تقاريرسلايدر

قافلة “الصمود”.. حيلة نتنياهو الجديدة للبقاء في السلطة

إعداد: رحمه حمدي

في البداية نحتاج إلى اجابات على هذه الاسئلة..

أين كانت الدول المشاركة في القافلة عند اجتماع جامعة الدول العربية لدعم غزة؟

إذا كان الهدف مساعدة غزة، فلماذا لا ترسل القافلة مساعدات عبر القنوات الرسمية؟ 

 لماذا يهاجم منظمو القافلة مصر أكثر مما يهاجمون إسرائيل؟ 

 من المستفيد الحقيقي؟ 

 هل هذه القافلة حقاً خطوة تضامنية؟ أم أنها جزء من لعبة سياسية أكبر قد تخدم أجندة نتنياهو نفسه؟

إذا كان الهدف مساعدة غزة، لماذا لا ترسل الجزائر وتونس وليبيا مساعدات عبر الأردن أو مصر أو عبر المنظمات الدولية؟ 

 لماذا لا نرى نفس الحماس في الضغط على إسرائيل مباشرةً؟ 

 لماذا يتم اختيار قيادات معروفة بعدائها لمصر لقيادة القافلة؟ 

من يقف وراء القافلة؟.. علاقات مريبة!

القيادات المشاركة في القافلة

عبد اللطيف المكي (حزب النهضة التونسي – الإخوان المسلمون)، مريم مفتاح، ناشطة تنتمي لعائلة إخوانية، ولها تاريخ في الهجوم على الدولة المصرية أكثر من دعم القضية الفلسطينية.والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أفتى سابقاً بقتال الجيش المصري ودعم التدخلات الأجنبية في ليبيا وسوريا! 

فهل هؤلاء حقاً مهتمون بغزة بعد سنتين من الحرب ؟ أم أنهم يبحثون عن فرصة لضرب استقرار مصر تحت شعارات براقة؟

بينما تدعي قافلة “الصمود” أنها تهدف إلى “كسر الحصار” عن غزة، يُكشف النقاب عن حقيقة غريبة: القافلة لا تحمل أي مساعدات مادية، وفق تصريحات منظموها أنفسهم! فما الفرق إذن بين ضغط الحكومات وهذا “الضغط الشعبي” المزعوم؟ ولماذا تُختَار مصر بالذات مسرحاً لهذه المسرحية؟ 

صرّح المتحدث الرسمي باسم “قافلة الصمود”، التي تنظمها “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”، وائل نوار، إن هذه القافلة البرية محاولة لـ “فتح قنوات التنسيق مع منظمات إنسانية عربية ودولية لتسهيل عمليات الإغاثة”.

من جهته، قال المتحدث باسم تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين الناشط غسان الهنشيري لـ المنصة إن قافلة الصمود هي قافلة شعبية وليست قافلة إعانات أو مساعدات، تُقل مشاركين من تونس والجزائر وليبيا

التوقيت المشبوه: لماذا الآن؟

تأتي القافلة في توقيت بالغ الحساسية بعد فشل الضغوط الأمريكية المباشرة على مصر لفتح معبر رفح لتهجير أهالي غزة إلى سيناء. وبالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وهو حدث عالمي تريد مصر أن تظهر فيه كدولة مستقرة.  وبعد أيام فقط من اعتراض سفينة “مادلين” التي حاولت كسر الحصار بحراً.

القيادات المشاركة عناصر إخوانية (مثل عبد اللطيف المكي) معروفين بعدائهم لمصر، وليس لهم تاريخ حقيقي في دعم فلسطين. كما أن التركيز الإعلامي يهاجم مصر (على عكس قوافل أخرى دعمت غزة دون استفزاز دول الجوار).  هل هذا توقيت صدفة؟ أم محاولة لاستغلال الأضواء الإعلامية لخلق أزمة مصطنعة؟ 

لماذا رفض النشطاء في تونس المشاركة؟

أكّد نشطاء تونسيون رفضوا المشاركة في القافلة، أن الرفض جاء من يقينهم التام من أن نية الإخوان توجيه القافلة للتحشيد ضد مصر ، لأن مصر الدولة الوحيدة التي تمنع التهجير  الى الآن !! و مصر الدولة الوحيدة التي فضحت مخطط التهجير !

الجيش المصري قاتل إسرائيل و إلى اليوم لم يطبع معها رغم أنه هنالك اتفاقية سلام بين مصر و”تلكيان”، بالإضافة إلى تهديدات الإخوان المسلمين التونسيين و الجزائريين بإثارة الفوضى في مصر ، يوضح و بشكل قاطع أن هدف هؤلاء هي مصر و ليس غزة

قال النشطاء إن التحركات في تونس لم ترفع الى الآن أي شعار ضد قطر بإعتبارها قاعدة الإمداد الرئيسية لإسرائيل بالسلاح ( قاعدتي العديد و السيلية) و لا تركيا بإعتبارها قاعدة الإمداد الرئيسية لإسرائيل بالسلع الأساسية والنفط، و التي أرسلت عشرة آلاف مرتزق لقتل أهالي غزة.

كيف يستفيد نتنياهو من القافلة؟

بعد فشل بنيامين نتنياهو في تحقيق أي انتصار حقيقي في غزة، وتراجع دعمه السياسي داخلياً، يبدو أنه يعيد استخدام استراتيجية “العدو الخارجي” لتمديد بقائه. وقافلة “الصمود” قد تكون الورقة الجديدة في هذه اللعبة.

