كتب- محمد عبد السميع:
تدقيق: إسلام عوض
انتشرت خلال اليومين الماضيين موضوعات صحفية تتحدث عن استقدام مصر لعناصر مخابرات فرنسية لمساعدتها في حماية حدودها الغربية مع ليبيا، وتعمقت هذه الموضوعات بإضافات واجتهادات شخصية لبعض من يحسبون أنفسهم أصحاب معلومات، وقالوا إن فرنسا لديها قاعدة عسكرية بمطروح المصرية تنطلق منها عمليات استخباراتية فرنسية على الأراضي المصرية تحت اسم العملية “سيرلي”.
وفي استكمال لتأليف الإضافات زعم هؤلاء الأشخاص أن فرنسا تقوم بعمليات تصفية لمواطنين مصريين في الصحراء الغربية بحجة مساعدة مصر في مكافحة الإرهاب.
وفقًا للخرافات المنشورة قامت “بوابة الجمهورية الثانية” باستقصاء وتدقيق الموضوع فكانت النتيجة بسيطة للغاية.
مصر تؤمن حدودها مع ليبيا
مصر في عام 2016 كانت كعادتها تؤمن حدودها الغربية من داخل الأراضي المصرية، وبسبب انفلات الأوضاع في ليبيا وعدم وجود جيش في الناحية المقابلة للجيش المصري من داخل ليبيا، كانت فرنسا تسير عمليات مسح جوي من داخل الشريط الحدودي الليبي لمتابعة عمليات التهريب والتحركات الإرهابية التي تؤذي بالتبعية فرنسا وأوروبا كما تؤذي مصر.
ولما كان من إمكانات رادار طائرة المسح الفرنسية كشف 150 كيلومترًا داخل الصحراء الغربية المصرية في أثناء قيامها بالمسح الجوي من داخل الحدود الليبية الملاصقة لمصر، قامت مصر بإلحاق ضابط استخبارات عسكرية مصري على قوة الطائرة الفرنسية لكي تسمح مصر للطائرة الفرنسية بالتحرك داخل الحدود الليبية المحاذية للصحراء الغربية المصرية والكاشفة لجزء من صحرائها الغربية.
نتيجة التعاون بين مصر وفرنسا
البيانات والمعلومات التي كانت تحللها الطائرة الفرنسية كان يستقبلها في نفس الوقت الضابط المصري وينقلها للمخابرات الحربية المصرية.
هذه البيانات كانت تقارنها المخابرات الحربية المصرية بما رصدته هي أيضًا في الصحراء الغربية عن طريق مسحها الجوي هي الأخرى.
النتيجة أنه لا وجود لأي قواعد أجنبية فرنسية أو غيرها على الأراضي المصرية، ولا وجود لعناصر استخبارات فرنسية ولا غيرها، والموضوع كله تم بناؤه على موضوع عادي بسيط يحدث بين جميع الدول في تأمين الحدود، ولكن كالعادة التقط الخيط أناس لا يملكون المعلومات ولا يمتلكون غير تأليفها وتسويقها بما يخدم توجههم المشبوه.
