fbpx
تقاريرسلايدر

الاستشاري التربوي د.محمد الحناوي: الأبحاث العلمية توفر سنويًّا علاجًا جديدًا لـ “مُلهمي الأمل”.. ودمجهم في المجتمع يبدأ من الأسرة

حوار: أمل البني
تدقيق: ياسر بهيج

 

أكد استشاري التربية الخاصة والدمج التعليمي للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد الدكتور محمد الحناوي” أن للأسرة دورًا مهمًّا في دمج “ملهمي الأمل” بالمجتمع؛ من خلال التفاعل الجيد والإيجابي معهم، والاهتمام بصحتهم، وتعليمهم واكتشاف مواهبهم، إضافة لجهود الدولة في دمجهم بالمؤسسات التعليمية، والصحية، والرياضية، والسياسية، ما يجعلهم يشعرون بالمساواة، وعدم التمييز، أو التفريق، فيكونوا أكثر إبداعًا، وتميزًا، فيلتفت المجتمع كله إليهم، ويحظون باهتمامه، وتقديره.

وفي حواره مع “بوابة الجمهورية الثانية”، أوضح أهمية دور الأسرة في دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع، إلى جانب توضيحه البرامج التي تقدمها الدولة لذوي الإعاقة، وحثه على الضرورة بتوفير برامج تشغيل وتوظيف قوية لهم.. وفي السطور التالية تفاصيل الحوار؛

دكتور/ محمد الحناوي
دكتور/ محمد الحناوي

• مَنْ ملهمو الأمل ؟ وكم يبلغ عددهم؟
⁃ ملهم الأمل هو كل شخص لديه قصور، أو خلل كلي، أو جزئي، سواء كان بدنيًّا، أو ذهنيًّا، أو عقليًّا، أو حسيًّا؛ يمنعه من المشاركة بصورة كاملة، وفعالة مع المجتمع، أما عن عددهم فالنسبة العالمية لهم؛ هي 15٪ من تعداد السكان، ولكن لم يوجد في مصر إحصاء حكومي رسمي بأعداد “ملهمي الأمل”، وهو ما يجعلنا نناشد المجلس القومى لحقوق الإنسان عمل “تعداد سكاني”، وتوصيف ديموجرافي لملهمي الأمل، ما يكون له أثر، ودور فعال في التخطيط لمجالات شتى كالتعليم، والصحة.

 

• كيف يتم التعامل مع “ملهمي الأمل” بشكل أمثل؟
⁃ يتعامل “ملهمو الأمل ” بشكل طبيعي كأي شخص، وينقسمون لشقين : الأول يحتاج إلى مساعدة في أمر ما، فيتم عرض عليه المساعدة كأصحاب الإعاقة الذهنية لأنه يكون إدراكه للمتغيرات التي تحيطه أقل من الآخرين وهذا يستند لدرجة إعاقته الذهنية، والثاني يكون مستقلًا بنفسه؛ كالأشخاص ذوي إعاقة كف البصر والإعاقة السمعية، كما أن التعامل مع” ملهمي الأمل ” بشفقة يسبب لهم إهانة، إذا ارتفعت لديه القدرة الذهنية، أما أصحاب الإعاقة السمعية فيكون التعامل معهم في مستوى بصرهم؛ عن طريق استخدام تعبيرات الوجه البسيطة؛ كحركة الشفاه، أو عن طريق لغة الإشارة، أو عن طريق صورة.

 

• كيف يدعم القانون حقوق ملهمي الأمل ؟
⁃ يهدف قانون حقوق الأشخاص “ملهمي الأمل” إلى حماية حقوقهم، وضمان كفالة تمتعهم بجميع حقوق الإنسان، والحريات الأساسية على قدم المساواة مع الآخرين، إضافة لتعزيز كرامتهم، ودمجهم في المجتمع وتأمين حياة كريمة لهم.

