محمد الزغبي يكتب: العنف مش بس ضرب.. احذري من رجل مش متكافئ حتى لو شكله “فرصة”
ما زالت المآسي المتكررة التي نسمع عنها يومًا بعد يوم تفتح أعيننا على واقع خطير.. واقع العلاقات غير المتكافئة، والسكوت عن مؤشرات العنف، وغضّ الطرف عن الخلل بحجة “الستر” أو “بكرة يتغير”. فتاة جديدة تُظلم، أسرة تنكسر، ودموع تُسكب، والسبب في الغالب تجاهل مبكر لأجراس إنذار واضحة
العلاقات غير المتكافئة ليست فقط في المال أو العمر، بل في الوعي، في الاحترام، في الأخلاق، وفي النية الحقيقية من العلاقة. لما تكون البنت داخلة على ارتباط وهي أقل خبرة، أو مضغوطة من أهلها، أو شايفة إن الفرصة ممكن تضيع، سهل جدًا تقع فريسة لرجل متحكم، أو غامض، أو حتى مؤذٍ.
وهنا بييجي السؤال اللي لازم كل بنت تسأله لنفسها:
“أنا فعلًا مرتاحة ومطمنة؟ ولا بس بحاول أقنع نفسي؟”
والأهم:
“هو فعلاً يستاهل أبني عليه مستقبلي؟ ولا بس الناس حواليّ شايفين إنه ‘فرصة’؟”
ما تسمعيش الكلام اللي بيقولك:
“مبسوط ومستور، بكره ربنا يهديه.”
لأ.
ربنا ما قالش نسلم نفسنا لحد يهدد كرامتنا أو سلامتنا ونقعد ننتظر “الهداية” وكأنها شيء مضمون. اللي مش كويس دلوقتي، مش شرط يبقى كويس بعد الجواز. بل العكس، الجواز ممكن يكشف أسوأ ما فيه.
ما تسمعيش كمان كلام:
“دي فرصة، اتجوزي وبعدين شوفي.”
الزواج مش تجربة سريعة نرجع منها لما تعجبناش. الزواج حياة، ومسؤولية، واستقرار. ولو البداية مبنية على شك، أو خوف، أو ضغط، فالنهاية في الغالب هتكون وجع.
عشان كده، قبل ما ترتبطي، لازم تسألي كويس. إنتي وأهلك.
اسألوا عن تاريخه، طباعه، علاقاته القديمة، سلوكياته في الغضب، نظرته للمرأة، تعامله مع أهله ومع اللي حواليه.
ولو لقيتي إن في حاجات تخوف، اسحبي نفسك من بدري.
الانسحاب من علاقة مش أمان مش خسارة… الخسارة الحقيقية إنك تكمّلي وتضحي بنفسك.
إحنا محتاجين نعيد ترتيب أولوياتنا كمجتمع. نحتاج نحمي البنت مش بس من عنف الشارع، لكن من عنف البيت، عنف العلاقة، عنف الكلمات والضغوط.
لازم نفهم إن “الستر” مش يعني نسكت على العيوب، ولا “الفرصة” تعني نرمي نفسنا لمجهول.
البنت لازم تعرف قيمتها، وتعرف إن كلمة “بحبك” مش تكفي لو وراها غموض أو سلوك مريب. اسألي، افهمي، دافعي عن نفسك، واعملي حسابك إن الجواز قرار مصيري مش بيتاخد وأنتي مغمضة.
واحنا كمجتمع لازم نسمع ونصدق، وندعم مش نلوم.
لأن كل مرة بنت بتتأذي واحنا ساكتين، بنشارك في الجريمة.
وكل مرة بنت بتهرب من علاقة سامة، محتاجة نحييها مش نلومها.
حافظي على نفسك.. حياتك أثمن من إنك تراهني على “يمكن يتهدّى”.
