fbpx
سلايدرمعرفة

حكاية إسرائيل وأفغانستان وطالبان

كتبت: نيفين ابوحمده

كيف هدد الانسحاب الأمريكى من كابول الأمن القومى الإسرائيلي

غادر أفغانستان يوم الثلاثاء 7/9/2021 “زفولون سيمان توف”، آخر يهودي أفغاني تاجر السجاد والمجوهرات، وصاحب مطعم الكباب، الذى خدم مرتين في الجيش الأفغاني، ليكتب بذلك السطر الأخير لمئات السنين من الوجود اليهودي الرسمي في أفغانستان وتغلق الكُنس اليهودية بها للأبد.

برغم عدائه لهم؛ صرح “سيمان توف” بأن “كابول” كانت أكثر أمانًا بالنسبة له خلال حكم “طالبان”، وبرغم أن لديه أقارب فى “نيويورك” وتُزين منزله صورًا له مع  كبار المسؤولين الأمريكيين؛ خلال زياراتهم لكابول، إلا أنه ينتقد بشدة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التى تصنع الفوضى أينما اتجهت،  في الصومال، والعراق وأفغانستان، ويصفها بالازدواجية وقال: “هذا نفاق ، وصرح بأنه ينتوي الهجرة  فقط لأنه فقد الأمل في العيش بسلام.

زفولون سيمان توف
زفولون سيمان توف

تعيش زوجة “سيمان توف” وابنتاه في إسرائيل، وعندما سُئل عن نيته الذهاب إلى إسرائيل، قال: “أذهب إلى إسرائيل ؟!!  ليس لديٓ عمل هناك فلماذا على أن أذهب، ورحل “سيمان توف”  إلى الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة منظمة “GDC ” المتخصصة في الاستشارات الدبلوماسية، والأنشطة الإنسانية برئاسة “موتى كاهانا” رجل الأعمال والناشط الحقوقى اليهودي الإسرائيلي، الذى أقنعه بالخطر الذى تمثله “طالبان” على حياته، لكن “زفولون” طلب المغادرة برفقة بعض جيرانه وآخرين بينهم نساء، وحوالي 30 طفلًا، على الرغم من إصراره على البقاء لسنوات طويلة مضت بحجة رعاية الكنس اليهودية هناك، فى كابول، وهراة” غرب أفغانستان، وهو مهجور يحتاج لترميم رغم احتفاظه بمعالمه الأصلية.

تاريخ الوجود اليهودي فى أفغانستان
تاريخ الوجود اليهودي فى أفغانستان

تاريخ الوجود اليهودي فى أفغانستان

لأكثر من ألف عام مضت، منذ العصور الوسطى تواجد اليهود فى أفغانستان  عندما استقر التجار اليهود على طول طريق الحرير لجلب البضائع من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط وأوروبا، عدهم “موسى بن عزرا” الشاعر، والفيلسوف اليهودي حوالى 40 ألف يهودي يدفعون الخراج سنويًا منذ عام 1080، وعدٓهم ” بنيامين التطيلي” الرحالة والحاخام اليهودي حوالى  80 ألف يهودي فى القرن الثاني عشر.

تحولت التجمعات اليهودية بعد ذلك تدريجيًا إلى مجموعات منعزلة مغلقة (  الجيتو المغلق أحد أهم سمات التجمعات اليهودية فى العالم على مر التاريخ) ، ما أدى إلى نقصانهم تدريجيًا، ثم بدأ التواجد اليهودي فى الازدياد مرةً أخرى في عام 1839، نتيجة نزوح اللاجئين من إيران، وقُدر عددهم بحوالى 40 ألف يهودي.

حتى عام 1948 ، عاش فى أفغانستان ما يزيد عن 5 آلاف يهودي  حتى سُمح لهم بالهجرة عام 1951  دون أن تسقط عنهم الجنسية الأفغانية، وهو ما انفردت به  أفغانستان عن سواها من الدول الإسلامية الأخرى، فغادر معظمهم إلى إسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية بحثًا عن مستوى معيشي أفضل، وليس بسبب الاضطهاد الديني، ظل فى أفغانستان حوالى 300 يهودي حتى الغزو السوفيتي في عام 1979، عندما غادرها  معظمهم، وبقى بها حوالى 10 يهود أفغان، عاش معظمهم فى  “كابول”.

ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن إسرائيل اشترت عام 2013  وثائق قديمة خاصة بالوجود اليهودي في أفغانستان منذ ألف عام، وقد حصلت “المكتبة الوطنية الإسرائيلية” فى القدس على 29 وثيقة من أفغانستان تفيد بأن اليهود عاشوا في المنطقة منذ حوالى 1000 عام، تُعد شهادة على التاريخ الثقافي لمجتمع يهودي خاص في تلك  المنطقة،  التى ضمت فى القرن الحادى عشر مراكزًا  سياسية،وثقافية واقتصادية غاية في الأهمية.

تشمل الوثائق أجزاءً من تعليقات، ورسائل دينية باللغة العبرية، والعربية اليهودية، واليهودية الفارسية، والعربية الإسلامية، تم العثور عليها في كهف في شرق أفغانستان بالقرب من الحدود الإيرانية، وأوزبكستان، وهي منطقة كانت تُعد حينها معقلًا “لطالبان”، كما تُعد هذه الوثائق جزء من مجموعة أكبر.

حتى نهاية عام 2004 لم يتبقَ من اليهود الأفغان سوى شخصين فقط هما “زفولون سيمان توف” و”إسحاق ليفى” ، وكانا دائمي النزاع؛ حيث يدعي كل منهما مسؤوليته عن الكنيس الخرب الموجود في كابول، ويدعي ملكيته لنسخ التوراة الموجودة فيه، ويتهم أحدهما  الآخر بالسرقة والاحتيال لدى السلطات حتى حُكم عليهما بالسجن لفترة في سجون “طالبان” وصادرت الحركة منهما نسخ التوراة، عاش “ليفى” بعد إطلاق سراحهما على الصدقات حتى قال عنه أحد معارف “سيمان توف” يكفى ” ليفى” ليطير فرحًا أن تحضر له  زجاجة ويسكي،  بينما كان “زفولون” يدير تجارة السجاد والحُلي فى متجره الخاص حتى عام 2001، ثم افتتح مطعم “بلخ القديمة” (اسم إقليم في شمال أفغانستان)  يقدم فيه الكباب، وبدا حريصًا على عدم إظهار هويته الحقيقية، وخلع القلنسوة اليهودية(الكيبا)، وكان يرتديها سابقًا باستمرار؛ من أجل الحفاظ على مطعمه، خاصةً لأن كل من يعدون الطعام به مسلمون.

 توفي “ليفي” عام 2005 ، وبقى “سيمان توف”  اليهودي الأخير الذى لا يتحدث العبرية فى أفغانستان، وحاول استرداد التوراة التي تمت مصادرتها، وادعى  أن الشخص الذي استولى عليها معتقل في جوانتانامو.

صور المؤلف المسرحى “يوشي جرنفيلد” النزاع بينهما في مسرحية بعنوان ” اليهوديان الأخيران في كابول” ، قدمت على مسارح مدينة نيويورك  في عام 200 استوحى أحداثها من تقارير صحفية عنهما عقب دخول الولايات المتحدة الأمريكية والإطاحة بنظام طالبان.

اليهود الأفغان في العالم 

بينما يعيش أكثر من 10 آلاف من اليهود الأفغان فى إسرائيل ، يعيش أكبر عدد منهم في مدينة نيويورك، تعيش حوالى200 عائلة بين أحياء فلشنج وفورست هيلز وجاميكا ، ولا يتكلم الكثيرون منهم اللغة العبرية أو البشتوية أو اللغة الدَرية ( فارسية محكية في أفغانستان).

“أنشي شالوم” هو  الكنيس الأفغانى الوحيد في الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك تجمع صغير من اليهود الأفغان جنوب كاليفورنيا. كما يوجد تجمع  صغير منهم فى لندن عددهم حوالى100 يزيد او ينقص قليلًا  ينتمي معظمهم إلى أصول إيرانية وأفغانية.

إسرائيل فى أفغانستان من خلف الكواليس

كانت إسرائيل حاضرة  فى أفغانستان رغم أنها لم تظهر (على الأرض)، ولم تدخلها مع القوات الأجنبية، إلا أنها هناك بشكل آخر كشفته التقارير الإسرائيلية، ومقالات الرأي عن دورها  فى حرب استمرت أكثر من عشرين عامًا ( من خلف الكواليس).

صدَرت إسرائيل عام 2010 بشكل مكثف أسلحة متنوعة لأمريكا وألمانيا، وطائرات مسيّرة من طراز ” Her one”  التي تُصنّع في شركات الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، مشيرةً إلى أنّ إحدى الصفقات التي شملت أنواعًا مختلفة من السلاح الإسرائيلي بلغت قيمتها نحو 160 مليون دولار. وهو ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عام 2010  فى مقال بعنوان “جسر إسرائيلى إلى أفغانستان” ، ذكرت فيه أن المُسيّرات الإسرائيلية كانت تحلّق في سماء أفغانستان- يوميًا- تطارد عناصر”طالبان” ، كما كشفت أن سعي إسرائيل لتصدير الأسلحة بحرًا وبرًا للدول المشاركة في حرب أفغانستان تزامن مع بداية غزوها، وأن صفقة الطائرات بدون طيار إلى كل من أمريكا وألمانيا وحدها أدخلت إلى خزانة إسرائيل ما قيمته 600 مليون دولار.

تساءلت صحيفة هآرتس  عام 2020 عما إذا كانت قنابل ألمانيا ستقصف أفغانستان بطائرات إسرائيلية في مقالها الذى يحمل نفس العنوان  ، واصفةً الحضور القوي للجيش الألماني، والوجود الأمريكي والغربى بصفة عامة، مشيرةً إلى أنهم يستخدمون منظومات قتالية، وكيف أسهمت في قتل حوالى 100 ألف أفغانى خلال حرب استمرت نحو 20 عامًا، وكيف ألحقت  المسيّرات الإسرائيلية الهجومية ضررًا كبيرًا بأفغانستان، وضاعفت من إصابات المدنيين، وكيف لم تكتفِ ألمانيا بهذا، بل إنها أوفدت طيارين متخصصين للتدريب في إسرائيل على آليات تشغيل مسيّرة (RPA).

كشفت صحف عبرية أخرى عبر سنوات طويلة عن المضمون نفسه مؤكدةً على أن شركات الصناعة الإسرائيلية كتمت الأمر سنوات طويلة، وأن أكثر الدول استخدامًا للأسلحة الإسرائيلية هى: بريطانيا، وألمانيا وكندا، وأستراليا، وخاصةً المُسيّرات إسرائيلية الصنع لجمع المعلومات الاستخباراتية من طراز (RPA) ، الصواريخ الإسرائيلية من طراز (SPIKE) وكذلك المركبة التكتيكية العسكرية (MRAP) المقاومة للألغام، والكمائن، وعدت صحيفة “جيروزاليم بوست” على سبيل المثال أن إسرائيل المصدر الرئيس للمسيّرات المستخدمة في تتبع عناصر طالبان، كما باعتها لدول كثيرة منها أستراليا، وكندا وتشيلي وكولومبيا، وفرنسا، وألمانيا،والهند، والمكسيك، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، واستخدمت بريطانيا وكندا خلال الحرب في أفغانستان صاروخ (Spike NLOS Non Line Of Sigh) الذي تُصنعه شركة الصناعات الدفاعية الإسرائيلية “رافال”.

وتضيف “جيروزاليم بوست” أن هناك تقارير تفيد بإرسال إسرائيل فرقًا لجمع المعلومات الاستخباراتية من أفغانستان حول النشاط الإيراني بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية، من قاعدة جوية في ” شيندند” الواقع  فى إقيلم “هرات” غربي البلاد على بعد نحو 75 كيلومترًا من الحدود مع إيران.

إسرائيل وطالبان

غازلت إسرائيل حركة “طالبان” بحديث عن علاقات دينية روحية تاريخية، ربما اعتقدت أنه قد يكون سبيلًا لعلاقات معها، وروجت بين فترة وأخرى منذ عام 2005 حتى  2014 مرورًا  بعامي 2016، 2018، وحتى هذه الأيام،  لأبحاث تجرى بشأن قبائل إسرائيل مفقودة، وهل تعيش في أفغانستان؟  وحاولت إقامة الدليل على أن قبائل “البشتون” التي تعيش فى أفغانستان، وباكستان من نسل قبائل مملكة إسرائيل الذين طُردوا من فلسطين منذ 2500 عام.

( قبل أكثر من 700 عام من تدمير الهيكل الثانى امتدت مملكة إسرائيل بين الجليل، ومرتفعات الجولان في الشمال إلى جبال القدس في الجنوب، واحتلتها مملكة آشور، وطردت أسباط (قبائل) زبولون ،ويساكر، آشِر ونفتالي،  دان، مناشي، أفرايم، رأوبين جاد وبعض اللاويين، وصارت القبائل العشر المفقودة  منذ ذلك  الحين واحدة من أكثر الألغاز في التاريخ، ولا زالت تثير اهتمام علماء الآثار، والمؤرخين، وعلماء الأنثروبولوجيا )، ربما نفرد لهذا الموضوع تقريرًا منفصلًا مفصلًا ..

الدليل غير قاطع

قال “نداف صوفى”، مؤسس جمعية “بني يسرائيل” ، الذى كان يبحث فى الصلة بين قبيلة “البشتون” القديمة التى تعيش في أفغانستان، وباكستان والهند: إن التشابه الكبير بين يهود إسرائيل، وبين قبائل البشتون هو أول ما يوحي بوجود صلة بيننا، فهم يشبهون اليهود  في المكونات الجسديًة ويختلفون عن المجموعات العرقية الأخرى فى البلدان التي يعيشون فيها”.

وهو مردود عليه ؛ إذ إن الاختبارات الجينية قد تمنحنا إجابة واضحة فقط إذا عدنا إلى الوراء عدة قرون، حوالى  2500 سنة، أما  الارتباط الجيني الحديث بين يهود العالم فهو أمر مشكوك فيه، نفاه التاريخ، والأبحاث الأثرية، لذلك لا يمكن التأكيد على وجود صلة محددة بين هاتين المجموعتين العرقيتين، وباقي  يهود العالم.

    منذ سنوات قالت الدكتورة “شالفا ويل”  عالم الأنثروبولوجيا في  الجامعة العبرية التى قدمت دراسة لقبائل البشتون التي تعيش في كشمير: أن البريطانيين الذين احتلوا أفغانستان في القرن التاسع عشر أطلقوا على البشتون اسم “يهود” بسبب التقارب المادي بينهم، بينما لا تقبل “الأنثروبولوجيا- اليوم- مثل هذه النتائج التي تعتمد على مظاهر شعبية قد تشترك فيها شعوب كثيرة، مثل: عادات الأكل، والزواج وغير ذلك.

ولم تنجح هذه المحاولات،ولم تلقِ لها بالًا، وربما لم تصل إلى حركة طالبان، وما تهتم به وسائل الإعلام في إسرائيل هو طمأنة الرأى العام الداخلي باستنتاج أنه رغم ما أشيع عن استيلاء “طالبان” على أسلحة متطورة للغاية من ضمنها طائرات من دون طيار مع مغادرة قوات التحالف الغربية أفغانستان، وسيطرة “طالبان” عليها، إلا أن القوات البريطانية، والكندية، والألمانية، قد أنهت وجودها في أفغانستان منذ سنوات، لذلك لايمكن أن تكون “طالبان” قد استولت  على المنظومات الإسرائيلية.

