في أولى نتائج فضائح “سيجنال” إقالة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض

متابعة: رحمه حمدى
نقلاً عن «رويترز»، إجبار مستشار الأمن القومي الأمريكي، “مايك والتز”، على مغادرة منصبه، بالإضافة لنائبه “أليكس وونج”، بشكل متزامن، في خطوة قسرية تمثل أول تغيير يشهده الفريق الداخلي للرئيس دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي.
وجاءت الإقالة الإجبارية لوالتز (51 عاماً) – العضو الجمهوري السابق من فلوريدا – بعد موجة انتقادات حادة داخل الإدارة الأمريكية بسبب تورطه في فضيحة مارس، التي تضمنت تسريب محادثات سرية عبر تطبيق “سيجنال” بين كبار مساعدي ترامب في مجال الأمن القومي. وقال أربعة أشخاص مطلعون على الأمر إن “مايك والتز” قد أُجبر على ترك منصبه، في حين أفاد شخصان آخران بأن نائبه “أليكس وونغ”، الخبير في الشؤون الآسيوية والذي كان مسؤولًا في وزارة الخارجية الأمريكية ومركزًا على ملف كوريا الشمالية خلال الفترة الأولى من ولاية ترامب، سيغادر منصبه هو الآخر.
وفي حين لم يُكشف النقاب بعد عن خليفته، أشارت مصادر مطلعة إلى أن الإدارة اضطرت إلى التحرك سريعاً لتعويض الشاغر، حيث يُعتبر المبعوث الأمريكي الخاص “ستيفن ويتكوف”، الذي لعب أدواراً دبلوماسية حاسمة في ملفات روسيا وأوكرانيا والشرق الأوسط، من أبرز المرشحين للإحلال محل “والتز” في هذا المنصب الحساس. وأضاف المصدر أن نائب وزير الخارجية “كريستوفر لاندو” كان يُعتبر أيضًا خيارًا محتملًا لخلافة “والتز”، في حين لم يُبدِ مجلس الأمن القومي أي تعليق فوري على هذه التطورات.
يُذكر أن منصب مستشار الأمن القومي منصبٌ قوي، لكنه لا يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ، ويُعدّ مجلس الأمن القومي الهيئة الرئيسية التي يعتمد عليها الرؤساء في تنسيق الاستراتيجيات الأمنية، حيث يتخذ موظفوه قرارات حاسمة بشأن نهج الولايات المتحدة تجاه أكثر الصراعات العالمية تعقيدًا وتقلبًا.
وقد وُجهت انتقادات إلى “والتز” بسبب إضافته – عن طريق الخطأ – رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” إلى مجموعة محادثة خاصة تتناول تفاصيل حملة قصف أمريكية وشيكة في اليمن، وهو ما نشرت المجلة تقريرًا عنه لاحقًا. وفي اجتماع وزاري لاحق، حضرَه “والتز”، أعرب الرئيس ترامب عن تفضيله إجراء مثل هذه المناقشات في مكان آمن، في إشارة واضحة إلى استيائه من الحادثة، رغم أن البيت الأبيض أبدى ثقته في “والتز” في ذلك الوقت. كما حضر “والتز” اجتماع مجلس الوزراء الذي بثه التلفزيون يوم الأربعاء.
من جانبهم، رحّب الديمقراطيون – الذين غضبوا بشدة من فضيحة تطبيق “سيجنال” – بخبر استقالة “والتز”، حيث قال السيناتور الديمقراطي “آدم شيف”: “حان الوقت”. ولم تكن فضيحة “سيجنال” العلامة الوحيدة ضد “والتز”، وفقًا للمصادر، حيث أفاد شخص مطلع على الديناميكيات الداخلية لمجلس الوزراء بأن “والتز” كان متشددًا أكثر من اللازم بالنسبة لترامب، الذي يُعرف بحذره من الدخول في حروب، كما كان يُنظر إليه على أنه لا يُنسق السياسة الخارجية بشكل فعال بين الوكالات المختلفة، وهو أحد الأدوار الرئيسية لمستشار الأمن القومي.
وقال المصدر، الذي “طلب عدم الكشف عن هويته”: “النظام لا يعمل بشكل صحيح تحت قيادة والتز”.
من ناحية أخرى، أعرب دبلوماسي أجنبي في واشنطن، طلب بدوره عدم الكشف عن هويته، عن قلقه من أن إقالة “والتز” قد تكون مصدر قلق لشركاء الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا، الذين رأوا فيه داعمًا للتحالفات التقليدية مثل حلف الناتو، كما أنه خفف من حدة المواقف العدائية تجاههم من قِبَل بعض مساعدي ترامب الآخرين.