أخبار العالم

حرب النجوم تشتعل.. ناسا تبني أول “مفاعل نووي” على القمر بحلول 2030

متابعة: بسنت عماد

في خطوة تعكس حدة التنافس الفضائي العالمي، أعلنت الولايات المتحدة عن تسريع خططها لإنشاء أول مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2030، في إطار مساعٍ لتأمين وجود بشري مستدام ودعم المهمات الاستكشافية طويلة الأمد، وسط سباق محتدم مع الصين وروسيا لتحقيق الريادة في هذا المجال الاستراتيجي.

أعلن شون دافي، المدير المؤقت لوكالة “ناسا” ووزير النقل الأمريكي، عن تسريع تنفيذ مشروع مفاعل نووي على سطح القمر، متوقعًا اكتماله بحلول عام 2030. ويستهدف المشروع إنتاج ما لا يقل عن 100 كيلواط من الكهرباء، لتزويد قاعدة قمرية بالطاقة المستمرة على مدار الساعة، ما يسهم في تسهيل الرحلات الاستكشافية ودعم بقاء الإنسان في الفضاء لفترات طويلة.

ويأتي هذا الإعلان في ظل سباق فضائي متسارع، حيث تعمل كل من الصين وروسيا على مشاريع مشابهة، مع خطط لبناء مفاعلات نووية ومنشآت بحثية على القمر خلال العقد المقبل. وتخطط بكين بالتعاون مع موسكو لإنشاء محطة أبحاث دولية بحلول عام 2035، فيما تختبر الصين مركبة الهبوط “لانيو” المخصصة لنقل رواد الفضاء إلى القمر بحلول عام 2030.

وسينفذ المفاعل ضمن برنامج “أرتميس” الدولي بقيادة “ناسا”، الذي لا يهدف فقط إلى استيطان القمر، بل يمهد الطريق لمهام مستقبلية نحو المريخ. وستكون منشأة توليد الطاقة جزءًا من بنية تحتية متكاملة تشمل شبكات النقل وتخزين الطاقة لدعم القواعد الفضائية والأبحاث العلمية.

ورغم تحديد 2030 موعدًا لإنجاز المشروع، يرى خبراء أن المهلة زمنية ضيقة بسبب تحديات نقل المعدات إلى الفضاء، وقيود الوزن والحجم، إضافة إلى الظروف القاسية على سطح القمر التي تتطلب إجراءات تأمين متقدمة للمفاعل.

وتمنع معاهدة الفضاء الخارجي أي دولة من امتلاك القمر أو أجزاء منه، إلا أن إنشاء مفاعل نووي قد يفرض مناطق حظر دخول بدواعي الأمان، وهو ما أشار إليه دافي محذرًا من أن أول دولة تصل قد تحد من وصول الآخرين.

يمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية تعزز مكانة الولايات المتحدة في الفضاء، وتوفر مصدر طاقة موثوقًا للمهمات طويلة المدى، في وقت تتسابق فيه القوى الكبرى لترسيخ وجودها على القمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى