دراسة جديدة.. ضعف الدورة الدموية تُضعف المناعة وتُسرّع نمو السرطان

كشفت دراسة حديثة أن ضعف تدفق الدم في الجسم يمكن أن يؤدي إلى شيخوخة مبكرة في نخاع العظام، مما يؤثر سلبًا على جهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من مركز NYU Langone Health، أن قلة تدفق الدم تُسرّع من نمو الأورام، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأوعية الدموية.
وأجريت التجارب على فئران مصابة بأورام الثدي، حيث لوحظ أن الأورام نمت بشكل أسرع بمعدل الضعف لدى الفئران التي تعاني من ضعف الدورة الدموية، مقارنة بتلك التي تتمتع بتدفق دم طبيعي.
كيف يحدث ضعف تدفق الدم؟
يحدث ضعف التروية الدموية نتيجة تراكم الدهون مثل الكوليسترول في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى التهابات وتجلطات تقلل من وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى أنسجة الجسم. وعندما يصيب هذا الضعف شرايين الساقين، فإنه يتسبب في مرض يعرف بـ “أمراض الشرايين الطرفية”، والذي يزيد بدوره من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
كيف يؤثر ذلك على الجهاز المناعي؟
اكتشف الباحثون أن ضعف تدفق الدم يؤثر على توازن خلايا المناعة في الجسم، حيث يقلل من إنتاج الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن مهاجمة الأورام، ويزيد في المقابل من إنتاج خلايا أخرى تثبط الاستجابة المناعية وتحمي الورم من هجوم الجهاز المناعي.
هذا الخلل يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الجهاز المناعي مع التقدم في العمر، مما يفسر why يُعتبر ضعف الدورة الدموية عامل خطر إضافيًا لتطور السرطان.
تأثير طويل الأمد على الجينات والمناعة
ولم تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، بل وجد الباحثون أن نقص التروية يؤدي إلى تغييرات طويلة المدى في نشاط الجينات المسؤولة عن مكافحة السرطان، كما يعيد تنظيم البنية الداخلية للخلايا، مما يصعب على الجهاز المناعي القيام بوظائفه بشكل طبيعي.
أمل جديد لعلاجات مستقبلية
وتفتح هذه النتائج الباب أمام تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من السرطان وعلاجه، مثل الكشف المبكر عن الأورام لدى مرضى اضطرابات الدورة الدموية، واستخدام أدوية مضادة للالتهابات تساعد على استعادة التوازن المناعي.
ويأمل الفريق البحثي أن تساهم هذه النتائج في تصميم تجارب سريرية مستقبلية تستهدف عكس التأثيرات السلبية لضعف تدفق الدم على جهاز المناعة.