أقوى زلزال في روسيا منذ 70 عاماً يتسبب بموجات تسونامي لأمريكا واليابان والصين
متابعة: رحمه حمدى
ضرب زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر منطقة قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، مما تسبب في حدوث موجات تسونامي بلغ ارتفاعها خمسة أمتار، وأدى إلى إصدار أوامر إخلاء في هاواي ومناطق متفرقة عبر المحيط الهادئ
تسبب الزلزال في أضرار جسيمة بالمباني وإصابة عدد من الأشخاص في المنطقة الروسية النائية، كما تم إصدار أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، وهو نفس المنطقة التي تعرضت لدمار كبير بسبب زلزال بقوة 9.0 درجة وتسونامي مدمر في عام 2011.
أدت الفيضانات الناتجة عن التسونامي إلى غمر أجزاء من الميناء ومصنع لتجهيز الأسماك في بلدة سيفيرو كوريلسك، كما جرفت الأمواج العاتية السفن بعيدًا عن مراسيها، وفقًا لما أعلنه مسؤولون إقليميون ووزارة الطوارئ الروسية. وأفادت وزارة خدمات الطوارئ الروسية عبر تطبيق تيليجرام بأن إحدى رياض الأطفال تعرضت لأضرار، لكن معظم المباني صمدت أمام الهزة الأرضية العنيفة، ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات خطيرة أو وفيات في المنطقة.
من جانبه، ذكر وزير الصحة الإقليمي أوليج ميلنيكوف، في تصريح لوكالة أنباء تاس الروسية الرسمية، أن العديد من سكان كامتشاتكا طلبوا المساعدة الطبية في أعقاب الزلزال. وفي مدينة سيفيرو كوريلسك الواقعة ضمن جزر الكوريل الشمالية جنوب كامتشاتكا، تجاوز ارتفاع أمواج التسونامي ثلاثة أمتار، حيث وصلت أكبر موجة إلى ارتفاع خمسة أمتار، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء ريا الروسية.
وأكد رئيس بلدية المدينة ألكسندر أوفسيانيكوف مرور أربع موجات تسونامي، وحث المواطنين على فحص منازلهم لتقييم الأضرار، محذرًا من استخدام مواقد الغاز للتدفئة حتى انتهاء عمليات التفتيش، وذلك لتجنب مخاطر التسمم بأول أكسيد الكربون. وفي سياق متصل، أفادت وسائل الإعلام الروسية نقلاً عن حاكم منطقة سخالين بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة بسبب أضرار لحقت بشبكة الكهرباء.
وصرح حاكم كامتشاتكا فلاديمير سولودوف في مقطع فيديو نشره على تطبيق تيليجرام بأن الزلزال الذي ضرب المنطقة كان الأخطر منذ عقود، مؤكدًا أنه الأقوى منذ عام 1952 وفقًا لتقارير علماء روس.
وفي هاواي، تم إصدار أوامر بإخلاء المناطق الساحلية، حيث نُصح السكان بالتوجه إلى مناطق مرتفعة أو إلى الطوابق العليا من المباني، بينما أمرت قوات خفر السواحل الأمريكية السفن بمغادرة الموانئ تحسبًا لوصول موجات التسونامي. وأعلنت إدارة الطوارئ في هونولولو عبر منصة اكس تحذيرًا شديد اللهجة جاء فيه: اتخذوا إجراءً فوريًا، من المتوقع حدوث أمواج تسونامي مدمرة.
وبحلول الساعة 7:30 بتوقيت جرينتش، أعلن مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ وصول موجات بارتفاع 1.7 متر (5.5 قدم) إلى جزر هاواي. وكان حاكم الولاية جوش جرين قد أكد في وقت سابق عدم وجود مؤشرات على موجات مدمرة، إلا أنه تم تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى جزيرة ماوي كإجراء احترازي.
وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بأن الزلزال وقع على عمق ضحل يبلغ 19.3 كيلومترًا (12 ميلًا)، وكان مركزه على بعد 119 كيلومترًا (74 ميلًا) شرق جنوب شرق مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، التي يبلغ عدد سكانها 165 ألف نسمة. كما رفعت الهيئة تقدير قوة الزلزال من 8.0 درجة إلى 8.8 درجة، مشيرة إلى سلسلة من الهزات الارتدادية القوية بلغت قوتها 6.9 درجة.
في اليابان، انطلقت صافرات الإنذار في المدن الساحلية المطلة على المحيط الهادئ، وتم إصدار أوامر إخلاء لعشرات الآلاف من السكان. وأفادت شركة طوكيو للكهرباء بأن العمال قاموا بإخلاء محطة فوكوشيما النووية، التي شهدت كارثة إشعاعية بعد زلزال وتسونامي عام 2011.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية لقطات لعشرات الأشخاص على جزيرة هوكايدو الشمالية وهم يحتمون فوق أسطح المباني تحت خيام واقية من أشعة الشمس الحارقة، بينما أبحرت قوارب الصيد بعيدًا عن الموانئ لتجنب الأضرار المحتملة. كما أفادت قناة أساهي التلفزيونية بوفاة امرأة تبلغ من العمر 58 عامًا بعد سقوط سيارتها من فوق جرف أثناء عملية الإخلاء في محافظة مييه بوسط اليابان.
من جهتها، ذكرت وكالة كيودو للأنباء أن شركة تويوتا موتور كورب أوقفت العمل في بعض مصانعها المحلية في اليابان كإجراء احترازي لضمان سلامة الموظفين.
وسجلت اليابان ثلاث موجات تسونامي، بلغت أكبر موجة منها ارتفاع 1.3 متر (4.3 قدم)، وفقًا للمسؤولين. وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي عدم ورود أي تقارير عن إصابات أو أضرار جسيمة حتى الآن، مشيرًا إلى أن جميع محطات الطاقة النووية تعمل بشكل طبيعي دون أي مخالفات.
وحذرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية من أن موجات التسونامي التي يتراوح ارتفاعها بين متر وثلاثة أمتار (3-9 أقدام) قد تكون قاتلة، حيث يمكن أن تسبب فيضانات شديدة وتدمر المباني الخشبية، وتعرض الأفراد لخطر الإصابة أو الوفاة بسبب الأجسام الكبيرة التي تجرفها الأمواج، وفقًا لتحذيرات جمعية الإنقاذ اليابانية.
كما أصدر نظام التحذير من التسونامي الأمريكي تحذيرًا من موجات تسونامي خطيرة تنتشر عبر المحيط الهادئ، مشيرًا إلى احتمال وصول أمواج بارتفاع أكثر من ثلاثة أمتار إلى سواحل روسيا وجزر هاواي الشمالية والإكوادور، بينما قد تصل الأمواج إلى ارتفاعات تتراوح بين متر وثلاثة أمتار في مناطق تشمل اليابان وهاواي وتشيلي وجزر سليمان.
