بعد العراق أمريكا تستعين بالجنرال المفضل لقيادة الحرب ضد إيران

متابعة: رحمه حمدى
مع تزايد حدة التوترات في المنطقة، وتنامي الخطط الأمريكية لشن ضربة عسكرية محتملة ضد إيران، تبرز التكهنات بأن الجنرال مايكل كوريلّا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، سيكون العقل المدبر وراء أي تحرك عسكري أمريكي في الشرق الأوسط. ويستند ذلك إلى خبرته القتالية الواسعة، وإصراره على مواجهة إيران بأساليب حاسمة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “التليجراف” البريطانية.
عودة إلى ساحة الصراع.. من العراق إلى إيران
بعد نحو عقدين من مشاركته الفاعلة في حرب العراق، يعود الجنرال كوريلّا مجدداً إلى بؤرة الصراع في الشرق الأوسط، لكن هذه المرة في مواجهة إيران، التي تشكل تهديداً متصاعداً في نظر الإدارة الأمريكية. ويحظى كوريلّا، الذي يُلقب بـ”الغوريلا مفتولة العضلات” بسبب بنيته الجسدية الضخمة، بتقدير كبير من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجس، كما يُعتبر شخصية محورية في نظر إسرائيل، التي ترى فيه قائداً عسكرياً قوياً قادراً على مواجهة التهديدات الإيرانية.
صلاحيات استثنائية وموقف متشدد
وحصل كوريلّا على صلاحيات واسعة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، تمنحه سلطة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن كيفية الرد على التصعيد الإيراني، متجاوزاً في بعض الأحيان كبار المسؤولين في البنتاجون نفسه، وفقاً لتقارير نشرتها وسائل إعلامية مثل “بوليتيكو” و”أكسيوس”.
وفي حين يحذر مسؤولون كبار، مثل الجنرال دان كين ورئيس السياسات إلبريدج كولبي، من مخاطر التورط العسكري المفرط في المنطقة، يُشير تقرير “التليجراف” إلى أن كوريلّا يدفع بقوة نحو تبني رد عسكري قوي، مدعوماً بنشر حاملات طائرات وتعزيزات جوية ضخمة في المنطقة.
مسيرة عسكرية حافلة بالمعارك
وُلد مايكل كوريلّا في ولاية مينيسوتا الواقعة في الغرب الأوسط الأمريكي، وتخرج في أكاديمية “ويست بوينت” العسكرية المرموقة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في هندسة الفضاء، قبل أن يُكمل دراسته العليا بدرجة الماجستير في دراسات الأمن القومي من كلية الحرب الوطنية الأمريكية.
وشارك كوريلّا في العديد من الصراعات الدولية، بدءاً من كوسوفو وأفغانستان وصولاً إلى العراق، حيث تعرض لإصابة بالغة خلال هجوم في مدينة الموصل عام 2005، عندما كان ضمن لواء “سترايكر”، مما أدى إلى إصابته برصاصات في ذراعه وساقه.
وتولى الجنرال الأمريكي مسؤوليات قيادية في هيئة الأركان العامة للجيش، وقاد فرقة المظلات 82 الشهيرة، التي اشتركت في عمليات إنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية عام 1944. كما قاد وحدات خاصة محمولة جواً، وشارك في عمليات حفظ السلام في هايتي وكوسوفو والبوسنة والهرسك.
وتُظهر سيرته الذاتية مشاركته في غزو بنما عام 1989، حيث قاد هجمات قوات المظلات، كما كان له دور بارز في العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط خلال تسعينيات القرن الماضي، بما في ذلك “حرب عاصفة الصحراء” لتحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991.
وبفضل هذه الخبرات الميدانية المكثفة، يبدو كوريلّا اليوم في موقع القيادة المركزية لأي تحرك عسكري أمريكي محتمل ضد إيران، مما يجعله أحد أكثر الشخصيات العسكرية تأثيراً في المشهد الجيوسياسي الحالي