العين التى ترى كل شئ.. تقنية إسرائيلية تطور الفحص الأمني دون توقف أو تلامس

متابعة: رحمه حمدى
كشفت شركة سكاناري الإسرائيلية الناشئة عن نظام أمني متطور قادر على فحص الحشود بشكل جماعي دون الحاجة إلى أي تلامس جسدي، حيث يمكن للنظام فحص ما يصل إلى خمسة وعشرين ألف شخص في الساعة الواحدة. يعتمد النظام على تقنيات الرادار المدعوم بالذكاء الاصطناعي والتصوير الكهرومغناطيسي لاكتشاف التهديدات المخفية في الوقت الفعلي، ومن المقرر أن يبدأ المشروع التجريبي في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
يتميز النظام بقدرته على مسح الأفراد ضمن مساحة تصل إلى مئتي متر مربع، أي ما يعادل ألفين ومئة وثلاثة وخمسين قدمًا مربعًا، مع تحديد التهديدات المحتملة في أقل من ثانيتين وإرسال تنبيهات تلقائية إلى فرق الأمن. تم الكشف عن النظام رسميًا يوم الأربعاء الماضي.
يقود الفريق التقني الدكتور جدعون ليفيتا، وهو مهندس رادار سابق عمل على أنظمة دفاعية متقدمة مثل القبة الحديدية ونظام كأس. تجمع تقنية سكاناري بين أجهزة استشعار الرادار المتطورة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لفحص الحشود من مسافة تصل إلى عشرة أمتار، أي ما يعادل ثلاثة وثلاثين قدمًا.
يعتمد النظام، الذي حصل على براءة اختراع، على التصوير الكهرومغناطيسي لتوليد صور ثلاثية الأبعاد للأجسام، مما يمكنه من التمييز بين العناصر اليومية غير الضارة مثل الهواتف المحمولة أو المفاتيح، والأجسام الخطرة مثل الأسلحة، بما في ذلك تلك المصنوعة من مواد غير معدنية. كما يعزز النظام من دقة تحديد مواقع التهديدات من خلال تقنيات الواقع المعزز، مما يضمن استجابة أمنية سريعة وفعالة.
يتميز النظام بعدم الحاجة إلى أي إجراءات جراحية أو تقنيات تتطلب التعرف على الوجوه أو التتبع البيومتري، مما يجعله متوافقًا مع معايير الخصوصية الصارمة. كما يلغي الحاجة إلى عمليات التفتيش الفردية التقليدية مثل تفريغ الجيوب أو خلع الأحذية، مما يحافظ على انسيابية الحركة في الأماكن ذات الكثافة العالية مثل قاعات المناسبات ووسائل النقل العام والمطارات ومراكز التسوق الكبرى.
حصلت شركة سكاناري بالفعل على الموافقات التنظيمية اللازمة في أوروبا، وهي في طور الحصول على الموافقات المماثلة من الجهات التنظيمية الأمريكية. من المقرر أن تبدأ البرامج التجريبية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة المقبلة. تأسست الشركة في عام 2024 على يد مجموعة من الخبراء في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، وتضم حاليًا عشرة متخصصين، معظمهم من خبراء الذكاء الاصطناعي والخوارزميات ذوي الخلفيات في مجال الأجهزة الطبية.
أكد الرئيس التنفيذي للشركة، رونين ياشفيتز، وهو عضو سابق في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بالرقم ثمانمائة وعشرين، والرئيس التنفيذي السابق لشركة جيتا تكنولوجيز، على الأثر التحويلي الذي يمكن أن يحدثه هذا النظام في مجال الأمن والسلامة العامة. وأوضح أن رؤية الشركة تهدف إلى إعادة تعريف معايير السلامة في الأماكن العامة المفتوحة من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتصوير المتقدم والرؤية الحاسوبية، مما يمكن من كشف التهديدات عن بعد دون الحاجة إلى إيقاف الأفراد أو تكديسهم في طوابير أو المساس بخصوصياتهم. وأشار إلى أن هذا النظام يمثل قفزة نوعية في مجال الأمن، حيث يجمع بين احترام حقوق الأفراد وتخفيض التكاليف التشغيلية للمنشآت الأمنية.