 

• هل يمتاز “ملهمو الأمل” بقدرات فائقة تجعلهم بارعين ومميزين عن غيرهم؟
⁃ ليس كل معاقٍ ذا موهبة، أو قدرة فائقة، فمنهم الموهوب فنيًّا، ورياضيًّا، وأدبيًّا، ومنهم غير الموهوب نهائيًّا، ولكن نحاول إظهار النماذج الإيجابية؛ لنلفت الأنظار لقضية الإعاقة، فيظهر إعلاميًّا أصحاب الإعاقات الذهنية البسيطة “متلازمة داون”، وأصحاب الإعاقات الحركية والحسية.

 

• ما أثر مؤتمر “قادرون باختلاف” على ملف ملهمي الأمل؟
⁃ يؤكد المؤتمر توجه الدولة الإيجابي نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وما يؤكد ذلك تسمية الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2018 بعام الإعاقة؛ ومنذ ذلك الوقت، التفتت الدولة بإيجابية نحو الإعاقة، وظهر ذلك من خلال التشريعات، والقوانين، إضافة لوجودهم داخل مجلس النواب، وإصدار” كارنيه الإعاقة”، الذي يضمن حفظ حقوقهم؛ لأنه يؤكد وجود معاش لهم، إضافة لتوفير حصة لهم من الشقق السكنية التابعة لوزارة الإسكان، وتعديل قوانين المرور لبعض الإعاقات، كالإعاقات الذهنية؛ فأصبح يحق له اقتناء سيارة باسم ولي أمره لخدمته، على عكس الوقت السابق للعام 2018.

• ما رأيك في استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي ملهمي الأمل في مؤتمر “قادرون باختلاف” وتحقيقه امنياتهم، واحتفاله بهم؟
⁃ باعتباري أحد الحاضرين مؤتمرات “قادرون باختلاف” السابقة؛ فأرى أن الرئيس السيسي إنسان بروح أب حقيقي، لديه صدق مشاعر، وحب غير مزيف موصول لملهمي الأمل، ما يجعلهم يشعرون به، وهؤلاء لديهم شفافية، وتميز، يمكنهم من التمييز بين صدق، وزيف المشاعر؛ فهو مؤمن بتلك القضية بشكل كبير، بعد إهمالها، وغياب قانون ينظم حقوقهم لأكثر من 43 عامًا.

• ما الهدف من إنشاء صندوق “قادرون باختلاف”؟
⁃ المثار أنه يتم من خلاله جمع تبرعات تُصرف في مجال تمكين الأشخاص ملهمي الأمل.

 

• كيف يتم نشر الوعي في المجتمع للإهتمام بملهمي الأمل والتعامل معهم بإعتبارهم ثروة؟

⁃ يتم نشر الوعي من خلال عدة محاور أهمها؛ نشر رسائل إعلامية مباشرة بأهمية تعليم ملهمي الأمل، وإلقاء الضوء على المكتسبات العلاجية الجديدة التي تخدمهم؛ إذ أن الأبحاث العلمية سنويًّا توفر لهم علاجًا جديدًا لملهمي الأمل؛ في إعاقات من (10-15) سنة لم يكن لها علاج، والآن صار لها علاج؛ ما يبث التفاؤل في قلوب أسر ملهمي الأمل، والتعامل مع ذويهم بإيجابية، وإبراز إنجازاتهم من خلال الإحتفالات، والاهتمام بالبحوث النوعية في علوم الإعاقة؛ إذ أنه لا يوجد سوى جامعتين فقط المعنيتين بذلك الشأن في مصر.

• ما النصائح اللازمة لأسر “ملهمي الأمل ” للتعامل معهم وتحفيزهم؟
⁃ على الأسرة الاهتمام ببرامج “التدخل المبكر” المناسبة (الصحية، والتعليمية)، إلى جانب الاهتمام برحلة تعليم الطفل، والوعي بقرارات الدمج التعليمي الخاصة بالأشخاص “ملهمي الأمل “، ومتابعتها بشكل دائم، إذ ييسر الدمج العملية التعليمية لمختلف الإعاقات، فيوفر التعليم لديهم استقلالية، وقدرة على التوظيف في المستقبل؛ فلابد من الاهتمام بالرعاية الصحية أولًا، ثم التعليم.

• ما أساليب التعلم الخاصة بهم، وهل تتوافر في مدارسنا بقدر كافٍ؟
⁃ أساليب التعلم تختلف بحسب كل إعاقة، سواء حركية، أو ذهنية، أو حسية، أو اضطرابات نفسية، أما من ناحية توافر تلك الأساليب بمدارسنا بشكل كافٍ؛ فعلى الرغم من توافر الدمج التعليمي، فإنّه لايوجد بالقدر الذي يضمن خدمة مميزة لملهمي الأمل؛ فيجب أن يتم توفير عدد من الوسائل، والخدمات التي تضمن تعليمًا أفضل لهم، فضلًا عن توافر وسائل تعليم بديلة غير الكتاب المدرسي؛ كالوسائط التكنولوجية التي تخدم كل الإعاقات، وتسهل العملية التعليمية عليهم، وتوفير غرف مصادر بقدر أكبر في المدارس الدامجة لتخدمهم بشكل أكبر، كما يجب أن تولي الدولة اهتمامها بتوفير أساليب تعلم) تناسب الإعاقات المختلفة، من خلال المنصات التعليمية، التابعة لوزارة التربية والتعليم، مع تدريب الكوادر التدريسية (المعلمين – والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين)؛ للتعامل بطريقة صحيحة مع ذوي الإعاقة، وأخيرًا تأهيل أولياء الأمور بكيفية تعليم أولادهم.

 

• كيف يتم دمج الأطفال ملهمي الأمل في شتى مجالات الحياة؟
⁃ يبدأ الدمج أولًا من خلال الأسرة؛ فلابد أن تكون فعالة معه بقدر كافٍ؛ ما يضمن دمجه في المجتمع أكمل، إذ تسعى الدولة جاهدة لتوفير بيئة مناسبة؛ تساعد على دمجهم، من خلال توفير فرق رياضية لهم، ووجود مدارس، وجمعيات متخصصة، إضافة إلى الدمج التعليمي، وتوافر مؤسسات مجتمع مدني تخدمهم، وتلبي إحتياجاتهم، ولكن ما نحتاج لأن نولي جهدنا، واهتمامنا به، فهو دمجهم في مجالات العمل، والتوظيف، فلا نكتفي فقط بنسبة الـ 5٪ ، ولكن يجب أن نوفر لهم فرص عمل حقيقية؛ “طول ما إحنا بنشوفهم معانا منتجين وفاعلين هنعرف قيمتهم كويس”.

 

• ما البرامج التي تقدمها الدولة لخدمة ملهمي الأمل ؟
⁃ توجد برامج صحية قوية موجه لملهمي الأمل، إضافة للتأمين الصحي الذي يوفر الأدوية الخاصة بهم، مثل ؛ “رعاية”، و”تكافل وكرامة”، إذ تقوم الدولة بتقديم رعاية مادية، واجتماعية لهم، ولأسرهم، مع تطوير برامج التعليم؛ وأبرزها الدمج التعليمي، سواء في التعليم الجامعي، أو قبل الجامعي، فضلًا عن مشاركتهم في الحياة السياسية كمجلس النواب، وتوجد شقق خاصة بهم في الإسكان.

 

• ما جهود الدولة لدمجهم في سوق العمل؟
⁃ على الرغم من وجود قانون الـ 5٪ ، وتطويره بما يضمن أنه لابد في وسط كل 20 موظفًا بداخل المؤسسة، أن يوجد شخص واحد من ملهمي الأمل، إلا أنه مازال لاتوجد برامج قوية في الدولة تضمن تشغيلهم، أو توظيفهم بشكل مباشر ، ويجب أن نعمل على تلك الثغرة؛ للقضاء عليها، وتمكينهم من العمل بشكل واقعي.

• هل يُسهم تدريس مادة “احترام الآخر” في القضاء على التنمر بملهمي الأمل ؟
⁃ هذه المادة لم تدرس فقط من أجل “ملهمي الأمل”؛ فهي مهمة لتحقيق رقي أخلاقي أفضل، لتسهيل القضاء على التنمر بشكل عام.

 

• كيف تعكس الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان دعم الدولة لحقوق ملهمي الأمل ؟
⁃ تتسق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان مع جهود الدولة لتوفير خدمات مناسبة لـ “ملهمي الأمل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى