
إعداد: بسنت عماد
نفذت الولايات المتحدة، فجر الأحد الماضي، ضربات جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، باستخدام قاذفاتها الشبحية المتطورة من طراز بي-2 سبيريت، في تصعيد عسكري لافت وسط تصاعد التوتر بشأن برنامج طهران النووي.
وأكدت واشنطن أن العملية استهدفت ثلاثة مواقع نووية عالية التحصين، من بينها منشأة “فوردو”، التي تُعد واحدة من أهم المراكز الاستراتيجية في البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني.

وفي تصريحات رسمية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الضربة كانت “دقيقة وناجحة للغاية”، مشيرًا إلى أن منشأة “فوردو” قد تم تدميرها بالكامل.
وأضاف: “نُجدد تحذيرنا لإيران: استمرارها في تطوير برنامجها النووي سيقابل بتحرك حاسم. نحن مستعدون لتنفيذ ضربات إضافية إذا لزم الأمر”.
القاذفة الشبحية المتطورة
تُعد “بي-2 سبيريت” واحدة من أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطورًا في الترسانة الجوية الأمريكية، بفضل قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا وتوجيه ضربات دقيقة لأهداف محصنة، مثل المنشآت النووية المدفونة تحت الأرض.
مواصفات “بي-2 سبيريت”
تُقدّر تكلفة الطائرة الواحدة بنحو 2.1 مليار دولار، ما يجعلها أغلى طائرة عسكرية في العالم.
تم تصنيعها من قِبل شركة نورثروب غرومان بتقنيات تخفي متقدمة، ودخلت الخدمة في أواخر الثمانينيات.
وقد تم إنتاج 21 طائرة فقط، بعد تقليص البرنامج عقب نهاية الحرب الباردة.

يبلغ مدى الطيران أكثر من 6000 ميل بحري دون التزود بالوقود، ويمكن تمديد هذا المدى عبر التزود الجوي، مما يمنحها القدرة على تنفيذ عمليات هجومية عالمية النطاق.
تستوعب الطائرة حمولة تزيد على 40 ألف رطل من الذخائر المتنوعة، التقليدية والنووية، مع تصميم داخلي لمخازن الأسلحة يُحافظ على خاصية التخفي حتى مع الحمولة الكاملة.
وتشير تقارير إلى أن ست قنابل خارقة للتحصينات من طراز جي بي يو-57 إيه/بي (MOP)، تم استخدامها خلال الهجوم على منشأة “فوردو”.

ما هي قدرات “بي-2″؟
بحسب الموقع الرسمي للقوات الجوية الأمريكية، تُعد “بي-2 سبيريت” قاذفة متعددة الأدوار، قادرة على إطلاق ذخائر تقليدية ونووية، وتتميز بمرونة في اختراق أكثر أنظمة الدفاع تطورًا، بفضل خصائصها الشبحية.
أبرز خصائصها الفنية:
ـ الوظيفة: قاذفة ثقيلة متعددة المهام
– المحرك: 4 محركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100
ـ قوة الدفع: 17,300 رطل لكل محرك
ـ المسافة بين الجناحين: 52.12 متر
ـ الطول: 20.9 متر
ـ الارتفاع: 5.1 متر
ـ الوزن فارغة: 72,575 كغ
ـ سعة الوقود: 75,750 كغ
ـ الحمولة القتالية: 18,144 كغ
ـ السرعة: عالية دون سرعة الصوت ”شبه فرط صوتية”
ـ المدى: عابر للقارات
ـ التسليح: أسلحة تقليدية أو نووية
ـ الطاقم: طياران
تصميم يشبه طائراً صغيراً
تُشغّل “بي-2” بواسطة طيارين اثنين فقط، مستفيدة من أنظمة تحكم أوتوماتيكية متقدمة تقلل من الحاجة إلى طاقم كبير.
وتعتمد على مواد ماصة لموجات الرادار، إلى جانب تصميم انسيابي خاص يُقلل من البصمة الرادارية، لدرجة أن رصدها على شاشات الرادار يُشبه ظهور طائر صغير، ما يجعلها شبه غير مرئية لأنظمة الدفاع الجوي التقليدية.
القنبلة الخارقة للتحصينات (MOP)
تُعد قنبلة MOP (Massive Ordnance Penetrator)، التي تزن 30 ألف رطل، أكبر قنبلة تقليدية في الترسانة الأمريكية، وصُممت خصيصًا لضرب المخابئ والمنشآت شديدة التحصين تحت الأرض.
ورغم حجمها الضخم، تستطيع “بي-2” حمل واحدة أو اثنتين فقط منها في كل مهمة.

يبلغ طول القنبلة نحو 20.5 قدمًا، وتُوجه باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وتملك قدرة على اختراق أكثر من 200 قدم من الخرسانة المسلحة، ما يجعلها مثالية لتدمير المنشآت النووية المحصنة.
ذخائر موجهة بالأقمار الصناعية
تُتيح القاذفة “بي-2” قدرة استهداف دقيقة باستخدام ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، وهي ذخائر موجهة بالأقمار الصناعية، ويمكنها إصابة أهداف متعددة في وقت واحد بدقة عالية.
كما تُعزز صواريخ المواجهة المشتركة (JASSM) قدرتها على تنفيذ ضربات بعيدة المدى دون الدخول في نطاق الدفاعات الجوية.
وتُتيح النسخة المطورة منها، JASSM-ER، استهداف مواقع على مسافة تتجاوز 805 كيلومترات.

القدرات النووية
تُمثل “بي-2 سبيريت” عنصرًا أساسيًا في “الثالوث النووي الأمريكي”، حيث تستطيع حمل ما يصل إلى 16 قنبلة نووية من طراز بي-83، وهي من أكثر القنابل النووية تطورًا في الترسانة الأمريكية، من حيث القدرة التدميرية ودقة التوجيه.
المصادر:
ـ وكالة رويترز
ـ فرنسا 24
ـ صحيفة ذا جارديان البريطانية
ـ صحيفة نيويورك بوست الأمريكية
ـ صحيفة ذا إندبندنت البريطانية
ـ موقع بوليتيكو الأمريكي