fbpx
معرفة

لماذا تُطلق الصواريخ الفضائية من أماكن معينة؟

من الناحية النظرية من الممكن إرسال صاروخ إلى الفضاء من أيّ نقطة على الكرة الأرضية.

ومن الناحية العملية هناك أماكنُ محددة لا تُطلَقُ الصواريخ إلا منها، وهذه الأماكنُ مختارة بعناية لاعتبارات عدة.

يوجد 24 موقع في العالم لإطلاق المركبات الفضائية ومن أشهر تلك المراكز مركز كاب كانفيرال في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وقاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان وقاعدة كورو الفرنسية في جويانا بالأرجنتين وقد بنيت أغلب تلك القواعد في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

تبنى مراكز الإطلاق عادة أقرب ما يمكن لخط الاستواء إذ يضمن إطلاق الصواريخ على مقربة من هذا الخط حصولها على سرعة إضافية بسبب دوران الأرض هناك بسرعة 1670 كيلو متر في الساعة.

كلّما كانت قاعدة الإطلاق أقرب إلى خط الاستواء ازدادت فاعليّتها، والسبب أنّ السرعة الخطّية لدوران الأرض تكون أكبر عند خطّ الاستواء منها عند سواه.

لذلك يجب أن تكون قريبة من خط الاستواء ليستفيد الصاروخ من حركة دوران الأرض ليحصل على أكبر قوة دافعة أثناء الانطلاق.

ميزة هذه السرعة الأكبر عند خطّ الاستواء هي أنّها ستضاف إلى قوّة الدفع التي نقدمها للصاروخ أثناء الإقلاع. فالأمر أشبه بالقفز من حافة باب دوّار وهو يدور، سرعة الباب الدوّار ستضاف إلى اندفاع قدميك ممّا يسمح لك بالقفز أبعد قليلًا.

وهذا نفس ما يحدث للصاروخ عندما يقلع من خطّ الاستواء، وهكذا كلّما كانت قاعدة الإطلاق أقرب من خطّ الاستواء كلّما استفاد الصاروخ أثناء إقلاعه أكثر من السرعة الإضافية من دوران الأرض، وهو ما يسمح بوضع حمولة أثقل لكمية الوقود نفسها.

هذا يجعل موقع إقلاع الصواريخ كورو بجويانا الفرنسية والتابع لوكالة الفضاء الأوروبية أفضل من موقع بايكونور الروسي .

فموقع كورو يقع على بعد خمس درجات فقط شمال خطّ الاستواء وله سرعة دوران تقدّر بـ 1670 متر في الساعة، في حين أنّ موقع بايكنور يبعد عن خطّ الاستواء بـ 45 درجة وبسرعة دوران 1160 متر في الساعة.

عندما يقلع صاروخ من محطّة كورو، بإمكانه حمل ثلاثة أطنان إذا وضع في المدار الجغرافي الثابت، في حين أنّه الصاروخ نفسه لن يستطيع حمل أكثر من 1.7 طن إذا أقلع من قاعدة بايكونور، وفق أرقام قدّمها موقع المركز الوطني للدراسات الفضائية CNES.

بالنظر الى توزيع القواعد الفضائية الأساسية نجد أنّها تتوزّع بشكل جيّد في جميع أنحاء العالم، مع ذلك، تبقى بعض الأماكن أكثر مناسبة من غيرها لتركيب قاعدة الإطلاق.

فسبب إطلاق روسيا الصواريخ من كازخستان هو أن لديها منصة هناك بناها الاتحاد السوفيتي، مضيفا أن منصة “فستوجني” الروسية ستبدأ في العمل قريبا وبذلك ستطلق روسيا الصواريخ من قلب الدولة.

كذلك أطلقت أمريكا جميع صواريخها من قلب ولاية فلوريدا حيث منصة “كيب كنافرال” ولازالت تطلق منها حتى يومنا هذا، وليست هذه هي المنصة الوحيدة في أمريكا وانما هناك غيرها.

إلى جانب ما ذُكر يوجد عدد غير قليل من منصات اطلاق المركبات الفضائية في أوروبا، أي أنه لا حقيقة لوجود أماكن ثابتة لإطلاق المركبات الفضائية.

شروط اختيار مواقع منصات إطلاق الصواريخ

القرب من خط الاستواء:

لأنه أنسب مكان للإفلات من الجاذبية الأرضية وكلما ابتعدت المنصة عن خط الاستواء زادت الكلفة المادية.

المكان:

بحيث يكون بعيداً عن المحيط السكاني كي لا يؤذي أحد في حال التعرض لأي خلل.

لا يجب أن ننسى أنّ خزانات الصاروخ تحمل عدة مئات من الأطنان من الوقود النفاث، والتي تولّد تفاعلًا كيميائيًا انفجاريًّا هائلًا، عند الاحتراق، لذلك و لأسباب أمنية(وبسبب الضوضاء أيضًا) من الأفضل تجنب تثبيت المحطات الفضائية بالقرب من المناطق السكانية.

كذلك يجب الحذر من الحطام الذي يمكن أن يسقط على الأرض، فباستثناء بعض شركات الفضاء مثل SPACE X و BLUE ORIGIN التي تعمل على التخلّص من الطبقة الأولى من صواريخها بعد إقلاعها، فإن مختلف طبقات الصواريخ تسقط على الأرض بعد إنجاز مهمّاتها.

وفي هذه النقطة أيضا تمتاز محطة كورو التي تطلق صواريخها فوق المحيط، في حين أن روسيا أو الصين تسقط طبقات الصواريخ في المناطق الصحراوية التي من الممكن أن تقع فيها حوادث إذا ما أصبحت مأهولة بالسكان.

كما يتم الاختيار أيضا لأسباب سياسية.

لماذا تصعد الصواريخ للفضاء بشكل متعرج؟

الصاروخ ينطلق رأسيا في بدء الأمر ثم يبدأ بالميل بعد ثواني قليلة لزاوية تمنع تأثير الجاذبية السلبية على رواد الفضاء أثناء مرور الصاروخ عبر الغلاف الجوي للأرض.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى