معرفة

 هل حدث معك من قبل.. الحلم الواعي؟

إعداد: رحمه حمدى

هل سبق لك أن أدركت أنك تحلم؟ 

لحظة الـ”يا إلهي! أنا بحلم  

تخيل نفسك تركض في شارع مظلم، فجأة تلاحظ أن الأضواء تطفو في الهواء، أو أنك تقفز عاليًا جدًا لدرجة أنك تطير! في تلك اللحظة، يخطر في بالك سؤال غريب: “هل أنا بحلم؟” ثم تأتي الصدمة… أنت فعلاً تحلم  

هذه اللحظة السحرية، عندما تدرك أنك داخل حلم، ليست مجرد صدفة. إنها “الحلم الواعي” – حيث يصبح عقلك مستيقظًا بينما جسدك غارق في النوم. لكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ ولماذا تختلف تجارب الناس من ثقافة لأخرى؟ وهل يمكن أن تكون هذه الأحلام بوابة لعالم آخر؟  

العلم: كيف يكتشف المخ أنه يحلم؟

عندما تدخل في حلم واعي، فإن جزءًا من دماغك يسمى القشرة الجبهية الأمامية– المسؤول عن المنطق والوعي – يظل نشطًا رغم أنك نائم. العلماء وجدوا أن بعض الأشخاص يمكنهم حتى إرسال إشارات من داخل الحلم، مثل تحريك أعينهم بطريقة معينة، لإثبات أنهم واعين بما يحدث!  

بعض الدراسات تقول إن هذه الأحلام قد تساعد في:  

– التغلب على الكوابيس.  

– تحسين المهارات كالرياضة أو الخطابة عبر التمرين داخل الحلم!  

– استكشاف حدود العقل البشري.  

لكن السؤال الأكبر: إذا كان العقل قادرًا على خلق عالم كامل أثناء النوم، فكيف نثق أن “اليقظة” ليست مجرد حلم طويل؟

الفلسفة: هل الواقع مجرد وهم

منذ قرون، تساءل الفلاسفة: “كيف نعرف أننا لا نحلم الآن؟” 

– ديكارت قال إن الأحلام قد تخدعنا، فلا نستطيع الجزم بما هو حقيقي.  

– في الزن البوذية، يعتبرون الأحلام الواعية تدريبًا على إدراك طبيعة الوهم.  

– ابن سينا تحدث عن إمكانية السيطرة على الأحلام كدليل على قوة العقل.  

فإذا كنت تستطيع التحكم في حلمك، فمن يقول إنك لا تتحكم في “يقظتك” أيضًا؟ ربما نحن جميعًا نعيش في حلم شخص آخر

الثقافة: من السحر إلى السينما

في التراث العالمي، الأحلام الواعية لها مكانة غريبة:  

– الشامان في سيبيريا كانوا يعتبرونها رحلات إلى عالم الأرواح.  

– المصريون القدماء اعتقدوا أن الأحلام رسائل من الآلهة.  

– في أفلام مثل Inception، أصبحت فكرة التحكم في الأحلام إلهامًا لقصص عن غزو العقل!  

حتى اليوم، بعض الناس يستخدمون تقنيات مثل الـ”WILD” (الاستيقاظ داخل الحلم) أو الـ”MILD” (التنويم الذاتي قبل النوم) لتعزيز فرص حدوث هذه التجارب.  

 هل يجب أن نلعب بداخل أحلامنا؟

رغم المتعة، إلا أن بعض المخاوف تظهر:  

– ماذا لو أصبحت مهووسًا بالهروب إلى أحلامك بدلاً من مواجهة الواقع؟  

– هل فقدان الحدود بين الحلم واليقظة خطر؟  

– وهل نحن مستعدون لاكتشاف أن عقولنا أقوى مما تخيلنا؟  

 استيقظ… أو لا تستيقظ

الحلم الواعي ليس مجرد لعبة عقلية، بل هو تحدٍّ لفهمنا للوعي نفسه. ربما في يوم ما، سنستخدمه لعلاج الأمراض النفسية، أو حتى لاكتشاف أبعاد جديدة من العقل البشري.  

لكن حتى ذلك اليوم… في المرة القادمة التي تحلم فيها، حاول أن تسأل نفسك: هل هذا حلم؟ ربما تتفاجئ بالإجابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى