بجزيئات الذهب.. تحول جذري في علاج أمراض شبكية العين

متاعبة: رحمه حمدى
تعاني فئات عريضة من سكان العالم من أمراض شبكية العين، لاسيما حالات التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي، والتي تُعد من الأسباب الرئيسية لفقدان البصر.
في تطور علمي واعد، توصل فريق بحثي من “جامعة براون” إلى أن حقن جزيئات ذهب متناهية الصغر -أصغر بمقدار آلاف المرات من قطر الشعرة البشرية- في شبكية العين قد يُشكل حلاً ثورياً لعلاج هذه الاضطرابات البصرية.
ونُشرت هذه النتائج في دورية “إيه سي إس نانو” العلمية، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة، حيث أثبت الباحثون قدرة هذه الجسيمات الذهبية الدقيقة على تحفيز الجهاز البصري واستعادة الوظيفة البصرية لدى فئران التجارب المصابة بأمراض شبكية العين.
وأوضحت “جياروي ني”، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن “هذا النظام الاصطناعي الجديد يُقدم حلاً غير جراحي لاستعادة البصر، دون الحاجة لعمليات معقدة أو تدخلات جينية”. وأضافت: “نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث طفرة في مجال علاج أمراض الشبكية التنكسية”.
يعتمد هذا الابتكار على حقن محلول يحتوي على الجسيمات النانوية الذهبية مباشرة في العين، حيث تعمل كمستقبلات ضوئية بديلة. عند تعريضها لأشعة ليزر تحت الحمراء، تولد هذه الجسيمات كميات ضئيلة من الحرارة تنشط الخلايا العصبية البصرية السليمة، متجاوزة بذلك الخلايا التالفة.
وأظهرت التجارب المخبرية قدرة هذه التقنية على استثارة الخلايا ثنائية القطب والعقدية في شبكية الفئران المصابة، مع عدم ظهور أي آثار جانبية سلبية ملحوظة. كما سجل الباحثون نشاطاً متجدداً في القشرة البصرية الدماغية، مما يشير إلى استعادة جزئية للرؤية.
يتصور العلماء تطبيق هذه التقنية على البشر من خلال نظام متكامل يشمل:
1. نظارات مزودة بكاميرات رقمية
2. معالج إلكتروني لتحويل الصور إلى أنماط ضوئية
3. مصدر ليزر صغير لإثارة الجسيمات النانوية
ويتميز هذا الحل عن الأجهزة القائمة على الزرعات الجراحية بتغطيته لكامل مجال الرؤية، وعدم تداخله مع ما تبقى من قدرة بصرية للمريض.
رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث قبل التطبيق السريري، إلا أن النتائج الأولية تبعث على التفاؤل. كما أكدت ني أن “الجسيمات النانوية تبقى مستقرة في العين لعدة أشهر دون آثار سمية، مما يعزز آفاق تطبيقها العلاجي في المستقبل”.