
متابعة: بسنت عماد
في خطوة استراتيجية تعكس تصاعد التوترات مع موسكو، كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن إعادة الولايات المتحدة نشر قنابل نووية من طراز B61-12 في قاعدة جوية بالمملكة المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2008، ما يعيد مشهد الحرب الباردة إلى الواجهة، وسط استعدادات متزايدة داخل حلف الناتو لمواجهة التهديدات الروسية المتنامية.
كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن الولايات المتحدة أعادت نشر قنابل نووية تكتيكية من طراز B61-12 في قاعدة RAF Lakenheath الجوية شرق بريطانيا، ضمن منشأة تخزين محصنة جرى تجهيزها مؤخرًا.

ويمثّل هذا التحرك أول عملية إعادة انتشار للأسلحة النووية الأمريكية في الأراضي البريطانية منذ سحبها قبل 17 عامًا، في إطار ما كان يُعرف آنذاك بخفض الترسانة النووية في أوروبا.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات بين الغرب وروسيا، لاسيما بعد غزو أوكرانيا عام 2022، وما تبعه من تهديدات متكررة باستخدام السلاح النووي من جانب الكرملين، وهو ما دفع حلف الناتو إلى تعزيز إستراتيجيات الردع النووي في القارة.

عودة الردع النووي إلى بريطانيا
تشير الصحيفة إلى أن القنابل النووية من طراز B61-12 هي نسخة مطورة ودقيقة من القنابل التكتيكية، وتتمتع بقدرة على تعديل قوة التفجير بين 0.3 و50 كيلوطن، إضافة إلى نظام توجيه مزدوج باستخدام القصور الذاتي وGPS، ما يمنحها دقة عالية ويقلل الأضرار الجانبية.
وتُطلق هذه القنابل من طائرات حربية متقدمة مثل F-35، ما يتيح تنفيذ ضربات دقيقة خلف خطوط العدو، ويعزز خيارات الناتو في الردع المرن والسريع.
تحالف نووي متجذّر
ذكّرت “الجارديان” بالعلاقات الدفاعية الاستثنائية التي تربط لندن وواشنطن، والتي تشمل منذ عام 1958 اتفاقيات تبادل معلومات نووية وتكنولوجيا عسكرية متقدمة. وتُشارك بريطانيا في برنامج المشاركة النووية للناتو، وتوفّر أراضيها كبنية تحتية استراتيجية لأي انتشار نووي أمريكي محتمل في أوروبا.

وتُشير الصحيفة إلى أن نشر هذه القنابل يعكس رغبة الولايات المتحدة في تقوية وجودها العسكري ضمن الأراضي الأوروبية، وسط قلق متزايد من قيام روسيا بنشر صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
رسالة واضحة لموسكو
التحرك الأمريكي، كما تراه “الجارديان”، يحمل رسالة واضحة إلى الكرملين مفادها أن الردع النووي الغربي لا يزال حاضرًا وفعّالًا، وأن أي تهديد لأمن الناتو سيُقابل باستعدادات مكافئة، إن لم تكن متفوقة.