مستقبل  إسرائيل بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان

تقارب حركتي حماس،وطالبان
تقارب حركتي حماس،وطالبان

   تعيش المؤسسة الأمنية فى إسرائيل قلقًا كبيرًا من تقارب حركتي حماس،وطالبان؛ خشية التهديد المحتمل، أو المتوقع من تعاون بينهما، خاصةً  أن الجانبين  لديهما أذرع عسكرية مسلحة ومدربة، وانتقال القواعد العسكرية، ومراكز التدريب التابعة للجيش الأفغاني إلى طالبان، واحتمال تهريب أسلحة من أفغانستان إلى قطاع غزة، ومن تنامي الحضور الإيراني هناك.

وأما قلق إسرائيل الإستراتيجي فيتضح  فيما كتبه المحلل  السياسي الإسرائيلي الشهير “تسفى بار إيل”  في جريدة هآرتس بعنوان “لم يُترك الأفغان وحدهم؛ بل تُركت إسرائيل أيضاً”  عن وجه التشابه بين الحالة الأفغانية، وإسرائيل، وهى فكرة بناء الأمة التي عرضها جورج بوش في مذكراته “قرارات مصيرية” في عام 2010، وقرر فيها أن المهمة المُلحة في أفغانستان كانت بناء أمة، والتطلع إلى الديمقراطية كإستراتيجية أمنية يمكن أن يقوم عليها حل النزاعات في الشرق الأوسط.

 حتى  خالفه “جو بايدن” عندما قال: أبدًا لم تكن مهمتنا بناء أمة، كانت المهمة القضاء على “بن لادن” والحد من تهديدات الإرهاب ضد أمريكا، مقررًا أن هذين الهدفين قد تحققا بنجاح.

مضيفًا أن الأمر لا يحتاج إلى دليل؛  لم تعد الولايات المتحدة قوة احتلال في أفغانستان، وقد تنسحب قريبًا من العراق، وبذلك يمكن أن ينتهي فصل الاحتلال في العصر الحديث، وستصير إسرائيل من الآن ومستقبلًا – الدولة الغربية الأخيرة التى تتمسك بالاحتلال وتعطيه أهمية انت إستراتيجية، وأمنية تخفيها خطتها الأيديولوجية التاريخية، والدينية، وبذلك سحب بايدن البساط من تحت أقدام إسرائيل، ومبرراتها في استمرار الاحتلال، لكن إسرائيل لا تستطيع الانسحاب، ليس لديها ما تملكه الولايات المتحدة الأمريكية.

وختم كلامه بأن إسرائيل ترى فيما حدث زعزعة للأمة اليهودية التى تنتهج الاحتلال الأيديولوجي الذي يُكمل في نظرها رؤيا وجودها (كدولة)  اليوم يتحدث بايدن عن الأفغان، وغدًا سيقول الكلام نفسه عن الفلسطينيين.

أخيرًا

فى ظل خروج الويات المتحدة الأمريكية من أفغانستان وتخلٍيها عن واجب اعتبرته مقدسًا ذات يوم، وسقوط “كابول” مجددًا فى قبضة طالبان، ترى إسرائيل أن الولايات المتحدة الأمريكية تتجه للإصلاح، واستعادة قوتها الداخلية، وتتطلع إلى تقليص نفقاتها الخارجية، وتقليل الخسائر، ويبدو الأمر مستحيلًا أن تطلب إسرائيل منها في المرحلة القادمة أن تواجه معها إيران، وطالبان وحماس، وسوريا، ولا تستطيع تكوين رؤية مستقبلية في ظل كل هذه المتغيرات دون ان نطلب من امريكا أن  من السابق جدًا لأوانه الحكم على أثر ذلك، وتبعاته الحقيقة، وعليها أن تتعايش مع مرحلة قلق جديدة من تهديد أمني وإستراتيجى محتملين مع الاعتراف بأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان أحدث ثغرة حقيقية في الأمن القومي الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى