سلايدرمقالات

 د. هشام البحيري يكتب: استراتيجيات الحدث لتحقيق الإنجاز المرموق

 يسعى الكثير من البشر إلى تحقيق طفرات رئيسية في حياتهم المهنية والشخصية، وهذه الطفرات لن تتحقق على أرض الواقع إلا من خلال تحقيق مجموعة من الإنجازات المرموقة والتي تؤدي إلى جذب وتقدير الرؤساء والزملاء والمرؤوسين وكل المحيطين بأي إنسان.

ويمكن لأي شخص أن يرى مستقبلة من خلال طريقتين (طريقة تقليدية / وطريقة حديثة) أما الطريقة التقليدية فتكمن في النظر للمستقبل العملي على أنه سلسلة من الجبال التي ينبغي لأي شخص أن يرتقيها، أي يتسلق الجبل أولا، ثم يقاتل على القمة بهدف المحافظة عليها. وعلى العكس من تلك الطريقة تنظر الطريقة الحديثة للمستقبل المهني من خلال تصور مختلف، فالمستقبل لا يمثل جبالاً وودياناً، بل هو سلسلة من المصاطب أو المدرجات الصناعية المتفاوتة في الارتفاع، والتي إذا تٌركت دون ترميم ودعم ستنهار حتماً مع الزمن.

 ومن الطبيعي أن يواجه كل إنسان خلال حياته مجموعة من المصاطب الأعلى ثم الأعلى، ولكنه لن يمكنه الانتقال من مستوى إلى آخر دون قفز، لذا ينبغي على كل قائد أو مدير أو رئيساً لمجموعة من البشر أن يقفز سلسلة من الأحداث في زمن وجيز، وهذا ما يمكن أن نسميه (استراتيجية الحدث).

إنك يمكن أن تحافظ على مدرجاتك بدفعها إلى أعلى مستخدماً سلسلة من الأحداث، ولكنك لن تقفز من مستوى لآخر إلا إذا حشدت كل هذه الأحداث في فترة وجيزة.

 إن التفجير المركز للنشاط كفيل برفع صاحبه إلى أعلى، كما يمكنه من تقليل هبوطه في مدرجاته الحالية ببذل الجهد الكفيل بإبقائه مرتفعاً.   

 ونصيحتي لكل من يمارس عملاً إدارياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أن يعتمد على حدث واحد في عمله أو في حياته العملية، سواء فعله بنفسه أو تم بطريقة طبيعية، وعليه أن يبني عليه.

 تخيل عزيزي القارئ أنك تقود طائرة صغيره، وأنك قد حلقت فيها حتى وصلت إلى ارتفاع معين ، الآن أمامك عدة اختيارات :

1- إيقاف المحرك والبدء في الهبوط.

2- تشغيل محرك إضافي ومواصلة الارتفاع.

3- المحافظة على مستوى ارتفاعك الحالي.

هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تنظر بها إلى حياتك العملية. 

 إن استراتيجية الحدث تعد ضرورة لأي شكل من أشكال النجاح، إنها طريقة متميزة لرؤية مستقبلك العملي، كما أن تطبيقها يؤدي إلى نتائج فعالة مثلها في ذلك مثل أي تطبيق علمي.

إن الفكرة هي أنه بإمكانك القفز إلى المستوى الأعلى في حياتك العملية إذا حققت ثلاث أحداث (غير عادية) على الأقل خلال فترة زمنية محددة. ولكي تتأثر بما يحدث فيجب أن تضرب المعلومات رأسك من عدة اتجاهات. والمقصود بالأحداث الثلاثة هو وجود ثلاثة انطباعات قادمة من ثلاثة مصادر مختلفة، فإذا كنت تملك الموهبة والإرادة، ينبغي عليك أن تلفت الأنظار إليك. 

إن الحوادث الفردية العارضة، لها تأثير ضئيل على الناس إذا ما وزعت على فترات طويلة من الزمن، ولكن قد تدهشك نتائجها إذا وقع قليل منها في زمن مكثف.

 عندما تتبنى استخدام استراتيجية الحدث، ابحث عن الأعمال الكبرى وكن مبدعاً وجسوراً ، وهذا لا يعني أن تعمل بغرض التأثير فقط ، بل يجب أن تنحاز للمخاطرة إذا ما خيرت بين العمل في مشروع تقليدي وبين العمل في مشروع لم يألفه أحد من قبل . فمن الأجدى دائماً أن تقبل المخاطرة وتفضلها على اللعب بأمان.

 والسؤال الآن: أي حدث تختار؟ والإجابة أنه لا توجد قواعد ثابتة عن طبيعة الحدث الفعال، ولكن أكثر الأحداث تأثيراً يتميز بالخصائص التالية:

1- الأحداث متميزة وفريدة.

2- تعتمد على قاعدة صلبة ملموسة.

3- تجذب خيال وانتباه الناس.

وعندما ترتبط بعمل جديد، عليك أن تبدأ عملك بحدث، تعقبه فترة انتظار لأسابيع قليلة قبل إثارة حدث جديد، لأنه من المهم استمالة وكب تقدير زملائك قبل تسليط الأضواء عليك. وفي جميع الأحوال، يجب أن ينصب تركيزك على الأحداث التي ترفع من شأنك ومن شأن الآخرين حولك في نفس الوقت. 

   الكاتب: أستاذ إدارة الأعمال – بجامعة القاهرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى