سلايدرمعرفة

لماذا وضع المصريون القدماء رغيف خبز على رؤوس الموتى؟

إعداد: رحمه حمدى

عند دراسة الطقوس الجنائزية عند المصريين القدماء، نجد العديد من العادات الغامضة التي تحمل تفسيرات متعددة، ومن بينها وضع أرغفة الخبز فوق رؤوس الموتى أو داخل المقابر. لا يُعتبر هذا مجرد طقسًا عشوائيًا، بل يُرجح العلماء أنه كان جزءًا من منظومة معتقدات معقدة تربط بين الحياة الدنيا والآخرة. لكن ما السبب الحقيقي وراء هذه العادة؟ الإجابة ليست مؤكدة، بل تظل احتمالات بناءً على الأدلة الأثرية والنصوص القديمة. فهل كان الخبز قربانًا للآلهة؟ أم وسيلة لحماية المقابر؟ أم أداة مساعدة في التحنيط؟ ربما جمع كل هذه الأغراض معًا! في هذا الموضوع، نستعرض أبرز النظريات التي تفسر هذا الطقس الغريب، مع حقائق مدهشة تكشف عمق التفكير المصري القديم في التحضير للعالم الآخر.

سرّ الخبز فوق الرؤوس في المقابر المصرية: بين الدين والذكاء العملي

اكتشف علماء الآثار في العديد من المقابر الفرعونية – خاصةً تلك التي تعود إلى عصر الدولة القديمة – أرغفة خبز جافة موضوعة بدقة فوق رؤوس المومياوات أو بجوارها. لم تكن هذه الأرغفة مجرد قرابين تقليدية، بل حملت دلالات قد تغيب عن الكثيرين، مما فتح الباب أمام عدة تفسيرات.

النظريات الرئيسية وراء هذه العادة

قربان للآلهة أو “تذكرة عبور” للعالم السفلي

    • وفقًا لنصوص الأهرام، اعتقد المصريون أن الخبز قد يكون وسيلة لاسترضاء الآلهة مثل “أوزيريس” أو “أنوبيس”، كضمان لعبور آمن إلى الحياة الأخرى.
    • بعض النصوص تشير إلى أن الخبز كان يُقدم كـ”رشوة” للشياطين أو الحراس في العالم الآخر لمنعهم من إيذاء الميت!

    خدعة أمنية ذكية ضد سرقة المقابر

    • في مقابر الأسرة الثامنة عشرة، وُجدت أرغفة متعفنة مُخللة بمواد كيميائية كبريتية. يُعتقد أن هذه المواد كانت تُطلق روائح كريهة عند فتح المقبرة، مما ينبه الحراس أو يُنفر اللصوص.
    • بعض الباحثين يرون أن الخبز وُضع كـ”طعم” لصرف انتباه اللصوص عن الكنوز الحقيقية!

    أداة مساعدة في عملية التحنيط

    • اكتشف فريق من جامعة القاهرة أن بعض أنواع هذا الخبز يحتوي على نسبة عالية من الأملاح والمواد الحافظة، مما قد يساعد في امتصاص الرطوبة من الجثة.
    • هناك فرضية أخرى تُشير إلى أن الخبز وُضع كرمز لـ”التجديد”، خاصةً عندما يحتوي على حبوب منبتة، في إشارة إلى البعث.

    حقائق غريبة تكشف عمق الطقس

    • أقدم رغيف خبز جنائزي مُكتشف يعود إلى عام 4000 ق.م. في مقبرة بمنطقة الهيا!
    • في مقبرة توت عنخ آمون، وُجدت أنواع غريبة من الخبز بعضها على شكل حيوانات مقدسة.
    • بعض المومياوات وُجدت وفي أفواهها كسرات خبز صغيرة، ربما كـ”الوجبة الأخيرة” قبل الرحيل.

    لماذا الرأس تحديدًا؟

    • اعتقد المصريون أن الرأس هو مركز خروج الروح (الكا)، لذا وُضع الخبز فوقه لتغذيتها خلال رحلتها.
    • هناك تفسير آخر يربط بين الخبز وطقوس “فتح الفم” التي كان الكهنة يؤدونها لتمكين الميت من الأكل في العالم الآخر.

    إرث لم ينتهِ: من الخبز إلى البسكويت

    • في صعيد مصر والدلتا، ما زالت بعض العائلات تضع خبزًا أو حلوى مع الموتى، خاصةً في المقابر القديمة.
    • في المناطق الحضرية، تحولت العادة إلى وضع بسكويت أو سكر كرمز للضيافة الأخيرة!

    لا نستطيع الجزم بالسبب الوحيد، لكن يبقى هذا التقليد شاهدًا على عبقرية المصريين القدماء في دمج المعتقدات الدينية مع الحلول الذكية، حتى في أبسط التفاصيل مثل رغيف خبز!

    مقالات ذات صلة

    زر الذهاب إلى الأعلى