
وفقًا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، كانت الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى تحسبًا لرد إيراني سريع وعنيف خلال ساعات الليل. لكن بفضل الخطط الدقيقة التي وضعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بالتعاون مع سلاح الجو، تمكنت إسرائيل من خلق حالة من الارتباك والفوضى في الجانب الإيراني، مما أدى إلى تعطيل الرد المتوقع وفرض حالة من الهدوء المؤقت.
وأوضح التقرير أنه عندما اقتربت إسرائيل من تنفيذ هجومها، كان قادة القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني قد اجتمعوا في موقع سري تحت الأرض لتنسيق الرد. لكن الاستخبارات الإسرائيلية، التي كانت على دراية ببروتوكولات الطوارئ الإيرانية وموقع القاعدة، استهدفت الموقع بدقة عالية، مما أدى إلى تدميره.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله: “لم يبقَ أحد قادر على إصدار أوامر الرد الفوري، مما أحبط الخطط الإيرانية”.
واستهدف الهجوم الإسرائيلي الواسع النطاق أكثر من عشرين قائدًا عسكريًا إيرانيًا بارزًا، بينهم أعضاء من الحرس الثوري والجيش الإيراني، بالإضافة إلى قادة مركز القيادة الطارئة. كما ركزت الضربات على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك الرادارات ومنصات الصواريخ، التي تم تحديد مواقعها بدقة من قبل الاستخبارات الإسرائيلية. هذه الضربات الأولية أتاحت لسلاح الجو الإسرائيلي السيطرة شبه الكاملة على الأجواء الإيرانية دون مقاومة تُذكر.
في الوقت ذاته، نفذ جهاز “الموساد” الإسرائيلي عمليات تخريب سرية داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوي.
شارك في هذه العمليات مئات العملاء، بما في ذلك وحدات خاصة تضم إيرانيين يعملون لصالح الموساد. وفي مناطق متفرقة من إيران، تم نشر أسلحة موجهة وتقنيات متطورة، بعضها مخبأ داخل مركبات، لتدمير أهداف دفاعية حيوية خلال الهجوم.
وأشار التقرير إلى أن الموساد أسس قاعدة سرية للطائرات المسيرة داخل إيران، باستخدام طائرات تم تهريبها مسبقًا. خلال الهجوم، تم تفعيل هذه الطائرات واستخدامها لتدمير منصات صواريخ باليستية قرب طهران، مما حال دون إطلاقها نحو إسرائيل.
وقال مسؤول استخباراتي إسرائيلي إن الجيش كان مستعدًا لسيناريو إطلاق إيران ما بين 300 إلى 500 صاروخ باليستي، لكن العمليات الاستباقية أحبطت هذه الخطة.
مما أحبط قدرة إيران على الرد السريع. هذه العمليات، المدعومة باختراق استخباراتي عميق، عززت فعالية الضربات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، أعلنت الاستخبارات الإيرانية في يونيو 2025 عن اعتقال 73 مواطنًا هنديًا بتهمة التجسس لصالح الموساد، زعمت إيران أن هؤلاء الأفراد كانوا جزءًا من شبكة تجسس إسرائيلية، مما يكشف عن تعقيدات الحرب الاستخباراتية في المنطقة. ومع ذلك، لم يتم التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل، وتظل التفاصيل محدودة، مما يثير تساؤلات حول دوافع الإعلان وتوقيته.
تأثير العمليات الإسرائيلية على التوازن الإقليمي
وفقًا لتحليل نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن الضربات الإسرائيلية الاستباقية على البنية العسكرية الإيرانية لم تُظهر فقط تفوقًا استخباراتيًا وتكتيكيًا، بل عززت أيضًا موقف إسرائيل كقوة ردع إقليمية. وأشار التقرير إلى أن استهداف قادة الحرس الثوري وأنظمة الدفاع الجوي قد يؤخر قدرة إيران على إعادة بناء هيكلها العسكري بشكل فعال، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المستمرة التي تحد من مواردها.
ردود الفعل الدولية
ذكرت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى أن الهجمات الإسرائيلية أثارت مخاوف من تصعيد إقليمي واسع النطاق.
وفي بيان لمجلس الأمن الدولي، دعا الأعضاء إلى ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي قد تزيد من التوترات في المنطقة.
كما أعربت دول مثل روسيا والصين عن إدانتها للضربات، معتبرة أنها تنتهك السيادة الإيرانية، بينما أكدت الولايات المتحدة دعمها لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
السياق الاستراتيجي للعمليات الإسرائيلية
بحسب تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، تعكس هذه العمليات استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الإيرانية، خاصة في مجال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. وأشار التقرير إلى أن استخدام الموساد لعملاء محليين داخل إيران يعكس عمق الاختراق الاستخباراتي، مما يثير تساؤلات حول الأمن الداخلي الإيراني وقدرته على مواجهة التجسس.