fbpx
أخبار العالمأخبار محليةسلايدر

الجيش الأمريكي يعترف بقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال أثناء عملياته بسوريا

خاص للجمهورية الثانية

كتبت: نهال مجدي
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت

أعلن مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا في غارات جوية خلال الأيام الأخيرة من الحرب على داعش، ولكن لم يتم الإفصاح عن تلك الحوادث لمدة عامين.
وتمت هذه الهجمات بمدينة الباغوز، على طول الحدود السورية مع العراق، في 18 مارس 2019م، بعد أن طلبت القوات السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة المساعدة، وأفادت القوات الأمريكية المجاورة بعدم رؤية أي مدنيين في المنطقة، وبعدها حددت مقتل ما لا يقل عن 16 من مقاتلي داعش وأربعة مدنيين، بحسب النقيب البحري الأمريكي بيل أوربان.
وأضاف “أوربان” إن الجيش الأمريكي “لم يتمكن من التوصيف بشكل قاطع لحالة أكثر من 60 ضحية أخرى؛ حيث أن تلك المجموعة كانت تضم “عدة نساء مسلحات” و “واحد على الأقل” من الأطفال المسلحين، وقد يكون أغلب هؤلاء القتلى من العناصر الإرهابية، ولكن هناك عدد من المدنين قُتلوا خلال تلك الغارات”.
لم يتم الكشف عن تفاصيل الضربة حتى يوم السبت الماضي، عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يقول إن بعض المسؤولين الأمريكيين، منهم أفراد من الجيش ووكالة المخابرات المركزية، شككوا في شرعية الضربة، وما إذا كانت تشكل جريمة حرب، كما رأوا أن هناك جهد مُتعمَّد لإخفاء حقيقة ما حدث، كما ذكرت الصحيفة أن المسؤولين العسكريين عن هذه الضربة سعوا لإخفاء تفاصيلها، وأن تقارير التحقيق المتعددة التي تدقق في ما حدث كانت “متأخرة وسرية”.

وقال مسؤول عسكري أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، إن الوحدات المعنية بما في ذلك أفراد النخبة من مجموعة القوات الخاصة الخامسة التابعة للجيش أبلغت قياداتها بسرعة عن احتمال وقوع خسائر في صفوف المدنيين، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وأضاف هذا المسؤول إنه لأسباب لا تزال غير واضحة، لم تفصح القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات العسكرية في تلك المنطقة عن أي تفاصيل بشأن الحادث، لم يشرح الجيش سبب عدم الإعلان عن تلك الضربة حتى الآن، ولم يتطرق إلى ما إذا كان سيتم مراجعة الحادث أو ما إذا كانت هناك حالات أخرى مماثلة لم يتم الكشف عنها.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، في بيانٍ إن وزارة الدفاع ووزير الدفاع لويد أوستن ملتزمان بتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين في العمليات العسكرية.
وأضاف “كيربي”: “بدون الخوض في تفاصيل هذا الحادث تحديدًا أو أي قرارات مستقبلية محتملة، يؤكد الوزير “أوستن” على التأكد من أننا نفعل كل ما في وسعنا لمنع هذه النتائج المأساوية في المستقبل”.

وجدير بالذكر أن ذلك الحادث وقع بالقرب من نهر الفرات في محافظة دير الزور بجنوب شرق سوريا، حيث سعت القوات السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة إلى إنهاء الحرب التي استمرت لسنوات ضد إرهاب تنظيم داعش.
وقال أوربان إن تنظيم داعش هاجم قبل الفجر في يوم الحادث مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة؛ مستخدمين قذائف صاروخية وتفجيرات انتحارية وأسلحة صغيرة، وشنت العديد من الطائرات الأمريكية غارات جوية وغادرت المنطقة بعد نفاد أسلحتها.
وأضاف: “إن القوات السورية طلبت المساعدة حوالي الساعة 10 صباحًا، وظلت طائرة أمريكية بدون طيار في سماء المنطقة، لكنها قادرة على تمييز أي مدنيين في المنطقة”.
وكانت طائرة التحالف الوحيدة التي يمكن أن تتدخل هي طائرة من طراز F-15E تحمل قنابل وزنها 500 و 2000 رطل، وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن الهجوم أسقط ثلاث قنابل منها على الهدف.

وقال “أوربان” إنه بعد الضربات الجوية، أفاد مُشغِّل الدرونز التابعة للتحالف أنه كان يشاهد الوضع على شريط فيديو عالي الدقة بالحركة الكاملة، باحتمال وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وأضاف أن هناك تحقيقًا عسكريًا أمريكيًا انتهى إلى أن الضربات الجوية كانت مشروعة دفاعًا عن المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة على الأرض، ومتناسبة بسبب عدم توفر قنابل أو صواريخ أصغر في ذلك الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى