أخبار حكومية

للمرة الأولى منذ عقود.. مصر على أعتاب الاكتفاء الذاتي من السكر

متابعة: بسنت عماد

في إطار جهودها لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، تواصل الدولة المصرية تنفيذ خطة شاملة لدعم زراعة المحاصيل السكرية وتطوير الصناعات المرتبطة بها، بما يضع مصر على مشارف تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر خلال السنوات القليلة المقبلة، باعتباره إحدى السلع الاستراتيجية الأكثر أهمية في السوق المحلي.

وأوضح المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، عبر مجموعة من الإنفوجرافات، أن الدولة تواصل التوسع في زراعة بنجر وقصب السكر، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة، بهدف دعم استقرار الأسواق، وتلبية احتياجات المواطنين من السكر بأسعار عادلة.

مؤشرات إنتاج قياسية

شهدت مصر زيادة كبيرة في مساحة الأراضي المزروعة ببنجر السكر، حيث ارتفعت بنسبة 25% لتصل إلى 750 ألف فدان في موسم 2024/2025، مقارنةً بـ600 ألف فدان في الموسم السابق.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج 2.5 مليون طن هذا العام، مقابل 1.5 مليون طن العام الماضي.

كما ارتفع إنتاج السكر خلال العقد الأخير ليصل إلى 2.6 مليون طن في عام 2025، مقارنة بـ2.3 مليون طن فقط في 2014، مع توقعات بزيادة الإنتاج إلى 2.9 مليون طن بحلول عام 2026، ما يعزز القدرة على تغطية الطلب المحلي ويقلل الحاجة إلى الاستيراد.

تراجع الاستيراد وزيادة معدلات الاكتفاء

انعكست هذه الجهود بوضوح على انخفاض واردات السكر الخام بنسبة 54.5%، لتسجل 111.1 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ244.4 مليون دولار في نفس الفترة من 2024.

وأعلنت الحكومة عن تحقيق نسبة اكتفاء ذاتي بلغت 81% من السكر في مارس 2025، مع التأكيد على الاستغناء التام عن الاستيراد بدءًا من عام 2026. كما تكفي الأرصدة الحالية من السكر التمويني لتلبية الاحتياجات لمدة 13 شهرًا.

طفرة في الصناعة المحلية

تدعم الدولة هذه الإنجازات بتطوير البنية التحتية للصناعات المرتبطة بإنتاج السكر، حيث تضم مصر 8 مصانع لإنتاج سكر البنجر، من بينها مصنع القناة للسكر الذي يُعد أكبر مصنع في العالم بخط إنتاج واحد، بطاقة إنتاجية أولية تبلغ 350 ألف طن سنويًا، مع خطط لرفعها إلى 750 ألف طن بحلول 2026.

كما تشمل المصانع:

ـ مصنع الشرقية بمدينة الصالحية الجديدة، بطاقة إنتاجية 240 ألف طن من السكر الأبيض.

ـ رفع كفاءة مصنع الدلتا للسكر من 14 ألف طن بنجر يوميًا إلى 21 ألف طن.

دعم زراعة القصب والتوسع في الشتلات

وفيما يخص تطوير إنتاجية محصول القصب، تم إنشاء محطات متخصصة لإنتاج الشتلات، أبرزها:

محطة وادي الصعايدة بطاقة إنتاجية 160 مليون شتلة ربيعي وخريفي.

محطة كوم أمبو بطاقة تصل إلى 30 مليون شتلة سنويًا.

حوافز وتسهيلات للمزارعين

ضمن التوجهات الحكومية لدعم الزراعة، تم تخصيص 16 مليار جنيه لشراء محصول القصب في عام 2025، و7 مليارات جنيه للعمليات الصناعية.

كما تم تحديد أسعار استرشادية مجزية:

ـ 2500 جنيه لطن القصب.

ـ 2400 جنيه لطن بنجر السكر عند درجة حلاوة 16%.

ولتشجيع المزارعين، أُقرت علاوة تبكير بقيمة 200 جنيه/طن لمزارعي البنجر، بالإضافة إلى صرف حوافز إنتاجية لمزارعي القصب بواقع 50 جنيهًا للطن للفدان الذي يتجاوز إنتاجه 30 طنًا، و100 جنيه للطن للفدان الذي يتخطى 40 طنًا.

تُعد هذه التحركات خطوة استراتيجية تعكس حرص الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي، عبر التوسع الزراعي والتطوير الصناعي المتكامل، بما يُسهم في استقرار السوق المحلي وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الزراعة والصناعات التحويلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى