سلايدرمقالات

مهندس حازم الأشهب يكتب: مستقبل المنشآت النووية في مصر

تعتبر المفاعلات النووية مستقبل الطاقة القادم فى مصر، وذلك نظرا لعديد من المميزات النسبية المحددة والمعلومة ؛ التى تجعلها فى مرتبة متقدمة عن مصادر الطاقة التقليدية، والتى بدأت كل دول العالم تقلل الإعتماد عليها بشكل متقدم؛ لما لها من أضرار سلبية على البيئة؛ إضافة إلى إرتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء منها، وقصر العمر الإفتراضى لها، ومع تزايد معايير الأمان النووى والتكنولوجيا المستخدمة فى هذا المجال، حيث تعد المنشآت النووية التي تحوي المفاعلات النووية هي العناصر الأساسية التي من خلالها يمكن التحكم والسيطرة علي معدل الانبعاثات، ونفاذ الإشعاع وأيضا الحد منه أو منعه؛ لذا تصبح المفاعلات النووية المستخدمة فى إنتاج الكهرباء هى الأهم الآن نظرًا لعدد من المزايا يمكن ذكرها فى السطور التالية وفقًا للعناصر الأساسية المتحكمة في المفاعلات النووية:

أولًا: المحطات النووية الخاصة بإنتاج الكهرباء تولّد طاقة نظيفة لا تضر البيئة أو الكائنات الحية الموجودة، كما أن الوقود النووى لا يُلوّث الهواء كما هو الحال فى “الديزل” المستخدم فى المحطات التقليدية؛ إضافة إلى أن معدلات الأمان الموجودة فى المحطات النووية الحديثة والمنشأ الخرساني الذي يحوي المفاعل من حيث المواد المستخدمة في الإنشاء والتصاميم ط؛ تجعل فكرة التسرب الإشعاعي “صفر” ؛ أي إنعدام تام لنفاذ الإشعاع؛ خاصة أن هذه المفاعلات يتم بناؤها بتكنولوجيا متطورة، وبمواد حديثة، ومحطة الضبعة النووية المصرية تستخدم هذه التكنولوجيا الحديثة.

ثانيًا: محطات الطاقة النووية ستفتح مجالًا جديدًا لم يكن موجودًا فى مصر من قبل بهذه التكنولوجيا الجديدة و المستحدثة، وتمنح خبرات مختلفة للمهندسين في العديد من المجالات كالتالي:

الهندسية المدنية.
الهندسة المعمارية.
الهندسة الميكانيكية.
الهندسة الكهربائية.
هندسة الإتصالات.
هندسة الطاقة.
هندسة الميكاترونيكس.
الهندسة الميكانيكية الهندسة الإلكترونية.

والعديد من الفنيين المصريين وأصحاب الأعمال ذات الصلة؛ خاصة أن عقد التشغيل مع الجانب الأجنبي (الروسى) يضمن تدريب 2000 مهندس  وفنى على إدارة المفاعلات النووية بكل صورها وأشكالها، وانشاء التصميمات المختلفة، والمشاركة الفاعلة مع الجانب المصري لإنشاء كافة العناصر الإنشائية بأساليب مختلفة وحديثة؛ بما يعد مكسبا حقيقيًا ، ومثالًا لنقل وتوطين التكنولوجيا النووية في مصر والشرق الأوسط.

ثالثًا: إنشاء مدرسة فنية لتكنولوجيا الطاقة النووية فى مدينة الضبعة بمصر ؛ حتي تكون طلبة هذه المدرسة هم الرعيل الأول للعمل بالمحطة النووية المصرية الجديدة، ويتم نقل الخبرات لهم ، والإعتماد عليهم بصورة مباشرة.

رابعًا: تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية أرخص كثيرًا من الطاقة المنتجة من المصادر التقليدية الأخرى، خاصة أن دورة العمل فى المحطات النووية تصل إلى 60 عامًا، وقد تصل إلى 80 عامًا، ويتم عمل تطوير ورفع كفاءة لها بعد وصولها إلى تلك المرحلة؛ بينما المحطات التقليدية من 25 إلى 30 عامًا فقط، وبإستخدامنا السبل والمواد المستحدثة تصل تلك النسب إلي أكثر من الضعف.

خامسًا: المحطات النووية الحديثة مصممة لتكون صديقة تمامًا للبيئة، كما يتم استخدام منتجات مشارك بها المواد العضوية، ولا تسبب أية مشكلات أو أضرار بيئية؛ بل تحافظ على دورة الحياة البيئية، ولا تسبب أى تلوث بيئي، علي عكس المحطات  التقليدية الأخرى التىدي تزيد من الانبعاثات الضارة ، والملوثة للبيئة ، وتؤثر بصورة مباشرة على نوعية الهواء، وتساهم في زيادة نسبة التأثير السلبي علي البيئة والعنصر البشري والحيوي.

سادسًا: المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء ستنقل مصر إلى منطقة أخرى، ونلحق من خلالها بالثورة الصناعية الرابعة، وتجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة القادرة على تأسيس صناعات جديدة، وتفتح مجال أكبر للإستثمار والتوسع؛ ما يجعل الطاقة النووية هى المستقبل، وما دون ذلك من الماضى تمامًا.

سابعًا: العقد المصرى الخاص بالضبعة يشمل مميزات كبيرة جدًا لمصر والمصريين، إذ يشمل بناء عدد من المفاعلات النووية  العملاقة بتكنولوجيا متطورة، وأساليب إنشاء حديثة، إضافة إلى توفير الوقود النووي، وأعمال الصيانة لتلك المفاعلات لفترات طويلة؛ بالإضافة إلي أن تكلفة الإنتاج والتأسيس تقل بنسبة معلومة وليست قليلة في حال استخدامنا التكنولوجيا الحديثة، ومواد التشييد المستحدثة، وبهذا نضمن مستقبل مصر النووي.

الكاتب: مهندس مدني متخصص في مجال المنشآت النووية والعسكرية المعرضة للضرب والانفجار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى