
في عالم يرى فيه معظم البشر حوالي مليون لون، توجد فئة نادرة من الأشخاص يرون ألوانًا خفية لا يستطيع الآخرون حتى تخيلها. هذه الظاهرة الغريبة تُعرف باسم “الرؤية الرباعية” (Tetrachromacy)،حيث يمتلك أصحابها عيونًا فائقة القدرة تميز بين درجات لونية تبدو للآخرين متطابقة تمامًا.
كيف تعمل هذه العيون الخارقة؟
عادةً، يمتلك الإنسان ثلاثة أنواع من الخلايا المخروطية في العين (للألوان الأحمر والأخضر والأزرق)، مما يسمح له برؤية ملايين الألوان. لكن بعض النساء – تحديدًا – يولدن بأربعة أنواع من هذه الخلايا، بسبب طفرة جينية مرتبطة بالكروموسوم X. هؤلاء النسوة قد يرون، على سبيل المثال، عشرات الدرجات من اللون الأصفر التي تبدو للآخرين مجرد “أصفر واحد”.
هل كل من لديه أربعة مخاريط يرون هذه الألوان؟
ليس بالضرورة! فحتى لو وُجدت الخلية الرابعة، يحتاج الدماغ إلى “تدريب” لفك شفرتها. بعض الحالات الموثقة، مثل الفنانة كونسيتا أنتيكو، تمكنت من توظيف هذه القدرة في الرسم، حيث ترى وتخلط ألوانًا لا يدركها غيرها.
التحديات العلمية
يصعب إثبات هذه الحالة لأن الألوان تجربة شخصية. لكن في التجارب، طُلب من أشخاص يشتبه في كونهم “رباعيين” تمييز ألوان متطابقة تقنيًا، فنجحوا بنسبة مذهلة.
هل يمكن أن تصبح رباعي الرؤية؟
الجواب: لا، فهي هبة جينية. لكن ربما في المستقبل، قد تتيح التقنيات الطبية محاكاة هذه القدرة.
هل تعرفين شخصًا يرى العالم بألوان مختلفة؟ قد يكون لديه عين خارقة دون أن يدري!