أخبار محليةالأخبار

الرئيس السيسي: لن أسمح بالمساس بمياه النيل.. وأعول على وعي المصريين وصلابتهم

متابعة: بسنت عماد

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، مشددًا على أن الحفاظ على الحقوق المائية مسألة حياة أو موت، وأن أي مساس بها لن يُقبل، داعيًا إلى تعزيز التعاون المشترك بين دول الحوض بما يحقق المنفعة للجميع ويحافظ على الموارد المائية وفق القانون الدولي.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس السيسي مع نظيره الأوغندي يويري موسيفيني، اليوم بقصر الاتحادية، في إطار زيارة رسمية شهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات إدارة الموارد المائية، والتعاون الزراعي والغذائي، والاستثمار، والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الرسمية، إضافة إلى التعاون الدبلوماسي لإنشاء معهد دبلوماسي أوغندي.

وأشار السيسي إلى أن العلاقات المصرية الأوغندية شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا حرص القاهرة على الارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، ومعلنًا الاتفاق على تشكيل مجلس أعمال مشترك، وتشجيع الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال، وعقد منتدى أعمال على هامش الزيارة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.

وأضاف أن المباحثات تناولت أيضًا تعزيز التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات، ومكافحة الأمراض البيطرية، وقطاع الطاقة، إلى جانب التعاون الأمني، حيث تم الاتفاق على استمرار التنسيق وعقد لجنة التعاون العسكري سنويًا.

وفيما يتعلق بملف نهر النيل، أوضح الرئيس أن الرؤية المصرية والأوغندية تتفق على ضرورة التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة وعدم الإضرار بأي طرف، لافتًا إلى استعداد مصر للمساهمة في تمويل مشروع سد “أنجلولو” بين أوغندا وكينيا، من خلال آلية استثمار مصرية بقيمة 100 مليون دولار، فضلًا عن توقيع مذكرة تفاهم جديدة للإدارة المتكاملة للموارد المائية بقيمة 6 ملايين دولار على خمس سنوات.

وشدد السيسي على أن مصر لا تعارض التنمية في دول الحوض، لكنها ترفض أي إجراءات تؤثر على حصتها من المياه، موضحًا أن حصة مصر والسودان البالغة 85 مليار متر مكعب تمثل نحو 4% فقط من إجمالي المياه المتجددة في الحوض البالغة 1600 مليار متر مكعب سنويًا، يُفقد أغلبها في الغابات والمستنقعات والبخر والمياه الجوفية.

وأكد أن مصر تعتمد بشكل كامل على مياه النيل ولا تمتلك مصادر بديلة أو أمطارًا غزيرة، ما يجعل الحفاظ على حصتها أمرًا مصيريًا، مشيرًا إلى ثقته في جهود اللجنة السباعية بقيادة أوغندا للتوصل إلى توافق شامل بين دول الحوض.

كما أشار إلى أن ملف المياه جزء من الضغوط التي تواجهها مصر، إلا أن الدولة ستظل متمسكة بحقوقها المائية، رافضة التدخل في شؤون الدول الأخرى أو الإضرار بمقدراتها.

واختتم السيسي بالتأكيد على أن مصر لن تسمح بأي مساس بمياه النيل التي يعتمد عليها أكثر من 105 ملايين مواطن، إضافة إلى نحو 10 ملايين مقيم، معتبرًا وعي الشعب وصلابته الركيزة الأساسية لمواجهة أي تهديد محتمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى