روسيا تجلي مواطنيها من منطقة خيرسون..وتحذيرات غربية من نشاطات موسكو النووية
كتبت:نهال مجدي
أجلت روسيا العديد من المدنيين من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا عقب الهجمات الصاروخية اليومية التي تنفذها القوات الأوكرانية مع تقدمها.
ودعا فلاديمير سالدو، زعيم منطقة خيرسون، الذي نصبته روسيا، المدنيين إلى الإخلاء، وإنقاذ أنفسهم” بالذهاب إلى روسيا “للترفيه والدراسة”، طالبا المساعدة من موسكو.
وفي وقت لاحق، أيد نائب رئيس الوزراء الروسي، مارات خوسنولين، دعوات سالدو للمواطنين بالمغادرة في رسالة بثها التلفزيون الحكومي.
كما أعلنت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتا في أوكرانيا، في بيان علي موقعها الالكتروني، أن الجيش الأوكراني استطاع تحرير 600 منطقة كانت القوات الروسية قد سيطرت عليها خلال الشهر الماضي. وذكرت أنه تم تحرير حوالي 502 منطقة سكنية شمال شرق إقليم خاركيف، حيث تقدمت القوات الأوكرانية في عمق الخطوط الروسية.
يذكر أن موسكو كانت أعلنت أواخر الشهر الماضي، ضم دونيتسك ولوجانسك في إقليم دونباس شرقا، بالإضافة إلى خيرسون وزابوريجيا، جنوباً، بالتزامن مع الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية في الشمال الشرقي والشرق والجنوب.
فيما نددت كييف والغرب، فضلا عن الأمم المتحدة بعمليات الضم هذه، مؤكدة أنها غير شرعية، ومخالفة للقوانين الدولية.
وعلى جانب أخر قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، بمؤتمر صحفي على هامش اجتماع لزعماء الناتو، أن الحلف سيراقب عن كثب التدريبات النووية الروسية المقبلة لكنه لن يذعن أو يتخلى عن مساندة أوكرانيا بسبب تهديدات موسكو النووية المستترة.
وأضاف ستولتنبرج”لن نخضع للترهيب … التصريحات النووية الروسية خطيرة ومتهورة ويعلمون أنهم لو استخدموا سلاحا نوويا ضد أوكرانيا سيكون لذلك عواقب وخيمة”.
وهذا أول اجتماع كبير للحلف منذ أن أعلنت موسكو أنها ستضم عددا من المناطق الأوكرانية، وبدأت تعبئة عسكرية جزئية ووجهت تهديدا نوويا مستترا، وهي خطوات صنفها الحلف على أنها تصعيد واضح للحرب التي بدأت عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.
وحذر ستولتنبرج موسكو من “عواقب وخيمة” إذا استخدمت أي نوع من الأسلحة النووية ضد أوكرانيا، لكنه أحجم عن الإفصاح عن تفاصيل حول طبيعة الرد المحتمل من الحلف على ذلك.
وتابع قائلا “لن نتطرق إلى كيفية ردنا، لكن ذلك سيغير جذريا طبيعة الصراع. سيعني أن خطا فاصلا بالغ الأهمية قد تم تخطيه”.
وأضاف “حتى استخدام سلاح نووي صغير سيكون أمرا خطرا للغاية وسيغير بشكل جذري طبيعة الحرب في أوكرانيا”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “أي هجوم نووي على أوكرانيا سيتبعه رد، ليس ردا نوويا لكن ردا قويا من الجانب العسكري لدرجة أن الجيش الروسي سيهلك”.
وامتنع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن كذلك عن التكهن بطبيعة رد الحلف في تلك الحالة، لكنه وصف التهديدات الروسية بأنها “متهورة” و”غير مسؤولة”.
وقال في مؤتمر صحفي “وأنا أطالع المؤشرات والتحذيرات، لا أرى أي حاجة لتغيير ما نفعله الآن”.
وفي المقابل قال وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، إن مينسك تدرس اتخاذ تدابير انتقامية صارمة لنشر الترسانات النووية على أراضي بولندا والدول المجاورة الأخرى.
وعندما سئل في حوار صحفي عما إذا كانت “الخطوات الأكثر شمولية” تعني نشر أسلحة نووية على أراضي بيلاروس، قال ماكي إنه “لا يمكن لأحد استبعاد أي شيء في الوقت الحاضر، لذلك أعتقد أن قادتنا ناقشوا مثل هذه الخيارات أيضا”.
وبدوره قال الرئيس البولندي أندريه دودا جازيتا بولسكا، مؤخرا إن غياب الأسلحة النووية في بلاده يمثل مشكلة، وإن مسألة نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بولندا مفتوحة.
وفي سياق متصل علن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن المشاورات مع موسكو وكييف تقرب وجهات النظر بشأن إنشاء منطقة أمنية حول محطة الطاقة النووية في زابوروجيه.
وقال جروسي: إنه “بعد وصول إلى بولندا بالقطار من أوكرانيا “بعد أسبوع مكثف من المشاورات مع روسيا وأوكرانيا نحن نقترب من إنشاء منطقة أمنية في محطة الطاقة النووية في زابوروجيه”، مشيرا إلى أن الوضع في المحطة غير مقبول وبحاجة إلى إجراءات فورية لحماية المحطة.
والتقى جروسي وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا في أوكرانيا بعد وصوله من موسكو، وذلك بعد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.