تقاريرسلايدر

الشرق الأوسط في صراع غير مسبوق.. هل يشكل اغتيال قائد الحرس الثوري تحولا في الصراع الإقليمي؟

اعداد: بسنت عماد

في تطور غير مسبوق ينذر بإشعال فتيل المواجهة الإقليمية، شنت إسرائيل فجر الجمعة هجوماً جوياً دقيقاً ومكثفاً على عدد من المواقع العسكرية والأمنية الحساسة داخل الأراضي الإيرانية، ما أسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي وعدد من كبار القادة والعلماء المرتبطين بالبرنامجين النووي والعسكري الإيرانيين.

ويعد الهجوم، الذي نفذ باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ دقيقة التوجيه، الأعنف من نوعه منذ سنوات، ويمثل تصعيداً نوعياً في المواجهة المفتوحة بين تل أبيب وطهران.

تفاصيل الهجوم

استهدفت الضربات الإسرائيلية مقار عسكرية ومراكز أبحاث نووية ومواقع قيادية في كل من طهران وأصفهان وشيراز، واستمرت العملية لأكثر من ساعة في ظل عجز واضح للدفاعات الجوية الإيرانية عن صد الهجوم أو الحد من خسائره.

ووفق مصادر أمنية، اغتالت إسرائيل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني منذ 2019، واعتبرت العملية “ضربة نوعية” تهدف إلى منع إيران من تنفيذ تهديداتها الأخيرة ضد إسرائيل.

رسالة إيرانية مشفّرة: “الثأر قادم”

في ردّ عقائدي ذي دلالات استراتيجية، رفعت إيران “راية الثأر الحمراء” على قبة مسجد جمكران في مدينة قم، في إشارة نادرة تُستخدم في العقيدة الشيعية للدلالة على “الدم الذي لم يُثأر له بعد”، وهي خطوة تلمّح إلى أن الرد الإيراني على الاغتيال سيكون حتميًا.

وكانت إيران قد رفعت هذه الراية آخر مرة عام 2020 عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، في إعلان غير مباشر عن مرحلة “الثأر الاستراتيجي”.

من هو اللواء حسين سلامي؟

اللواء سلامي يُعد من أبرز الشخصيات العسكرية في النظام الإيراني، عُرف بخطابه المتشدد ضد إسرائيل والولايات المتحدة، ولعب دوراً محورياً في دعم الفصائل الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن. كما ساهم بشكل أساسي في تطوير البرنامجين الصاروخي والمسيّرات، وكان من دعاة مشروع “تصدير الثورة”.

قائمة القتلى: ضربة موجعة للمؤسسة الأمنية والعلمية

الهجوم لم يقتصر على سلامي، بل طال نخبة من القيادات العسكرية والعلمية:

اللواء محمد باقري – رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.

اللواء غلام علي رشيد – قائد مقر خاتم الأنبياء.

أحمد رضا ذو الفقاري – خبير بارز في الهندسة النووية.

الدكتور مهدي طهرانجي – رئيس سابق لجامعة “الشهيد بهشتي”.

الدكتور فريدون عباسي – الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية.

الأميرال علي خُشماني – مستشار المرشد الأعلى.

وتُظهر طبيعة الأهداف أن الضربات استهدفت العمق العلمي والعسكري الإيراني، في محاولة لتعطيل البنية التحتية للبرنامج النووي وتقويض القيادة العليا للأمن القومي الإيراني.

ردود الفعل الإيرانية

أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي الحداد على ما وصفه بـ”قادة الثورة”، وأكد أن الرد على هذه “الجريمة” سيكون حتميًا. كما أصدر الحرس الثوري بياناً توعد فيه بـ”رد قوي وحاسم في الوقت والمكان المناسبين”.

وبحسب تسريبات من مصادر مقربة من الحرس الثوري، فإن إيران تدرس سيناريوهات الرد عبر حلفائها الإقليميين، وقد تشمل ضربات صاروخية أو بالطائرات المسيّرة على أهداف إسرائيلية مباشرة أو عبر جبهات متعددة كلبنان وسوريا والعراق واليمن.

هل يشتعل الشرق الأوسط؟

الهجوم يمثل تحوّلاً استراتيجياً في قواعد الاشتباك، إذ استهدفت إسرائيل مركز القيادة العليا لا منشآت نووية أو مخازن صواريخ فقط، مما يرجح أن الرد الإيراني قد يكون أكبر من مجرد تهديدات لفظية.

ويرجّح مراقبون أن الرد الإيراني قد يأخذ أحد الأشكال التالية:

  1. تصعيد دعمها العسكري للفصائل الموالية مثل حزب الله والحوثيين.
  2. شنّ هجمات إلكترونية معقدة ضد البنية التحتية الإسرائيلية.
  3. تنفيذ ضربات عسكرية مباشرة أو بالوكالة على مواقع إسرائيلية.

ومع ذلك، تواجه طهران ضغوطاً اقتصادية داخلية قد تدفعها إلى التريث وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة قد تهدد استقرار النظام من الداخل.

ختاماً.. اغتيال اللواء حسين سلامي وقيادات بارزة، تكون إسرائيل قد وجهت رسالة مفادها أن مشروع إيران التوسعي لن يُترك دون ردع، بينما تقف طهران أمام اختبار صعب: الرد أو التريث. ما هو مؤكد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالتحولات، وربما المفاجآت، في صراع تتسع دائرته يومًا بعد يوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى