إبراهيم الصياد يكتب: الذكاء الإصطناعي.. هل هو خير أم شر
في الآونة الأخيرة زاد الحديث بشكل كبير عن استخدامات الذكاء الاصطناعي artificial intelligence المعروف اختصارا بـ “AI”.
واختلط الأمر على البعض ، واعتقد أنه بديل للعقل البشري الذي يعتبر وديعة الله في البشر ودعونا نتفق أنه لم يكن هناك وضوح في التعريف بمفهوم الذكاء الاصطناعي ما أدى إلى أنه أثيرت مخاوف من احتمالات أن الذكاء الطبيعي أو الإنساني سيصبح في زمن كان وسوف تسيطر الروبوتات وما شابه من الكائنات الآلية على كوكب الأرض وتخوف الكثيرون – ولديهم حق – من التأثيرات السلبية لهذا الموضوع على عملية تنشئة الأجيال الجديدة !
ولهذا كان من الضروري وضع النقاط فوق الحروف لتتضح الصورة ويمكن تلخيص القضية في أنها نوع من التطور العلمي وأي تطور له وجهان ، وجه سلبي وآخر إيجابي لماذا نحصر أنفسنا في الجوانب السلبية هذه هي مشكلتنا مع الحداثة والتطور ؟! .
▪️ ما هو الذكاء الإصطناعي:
من وجهة نظري يعتبر الذكاء الإصطناعي نظاما آليا يقوم بتوظيف البيانات الواردة إليه من العقل البشري في شكل معادلات خوارزمية والخوارزميات ( هي عبارة عن مجموعة من الإرشادات الواضحة والمحددة ، التي يمكن لجهاز الكمبيوتر الآلي تنفيذها وتكتب الخوارزميات باستخدام لغات البرمجة وأشهرها لغة برمجة بايثون) !
إذن هي تساعد في إيجاد حلول لمشكلات تواجه المشتغلين التنفيذيين أو حتى على مستوى صنع القرار تساعد الحلول في تمكين صانعه من وضع مدخلات عملية صنع القرار ، وبالتالي تسهل عملية اتخاذه !
وبالتالي نلاحظ أن العقل البشري لم يغيب عن المشهد بل نجده ماثلا في اختيار وتبويب المعلومات ، وإذا ما تم تصدير بيانات خطأ فان آلية الذكاء الاصطناعي لن تستطع أن تقدم أي حلول !
لهذا يجب على المستخدمين أو Users توفير البيانات الصحيحة له ، ومن ثم نجد أنه يستخدم في ما يسمى التعلم الآلي ML وهو تقنيه موجوده في كثير من المجالات التعليمية !
▪️التعليم والذكاء الاصطناعي:
هنا الإشكالية التي تتمثل في احتياج مراحل التعليم الأساسي معلما بشريا مستعينا بذكائه الطبيعي ليخرج أجيالا تعرف كيف تفكر وكيف تبحث وتقارن؟
وهذا التعلم الآلى غالبا لا يصلح في مراحل الأساسي أو الأولي ، ولكن اعتقد أنه من الأفضل أن ينحصر في التعليم الجامعي ومجالات التخصص ، التي تحتاج صقل المهارات مثل كورسات التدريب في بعض المجالات ، التي لا تتطلب وجود معلم بشري مثل تعلم اللغات والحاسبات والبرمجه وماشابه !
▪️مجالات الذكاء الإصطناعي:
ولا شك أننا نحتاج الذكاء الإصطناعي في أمن المعلومات وإجهاض برامج التجسس والهجمات السيبرانية Haking Attacks !
إذن توجيه الذكاء الإصطناعي يتم عبر الحاسبات الآلية بأشكالها المختلفة والهواتف الذكية من خلال (العقل البشري) وفي اعتقادي أن الذكاء الإصطناعي يصلح في مجال الانتخابات وتنظيم آلية التصويت ولهذا هو يناسب جدا كل مايتعلق بعلم الإحصاء statistics !
▪️الذكاء الاصطناعي والإعلام :
ولكن هل يصلح الذكاء الإصطناعي في الإعلام ؟ أقول يصلح بكل تأكيد في توفير الوقت والجهد لحظة اختيار الأخبار المتدفقة على مدار الساعة للمساعدة في التبويب والترتيب وتحديد الاهم فالمهم !
وذكرت وكالة اسوشيتدت برس AP الأمريكية للأنباء أنها عندما إستخدمت الذكاء الإصطناعي في حصر الأخبار كان هناك تغطيات متعددة وواسعة
إذن يمكن لهذه التقنية أن تقدم حلولا لعملية مثل تحديد سلم الأولويات في إنتاج نشرة الأخبار أو سرعة تحرير الأخبار وتخزينها أو اختيار أفضل المتحدثين في البرامج الحوارية !
حيث يتم إخبار آلية الذكاء الاصطناعي بموضوعات معينه ومعها الأسماء والسيرة الذاتية
وعلى المعد أو رئيس التحرير أن يقوم بالاختيار النهائي ويفاضل من قائمة المتحدثين التي يرشحهم الحاسوب !
ويساعد الذكاء الاصطناعي في إعداد التقارير التي تحتاج أرقاما واحصائيات حول موضوع ما أو في الغوص في الارشيف للبحث عن مادة مرئية أو مكتوبة قديمة داخل مكتبة الأخبار !
لكن هل يمكن أن يقوم الذكاء الإصطناعي بدور المذيع أو مقدم البرامج أو المحاور أو المراسل من موقع الحدث ؟
لا اعتقد لأن وجود العامل البشري هنا ضروري لتحقيق التفاعل مع الجمهور !
واظن أنه ليس هناك للذكاء الاصطناعي دورا في المكان الذي لا يمكن فيه الاستغناء أو تحييد الذكاء الطبيعي !
▪️باختصار يمكن القول إن هناك طريقين لا ثالث لهما :
بشأن استغلال الذكاء الإصطناعي
١- في المجالات التي تعود بالنفع على البشرية وهو أمر محمود ويجب البناء عليه ٢- أما استغلاله في الشر بما يضر بالانسان أمر مرفوض فالإعلام الإجتماعي أو social media قد يكون مفيدا اذا أردنا وقد يكون ضارا جدا إذا أردنا أيضا!
▪️خلاصة القول إن العقل البشري الطبيعي ، هو الذي يحدد أما طريق الخير أو طريق الشر !