نتنياهو يحتاج لأزمة دولية ليبقى في الحكم، فبعد فشله في القضاء على حماس بعد مدة من الحرب، يتعرض لضغوط داخلية بسبب فشله في تحرير الأسرى الإسرائيليين. ويحتاج لـ حرب إعلامية جديدة ليظهر نفسه كـ”مدافع عن إسرائيل” ضد “تهديدات خارجية”. 

نتنياهو فشل في تحقيق “النصر” في غزة، وفشل في إجبار مصر على قبول التهجير. الآن، قد تكون القافلة ورقة جديدة يستخدمها لـتشويه مصر فإذا منعت القافلة، ستُتهم بمنع التضامن مع غزة.وإذا سمحت بها، قد تُستغل لخلق فوضى عند الحدود.

 إحياء سردية “الفوضى على الحدود”لتبرير مطالبة المجتمع الدولي بـ”حل إنساني” (أي التهجير). بالإضافة إلى إلهاء الرأي العام عن فشله العسكري في غزة، وتحويل التركيز إلى “التطرف” المزعوم للنشطاء. 

سيناريو الفوضى، إذا حاولت القافلة اقتحام الحدود، قد تتحول لمواجهات تُستخدم كذريعة لـتصعيد عسكري جديد ضد غزة، واتهام مصر بعدم السيطرة على حدودها، وتقديم نفسها كـ”ضحية” أمام العالم. 

نتنياهو يحتاج لأي ذريعة لإثبات أن الحدود المصرية-الغزوية “غير آمنة” ليبرر مطالبه بوجود قوات أجنبية هناك. وتحويل مصر من “وسيط” إلى “متهم” بمنع المساعدات (رغم أنها أكبر مانح لغزة). بالإضافة إلى إحياء مشروع التهجير عبر تصوير أي احتجاجات عند رفح على أنها “رغبة شعبية” في فتح الحدود! 

فرضية الهجوم أفضل دفاع، نتنياهو سيستفيد من أي تحرك تضامني مع غزة (مثل القافلة) لتجديد سردية “إسرائيل المحاصرة” و”العالم ضدنا”، خاصة بعد فشله في تحقيق “النصر المطلق” في غزة. هذا يخدمه في تأجيل الانتخابات بتصوير الأزمة كـ”حرب وجود” لا تُدار في ظل انقسام سياسي.

  توحيد اليمين الإسرائيلي عبر تحويل الانتباه عن فشله الأمني (مثل هجمات 7 أكتوبر) إلى “التحدي الدولي”.

تصعيد الدراما لو تم اعتراض القافلة أو منعها (خاصة إذا ضمت شخصيات عالمية)، سيتحول الحدث إلى فضيحة دولية تبرر له المطالبة بـ”شرعية الدفاع عن النفس”. تشويه سمعة النشطاء (كما حدث مع اتهام سفينة مادلين بـ”دعم الإرهاب”). بالإضافة إلى تشتيت الانتباه عن جرائم الحرب في غزة أو الأزمات الداخلية (مثل احتجاجات المعتقلين الإسرائيليين المطالبين بالإفراج عن أبنائهم في غزة).

الضغط على مصر، نتنياهو يريد إجبار مصر على فتح معبر رفح للتهجير، والقافلة قد تخلق ضغطاً شعبياً وعالمياً لتحقيق هذا الهدف. 

لماذا لا تذهب القافلة عبر الأردن أو لبنان؟ 

– اليمن ولبنان والعراق فتحوا جبهات حقيقية لدعم غزة، وتحملوا تبعات قرارهم، لكن قافلة “الصمود” تريد المرور عبر مصر فقط، رغم وجود معابر أخرى. لماذا؟ لأن الهدف ليس غزة، بل استفزاز مصر! 

لماذا مصر بالذات؟

– لأن مصر العقبة الوحيدة أمام تهجير الغزاويين. 

– لأن إسرائيل تريد تحويلها من “وسيط محايد” إلى “طرف متهم” بمنع المساعدات. 

– لأن اختراق الحدود المصرية-الغزوية هو الحلقة الأضعف في المخطط الإسرائيلي.

جاء رئيس فرنسا عند الحدود ولم يستطع إدخال مساعدات.
جاء الأمين العام للأمم المتحدة ولم يستطع إدخال المساعدات.
جاء رئيس محكمة العدل الدولية ولم يستطع إدخال المساعدات.
مظاهرتين شعبيتين للمصريين عند الحدود ولم يستطيعوا إدخال المساعدات ..
إسرائيل محتلة الجانب الفلسطيني من المعبر
ومئات شاحنات المساعدات متكدسة عند المعبر.
الجيش الإسرائيلي اعتقل نشطاء سفينة “مادلين” المحملة بالمساعدات، والذي يحمل معظمهم جنسيات أوروبية بعد رميهم بالفسفور الأبيض المحرم دولياً..
فماذا يتوقع منظمو القافلة؟!!

مصر قدمت 70% من مساعدات غزة، وهي التي ترفض التهجير بصلابة.. فلماذا يتم استهدافها دائماً؟ الأجوبة تكشف أن اللعبة أكبر من مجرد “تضامن”، وأن بعض “المتضامنين” قد يكونون أدوات في يد من يدمرون فلسطين أكثر مما ينقذونها!ض “المتضامنين” قد يكونون أدوات في يد من يدمرون فلسطين أكثر مما ينقذونها!

#اقفل_ياسيسي

#شعبك_ف_ضهرك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى