fbpx
أخبار العالمأخبار محلية

ليلة الحكم على “صاحب القرون” في قضية “الكابيتول” تكشف تاريخ “ترامب” الأسود

كتبت – ندى علام:
تدقيق: د. إسلام عوض

 

 

في ليلة مظلمة على «صاحب القرون» جاكوب تشانسلي، عاقب القضاء الأمريكي المتهم الرئيسي في قضية اقتحام مبنى الكونجرس «الكابيتول» – الذي وقع في 6 يناير الماضي – بالسجن 51 شهرًا مع 3 سنوات من الإفراج تحت الإشراف بعد أن تم توجيه تهمة إعاقة الإجراءات الرسمية له.

و”صاحب القرون” هو الوجه الذي لن ينساه الأمريكيون لسنوات طويلة، عندما ظهر مشهرًا عصاه ومرتديًا جلد الحيوانات، وملتفًا بالعلم الأمريكي، في أحداث الشغب التي استهدفت اقتحام مبنى “الكابيتول”، في أثناء إجراء الانتخابات الأمريكية، لدعم الرئيس السابق دونالد ترامب، بعد أن طلب من مؤيديه النزول في الشوارع؛ زاعمًا أن نتيجة الانتخابات يتم سرقتها لمصلحة منافسه، الرئيس الحالي، “جو بايدن”.

ولم يكن “صاحب القرون” هو الوحيد الذي أثار دهشة الجميع حينها، وبرغم أنه كان الصورة الأبرز لنشرات الأخبار حينها، فإنه كانت هناك صور متكررة من صاحب القرون، أو ما يعرف بجماعة “KKK”، أو كو كلوكس كلان، وهي منظمة أخوية أمريكية تؤمن بتفوق العرق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية، كما تؤمن بضرورة استخدام القوة والعنف لمواجهة الأفارقة والأقليات، وطردهم من الولايات المتحدة.

وبحسب شبكة «سي إن سي» الأمريكية فإن القضية تعود بالأذهان إلى خطورة الجماعات العنصرية وأفعال حركات التفوق العرقي، باعتبارها قنبلة موقوتة داخل المجتمع الأمريكي من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، كما حدث في موقعة اقتحام “الكابيتول”، الذي هز عرش الديمقراطية الأمريكية.


إمبراطورية شيطانية سرية

وفي تقرير لمركز SPL القانوني، فإنه لدى جماعة “كو كلوكس كلان” تاريخًا طويلًا من العنف، حيث تعتبر أقدم وأشهر مجموعات الكراهية الأمريكية، ويتميز أعضاؤها بطقوس غريبة، توصف أحيانًا بأنها أفعال شيطانية، حيث تقوم الجماعة على التسلسل الهرمي مثل الساحر الإمبراطوري الذي يتم مقارنته أحيانًا برئيس الولايات المتحدة، والعملاق المرتفع، ثم الدائرة الداخلية المكونة من الأعضاء، بالإضافة إلى الأزياء المقنعة، والرحلات الليلية العنيفة، كما يصفها البعض بأنها إمبراطورية شيطانية غير مرئية، كما تسمى كل الكنائس الخاصة بها باسم “الفرسان”، وأدت التفجيرات والقتل والهجمات الأخرى التي نفذتها الجماعة إلى مقتل عدد كبير من الأشخاص.
وتشمل جرائم القتل التي ارتكبها “KKK” خلال حقبة الحقوق المدنية أربع فتيات صغيرات قُتلن في أثناء التحضير لـ”قداس” الأحد في الكنيسة المعمدانية في “برمنجهام”، في ولاية ألاباما، كما قتلت عام 1964 العاملين في مجال الحقوق المدنية “أندرو جودمان” و”جيمس تشاني” و”مايكل شويرنر” في ميسيسيبي، كما ازدادت جرائم هذه الجماعة بشكل كبير أثناء تولي “ترامب” الرئاسة الأمريكية.


الجماعة وترامب!

وبحسب مقال للكاتبة “بيس ليفين” في مجلة «فانيتي فير» فإن الرئيس الأمريكي السابق، “دونالد ترامب”، يمتلك توجهات عنصرية ويدعم مبدأ التفوق للعرق الأبيض، كما أنه وصف مجموعة من داعمي فكرة “التفوق العنصري للعرق الأبيض” بأنهم “شعبه”، حيث انقلب “ترامب” على رئيس مجلس النواب آنذاك “بول ريان” في عام 2017، لإدانته المتعصبين للبيض والنازيين الجدد، قائلا: “هؤلاء شعبي، إنهم أشخاص رائعون جدًا”.

وتعددت مواقف “ترامب” العنصرية؛ ومنها دعمه لهذه الجماعات التي توافق أفكاره؛ حيث طالب 4 عضوات من ذوات البشرة السمراء بالعودة إلى أماكن الجريمة التي جئن منها، كما وصف مدينة “بالتيمور” – والتي تتسم بأن معظم قاطنيها من السود – بأنها “فوضى مثيرة للاشمئزاز تنتشر فيها الفئران والقوارض”.

وأضافت الكاتبة أن معظم القرارات التي اتخذها “ترامب” فيما يتعلق بهذه المسائل كانت كلها نابعة من خلفية عنصرية وكارهة للأقليات، بدءًا من منعه السفر لسكان 7 دول ذات أغلبية مسلمة، مرورًا بالممارسات الفظة تجاه المكسيكيين واللاجئين من أمريكا اللاتينية، وانتهاءً بوصفهم بأنهم «مغتصبون ومجرمون»، كما أنه ذات مرة وصف تمثال “جنرال كونفدرالي” ارتكب جرائم وحشية ضد السود بأنه “أعظم القادة العسكريين في كل العصور”.

السيد الأبيض!

وفقًا لمركز “برينان للعدالة” التابع لكلية الحقوق بجامعة نيويورك، فإنه في عهد “ترامب” تم استهداف الأقليات المهمشة والمضطهدة؛ حيث أدى لظهور أرقام قياسية من جرائم الكراهية في عام 2017، كما ازدادت التقاربات بين الحزب الجمهوري، والمتفوقين البيض، والميليشيات البيضاء فأصبحت أكثر تهديدًا، مما أدى إلى تناسق كبير بين السياسات الأساسية للحزب الجمهوري واليمين المتطرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى