Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالمالأخبار

استقالات في الجيش الأمريكي بسبب أخلاقيات ترامب

بعد خدمة استمرت أربعة وعشرين عاماً، أعلن عقيد سابق في مشاة البحرية الأمريكية ومحارب قديم استقالته من الجيش بسبب مواقف وتصرفات الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى ما وصفه بازدراء الرئيس للدستور الأمريكي.

غادر دوج كروجمان منصبه في الجيش في الثلاثين من سبتمبر، في توقيت تزامن مع اليوم الذي ألقى فيه دونالد ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث خطابين وصفهما بالمثيرين للجدل والحزبيين، وذلك أمام القادة العسكريين الأمريكيين في اجتماع خاص عقد في ولاية فيرجينيا، وحضره قادة عسكريون من مختلف أنحاء العالم، حيث تم مناقشة الأولويات العسكرية وأجندة الإدارة.

وكتب كروجمان في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست يوم الخميس أنه تخلى عن مسيرته المهنية حرصاً على مستقبل البلاد. بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك محذراً من حدوث انهيار محتمل للنظام الحكومي الأمريكي التقليدي.

كما حث كروجمان زملائه العسكريين بهدوء على التفكير بعمق في مواقفهم والتأمل فيها. وأكد عليهم ضرورة أن يكونوا واثقين بما يكفي للتشكيك في الأوامر التي قد تبدو لهم غير أخلاقية أو غير قانونية، متذكرين أن كل فرد منهم مسؤول بشكل كامل عن أفعاله، ومدركين في الوقت نفسه أن آخرين يطرحون الأسئلة نفسها ويشاركونهم تلك الهواجس.

وأضاف كروجمان أنه إذا كانت لدى أي من العسكريين شكوك تتعلق بالأوامر الصادرة إليهم، فإنهم ليسوا وحدهم في هذا الشعور.

يذكر أنه عندما خاطب ترامب كبار القادة العسكريين في البلاد في الثلاثين من سبتمبر، وجه لهم تحذيراً صارخاً جاء مفاده أنه إذا لم يعجبهم ما يقوله، فبإمكانهم مغادرة القاعة. لكنه أردف أن مثل هذه الخطوة ستترتب عليها عواقب وخيمة، حيث ستذهب رتبتهم العسكرية ومستقبلهم المهني.

غير أن كروجمان أوضح أنه كان قد اتخذ قراره بالفعل بترك الجيش، وأن ذلك اليوم سيكون يومه الأخير في الخدمة.

وفي مقاله، يستعرض كروجمان كيف أن أحداث الشغب التي اندلعت في السادس من يناير عام 2021 شكلت بداية للمرحلة التي أصبح فيها منصبه في الجيش صعباً. فقد حدثت تلك الأعمال عندما شجع الرئيس المنتهية ولايته آنذاك أنصاره المتطرفين على محاولة وقف التصديق على نتائج الانتخابات التي خسرها أمام جو بايدن، مما أدى إلى اقتحامهم مبنى الكابيتول الأمريكي ومطاردتهم لأعضاء الكونغرس.

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير، حسب تعبيره، كانت العفو اللاحق عن المشاركين في تلك الأعمال المتمردة في حال عاد ترامب إلى البيت الأبيض في عام 2025، بالإضافة إلى رفض إدارته منح اللجوء للعديد من الأفغان الذين أكد كروجمان أنهم خاطروا بحياتهم من أجل الولايات المتحدة خلال الحرب في أفغانستان. هذه العوامل مجتمعة دفعته إلى التشكيك بشكل جذري في أخلاقيات ترامب.

وكتب كروجمان أن تجاهل الواقع من أجل استغلال قوانين غامضة لتولي سلطات الطوارئ هو أمر غير أخلاقي أيضاً. وشدد على أن هذه ليست نوعية الأفعال التي يرغب في المخاطرة بحياته للدفاع عنها.

ويواصل كروجمان تسليط الضوء على مواقف أخرى، مشيراً إلى كيفية نشر الحرس الوطني على المستوى الفيدرالي في سياقات لم يُطلب فيها منه تجاوز ما وصفه بالحدود القانونية. كما أشار إلى أن تصريحات ترامب، مثل إعلانه مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون منطقة حرب، كانت تفتقر إلى الصلة بالواقع الفعلي.

وخلص كروجمان إلى أن الرئيس ترامب، بدلاً من أن يحاول العمل ضمن إطار الدستور أو السعي لتعديله بالطرق المشروعة، فإنه يختبر إلى أي مدى يمكنه تجاهله وتجاوزه.

واختتم كروجمان مقاله بتحذير شديد اللهجة، مفاد أنه إذا فشل الناخبون وأعضاء الكونغرس في سد الثغرات الموجودة في القوانين لتوضيح حدود السلطة الرئاسية بشكل لا لبس فيه، فإن أولئك الذين يخدمون في الحكومة سيستمرون في المعاناة. كما حذر من أن الرئيس القادم، بغض النظر عن انتمائه الحزبي، قد يواصل السير على نفس الدرب المؤدي إلى الانهيار.

من ناحية أخرى متصلة، تشهد الولايات المتحدة تزايداً في عدد قدامى المحاربين الذين يواجهون تهم الاعتقال بسبب مشاركتهم في احتجاجات ضد عمليات الغارات التي تنفذها جهات إنفاذ القانون المتعلقة بالهجرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى