الشباب الأمريكي .. يفضل «الماريجوانا» عن السياسة

كتبت: ندى علام

‏يبدو أن الأمريكيين قد اتفقوا على حسم واحدة من أكثر القضايا الجدلية التي يشهدها المجتمع الأمريكي، ففي مفاجأة كبرى كشفت دراسة أجراها مركز «بيو للأبحاث» أن ثلثى البالغين في الولايات المتحدة يؤيدون تقنين الماريجوانا وأن هناك 91 % من طلبة الجامعات يؤيدون تقنينها للأغراض الطبية، في ملف من بين عشرات الملفات المؤرقة للمجتمع الأمريكي والتي تشهد انقساما حادا.
‏
‏وفي مقال للكاتبة تارا لاشابيل في وكالة «بلومبرج» أعربت عن دهشتها من هذه النسبة الكاسحة التي تؤيد تقنين الماريجوانا والنباتات المخدرة ولكنها لا تلقى بالا بقضايا أهم يواجهها المجتمع الأمريكي نفسه والعالم مثل قضية المناخ وقضايا المرأة والأقليات وحقوق الإجهاض وغيرها من القضايا الإشكالية الكبرى.

‏وتساءلت الكاتبة :« هل سيساعد الإجماع على تقنين الماريجوانا والحشائش المخدرة الرئيس جو بايدن على شفاء أمة منقسمة، أم أن هذه الشعبية الجارفة لهذه القضية دون غيرها ستفتح آفاقا اقتصادية جديدة وتساعد على تحسين الاقتصاد إذا تم السماح للشركات المصنعة الدخول أخيرا في الأسواق؟

‏وأضافت أن الآثار الاقتصادية التي ستنتج عن تقنين الماريجوانا ستنتهي إلى دفع شركات القنب التي تعاني من ضوائق مالية إلى أحضان عمالقة الأغذية والمشروبات ، حيث سيكون هذا هو أكثر طرق النمو الواعدة النسبة لهم.

‏واستندت الكاتبة إلي أنه الفعل مرت 5 ولايات هي : أريزونا وميسيسيبي ومونتانا ونيوجيرسي وساوث داكوتا بإجراءات الاقتراع لاستخدام الماريجوانا خلال الأيام القليلة الماضية وسيصبح العقار قريبًا قانونيًا بشكل ما، حيث أنه بالنسبة لـ 70٪ من سكان الولايات المتحدة، ثلث البلاد تقريبا لن يحتاج حتى إلى عذر طبي.

وأشارت لاشابيل إلي أن هذه ليست مفاجأة ولكن المفاجآة الحقيقية هى الرعب الذى يسيطر على عدد من المفكرين والمحللين للمجتمع الأمريكي بأن تصبح مثل هذه المخدرات طبيعية تماما مثل الوجبات السريعة والنبيذ وباقى الرذائل الأخرى الموجودة منذ فترة طويلة في المتاجر في جميع أنحاء أمريكا.

وانتقدت بشدة التوافق السياسي الغريب تجاه هذه القضية تحديدا، حيث اتفق السياسيون الأمريكيون على الانقسام تقريبا في كل القضايا إلا أنهم يميلون للاتفاق في قضية تقنين الماريجوانا، وتقلصت الفجوة الحزبية تماما حيث قال أكثر من نصف الجمهوريين إنه يجب تقنينها، وفي ولاية ميسيسيبي.
‏وتعتبر الماريجوانا حاليًا في الولايات المتحدة أحد الأدوية المدرجة ضمن الجدول 1 ، جنبًا إلى جنب مع الهيروين ، في فئة مخصصة للمخدرات ذات أعلى احتمالية للإساءة والاعتماد وبدون استخدام طبي مقبول .