رئيس المخابرات الأمريكية يزور كييف.. وموسكو تستعد لهجمة اوكرانية
كتبت: نهال مجدي
سافر رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه)، وليام بيرنز، سرًا للعاصمة الأوكرانية كييف ليلتقي بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في وقت ما من الأسبوع الماضي. بحسب صحيفة “واشنطن بوست”،
جاء هذا بعدما أعلن زيلينسكي، أنه يتوقع “قرارات قوية” بشأن إمداد بلاده بمزيد من الأسلحة الغربية خلال اجتماع هام للحلفاء في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا.
وأضاف تقرير الصحيفة أن بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية الروسية المقبلة. فيما أعلن زيلينسكي “أن بلاده تتوقع حزمة دعم عسكري قوية من الولايات المتحدة”.
وفى الوقت نفسه تتزايد الضغوط على المانيا للموافقة على تزويد كييف بدبابات “ليوبارد 2” التي يسعى المسؤولون في كييف بشدة للحصول عليها لشن هجمات ضد القوات الروسية.
وأشارت بولندا وفنلندا إلى أنهما على استعداد لإرسال هذه الدبابات الألمانية الصنع إلى أوكرانيا، لكنهما بحاجة إلى موافقة برلين على هذه الخطوة.
وجدير بالذكر أن الدول الداعمة لكييف عسكريًّا عقدت اجتماعًا في ألمانيا توقع زيلينسكي أن تصدر عنه “قرارات قويّة” مثل إرسال مركبات مدرّعة ثقيلة لمساعدة بلاده في المعارك الحاسمة المقبلة مع روسيا.
وقبل ساعات قليلة من هذا الاجتماع الذي يُعقد في قاعدة رامشتاين الأميركيّة، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك عن شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفي المقابل، حذر المسؤولين الروس قبل الاجتماع، في محاولة لثني دول الناتو عن توفير أسلحة أكثر تقدما من خلال التأكيد على أنها قد تؤدي إلى نشوب صراع نووي.
وكتب الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الذي أصبح من الصقور البارزين كنائب لرئيس مجلس الأمن الروسي، إن “هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية يمكن أن تثير بداية حرب نووية”.
كما أعلنت الولايات المتحدة الخميس عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,5 مليار دولار تشمل خصوصًا مئات المركبات المدرّعة من أنواع مختلفة لكنّها لا تضمّ دبّابات ثقيلة من طراز أبرامز.
وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي ستُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهّد بها في 6 ناير الجاري، فضلا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر “ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين” حسبما قال البنتاغون في بيان.
كذلك، سيسلّم الجيش الأميركي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998.
وبهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكريّة الأميركيّة لأوكرانيا إلى 26,7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي لآوكرانيا.
غير أنّ هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أيّ دبّابات ثقيلة مثل دبّابة أبرامز التي لم تعلن الولايات المتحدة حتّى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبرّرةً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب.
وخلافا للموقف الأوروبي، أوقفت هنغاريا الدفعة السابعة للمساعدات من الاتحاد الأوروبي المخصصة لتسليح أوكرانيا، ما أثار حفيظة الدبلوماسيين الأوروبيين.
وبحسب تقارير إعلامية، تعتزم دول الاتحاد الأوروبي الضغط على هنغاريا، يوم الاثنين المقبل خلال اجتماع لوزراء الخارجية.
وأثار عدم رغبة هنغاريا في الموافقة على هذه الشريحة من المساعدات العسكرية غضب الدبلوماسيين الأوروبيين، ويجري النظر في خطة للموافقة عليها دون مشاركة بودابست.
وفي وقت سابق وافقت دول الاتحاد الأوروبي على استخدام أموال “صندوق السلام” الأوروبي الخارج عن الميزانية لدفع جزء من توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
رئوتقدر قيمة الصندوق الآن بـ 5.6 مليار يورو، وزاد هذا العام بمقدار ملياري يورو آخرين، ومن المتوقع أن يرتفع في المستقبل إلى ما يقرب من 11 مليار يورو.
وعلى الجانب الأخر صورة نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، صوراً تظهر أنظمة دفاع جوي من طراز Pantsir-S1 تم نصبها فوق مباني العاصمة الروسية موسكو من بينها مقر وزارة الدفاع الروسية، ومبنى آخر من ثمانية طوابق تستخدمه الوزارة على طول نهر موسكفا.
كما أظهر مقطع فيديو آخر تداولته وسائل التواصل الإجتماعي أنظمة Pantsir وهي تُرفع على سطح مبنى تعليمي في منطقة تاجانكا بموسكو ، على بعد 2 كلم جنوب شرق الكرملين.
كما نشرت بطاريات صواريخ أرض-جو من طراز S-400 في منطقة منتزه لوسيني أوستروف الوطني بالقرب من المناطق السكنية في موسكو.
استعداداتٌ -بررتها تقارير إعلامية- بمخاوف روسية من ضربات أوكرانية بطائرات بدون طيار على الكرملين، أو لأي هجوم محتمل وإن كان من غير المحتمل استهداف العاصمة.
وبالرغم من عدم وجود رد رسمي روسى على تلك التقارير الإعلامية، قال ألكسندر كوتس، الصحفي الروسي البارز الذي يدعم الحرب الروسية في أوكرانيا “هذا يعني أن القيادة تفهم تماما جميع المخاطر وتدرك أن الضربات ضد موسكو والمناطق هي مجرد مسألة وقت، ولذلك من الجيد البدء في التخطيط مسبقا بدلا من التخطيط بعد الضربات الأولى.