الرئيس بوتين، أنه بينما تظل الولايات المتحدة مستعدة للانخراط في الدبلوماسية بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا، فإننا مستعدون أيضًا لسيناريوهات أخرى.
- ماكرون وبوتين
أجرىٰ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً بالرئيس الروسي، حذره فيه مِن أنَّ حوارًا صادقًا لا يتلاءم مع تصعيد عسكري على الحدود الأوكرانية، حسبما أعلن الإليزيه.
أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أنَّ الزعيمين تحادثا ساعة و40 دقيقة، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إثناء بوتين عن غزو أوكرانيا، وأنَّ ماكرون أبلغ بوتين اعتزامه الرد إذا قرر شن عملية عسكرية في أوكرانيا.
أوضح الإليزيه أنَّ ماكرون وبوتين أعربا عن رغبتهما في مواصلة الحوار حول سُبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك في شرق أوكرانيا وشروط الأمن والاستقرار في أوروبا.
أضاف الإليزيه أنَّ الرئيس الفرنسي نقل مخاوف شركائه وحلفائه الأوروبيين، موضحًا أنَّ ماكرون سيتصل بالرئيس الأمريكي والمستشار الألماني في وقت لاحق.
تأتي هذه المكالمة بين ماكرون وبوتين استكمالاً للزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي، الإثنين، للكرملين والتي استمرت خمس ساعات قبل أنْ يسافر إلى كييف الثلاثاء لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وبعدها إلى برلين.
كان الإليزيه قد أشار إلى أنَّ هذه الجولة الدبلوماسية حققت هدفها المتمثل في المضي قُدمًا في خفض التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
في المقابل أعلن بيان الكرملين أنَّ الرئيس بوتين أبلغ ماكرون أنَّ اتهام روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا هو “تكهنات استفزازية”.
أعلنت الرئاسة الروسية في بيانها أنَّ الرئيس بوتين والرئيس ماكرون ناقشا الوضع المرتبط بالتكهنات الاستفزازية لجهة اجتياحٍ روسيٍ مزعومٍ لأوكرانيا، والتي تترافق مع تزويد هذا البلد بأسلحة متطورة على نطاق واسع، وأشار البيان إلى أنَّ الرئيسين تبادلا الآراء بشكلٍ مُفصَّل حول المسائل المتعلقة بتقديم ضمانات قانونية طويلة الأمد إلى روسيا، وتجاوز المأزق الحالي لتسوية النزاع الأوكراني الداخلي، مع مراعاة المشاورات التي أجراها ماكرون مع قادة أوكرانيا والولايات المتحدة وعدد مِن الدول الأوروبية.
أضاف البيان أنَّ الرئيس بوتين لفت إلى غياب أي ردٍ ذي قيمة مِن قِبَل الولايات المتحدة والناتو على مبادرات الضمانات الأمنية الروسية.
وشدد البيان على انعدام أي رغبة لدى القوىٰ الغربية الرئيسية في حَضِّ كييف على تطبيق اتفاقات مينسك، مُشيرًا إلى أنَّ هذا الأمر أصبح جَليًا مرة أخرى بعدم إحراز أي نتائج تذكر في اجتماع رباعية نورماندي الذي عقد في برلين قبل أيام.
يذكر أنَّ الولايات المتحدة طلبت مِن جميع الموظفين غير الأساسيين في سفارتها بكييف مغادرة أوكرانيا بسبب احتمال حصول غزو روسي.
مِن جانبها كررت الخارجية الأمريكية دعوة الرئيس بايدن للأمريكيين بمغادرة أوكرانيا فورًا.
أوضحت الخارجية في تحذير السفر المُحدَّث، أنها أعطت الأمر بمغادرة غالبية الموظفين الأمريكيين المعينين مباشرة مِن سفارة كييف بسبب التهديد المستمر مِن تحرك عسكري روسي.
أضافت الخارجية أنها ستعلق الخدمة القنصلية في السفارة الأمريكية في كييف والإبقاء على تواجد قنصلي محدود في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا للتعاطي مع حالات طارئة.
وأكدت واشنطن أنها لن ترسل عسكريين أمريكيين في حال هجوم روسي، أي أنها لن تكون قادرة على الترتيب لعمليات إجلاء لمواطنيها في حال اندلاع حرب.
مِن جانبها أعلنت روسيا أيضًا أنها بصدد سحب عدد مِن موظفي سفارتها في أوكرانيا مشيرة إلى استفزازات محتملة مِن نظام كييف، الأمر الذي اعتبر مؤشرًا إضافيًا على قرب حصول الغزو، خاصةً أنه ترافق مع إعلان عشرات الدول الغربية والإقليمية والعربية عن سحب موظفي سفاراتها مِن كييف، ودعوة مواطنيها إلى مغادرة أوكرانيا على وجه السرعة وتجنب السفر إلى هذا البلد في الأيام المقبلة.