fbpx
تقاريرسلايدر

الأقصر تتجمل لإحياء “طريق الكباش” في احتفالية فرعونية ضخمة نوفمبر الجاري

كتبت : ندى حسن
تدقيق : ياسر بهيج

 

 

للمرة الثانية، بعد موكب المومياوات الملكية، ستُبهر مصر العالم بحدث تاريخي ضخم، تنظمه في نوفمبر الجاري، وهو افتتاح “طريق الكباش الفرعوني”، الذي يبلغ طوله 2700 متر، بعد ترميمه، وتطويره، وذلك في احتفالية عالمية ضخمة، تنقلها الصحف، ووكالات الأنباء، والقنوات الفضائية، لكل الشعوب في جميع أرجاء الأرض.

تبدأ مسيرة الاحتفالية، التي ستكون على غرار موكب المومياوات؛ من معبد الأقصر، وتنتهي إلى مجموعة معابد الكرنك، في لوحة فنية بديعة، صنعها الأجداد في الماضي، ليعيد الأحفاد اكتشافها في الحاضر، حتى يتمتع العالم برؤية أكبر متحف مفتوح فى العالم.

تطوير الأقصر

وقد شهدت محافظة الأقصر، خلال الأشهر الماضية، أعمال تطوير، وتجميل غير مسبوقة لها، من حيث رفع كفاءة البنية التحتية، وتجميل الطرق، وشارع الكورنيش، وطريق مطار الأقصر، والطرق من، وإلى معبدي الكرنك والأقصر.

وقال المحافظ المستشار مصطفى ألهم إن المحافظة استعدت لحفل إحياء طريق الكباش، بتطوير، وطلاء المباني الواقعة فى مسيرة الاحتفالية، مشيرًا إلى أن الشركة المنفّذة انتهت من طلاء 200 منزل، حتى الآن.

وأضاف المحافظ أنه يجري، أيضًا، رفع كفاءة طرق الاحتفالية، بأعمال ترميم، ونظافة، بعد أن تم الانتهاء من تطوير الكورنيشين العلوي، والسفلي، وجميع الميادين، وعلى رأسهم ميدان أبو الحاج، الذي يقع أمام معبد الأقصر، والسوق السياحية، ورصف أكثر من 5 طرق، بطريق المطار، ومعبد الكرنك، وترميم  ميدان النافورة، الذى يقع في أول طريق المطار.

تأمين صحي

أما على المستويين الصحي، والأمني، فأوضح المستشار ألهم أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى بمستشفيات الأقصر، في إطار خطة التأمين الصحي والطبي، خلال الاحتفالية، لافتًا إلى أنه تم توفير 347 سريرًا، و120 سرير عناية مركزة، بواقع أكثر من 400 سرير، في 5 مستشفيات، لتغطية الخدمة الطبية للزائرين، والسياح، طوال فترة الاحتفالية.

وأشار المحافظ إلى أن شركة مصر العليا لتوزيع  الكهرباء قامت بنشر أكثر من 21 مولدًا كهربائيًّا، لتأمين التغذية الكهربائية للاحتفالية، وتوظيف أكثر من 60 فنيًّا، لتوفير جميع التغذيات للبث التلفزيوني.

وفي الختام، كشف محافظ الأقصر عن أن مشروع إحياء طريق الكباش، قامت على تنفيذه 20  شركة بالأقصر، ووفّر أكثر من 3 آلاف فرصة عمل للعمالة  المؤقتة.

مشاريع متنوعة

وفي تصريحات خاصة للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري إلى ” بوابة الجمهورية الثانية” ،قال إنه من ضمن المشروعات، التى تمت في هذا الشأن، أيضا، إنارة جبل القرنة بالبر الغربي، الذى نفذته الشركة العربية العالمية للبصريات، وهي إحدى الشركات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وذلك باستخدام أحدث أنظمة الإنارة، بكشافات الليد الموفرة “وورم”، وهي الإضاءة صفراء اللون، التي تتماشى مع إضاءة الجبل، وتم الانتهاء منه، في يوليو الماضي.

مراسٍ نيلية جديدة

وعن المراسي النيلية، كشف وزيري عن أنه تم عمل شبكة خاصة بالصرف للمراكب النيلة، بطول المرسى، والانتهاء من تنفيذ الكوبرى الزجاجي، على الضفة الشرقية للنيل، أمام معبد الأقصر، ليحمى بقايا المرسى الأثرى للمعبد، الذى كانت ترسو به مراكب الاحتفال بعيد الأوبت، مشيرًا إلى أن مرممي المجلس الأعلى للآثار انتهوا من أعمال تنظيفه، وترميمه، وإعادة تركيب الأحجار المتساقطة منه.

وأضاف الأمين العام أن المارة على الكوبرى الزجاجي سيتمكنون من الاستمتاع بمشاهدة المرسى الأثري، الذي ينقسم إلى قسمين، الأول بطول 450 مترًا، ويسع 5 أرصفة لرسو الفنادق العائمة، والآخر، بطول 730 مترًا ويسع 6 أرصفة لرسو الفنادق العائمة، وبه 69 محلًا، جاهزة لاستقبال الفنادق العائمة، مع الانتهاء من تنفيذ شبكة خاصة بالحريق.

تجميل على كل شكل ولون

وتابع أنه تم، كذلك، تنفيذ جداريات من الفنون الجميلة، تعتمد فكرتها على الدمج بين الخط العربي، وصور الرجل، والمرأة المصرية، من مصر القديمة، ومن صعيد مصر، مع توظيف المناظر الطبيعية الخلابة، ورموزها الجميلة كالنخيل، والمراكب الشراعية، مع جداريات البوليستر، التي تقوم بشكل أساسي، على مشاهد من حياة المصرى القديم، فى الحضارة الفرعونية، وهى مزودة بإضاءات، لإبراز جمالها ليلًا، بالإضافة إلى تبليط الأرضيات، باستخدام الرخام، والجرانيت، والبازلت الأسود، وإقامة أحواض زراعات، تحتوى على أشكال متنوعة، وتزويد المرسى بـ 17 برجولة خشبية، و6 أكشاك مزينة بنقوش تحمل طابع الهوية البصرية المميز، لخدمة المواطنين.

وشدد وزيرى على الالتزام بالهوية البصرية للأقصر فى جميع المشروعات، والأعمال الجارية، خاصة طلاء المنازل، والواجبات، والميادين، لتكون ضمن الرؤية الفنية الموحدة للاحتفالية، فضلًا عن الديكورات، والعناصر الفنية، والمواد الدعائية، التى ستستخدم لتزيين الشوارع، والميادين، والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس، والأزياء، التى سيرتديها المشاركون فى الاحتفالية، والموسيقى المصاحبة لها، بهدف إضافة هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية.

تطوير قاعة الاعمدة بالكرنك

وبالنسبة لقاعة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار  أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع ترميم قاعة الأعمدة بمعبد الكرنك، وتحتوي على 134 عمودًا، بارتفاع  20 مترًا، على هيئة زهرة البردي المفتوحة، بنسبة 80% من الاعمدة، والباقي في المرحلة الثانية، مع إزالة الأتربة، ومعالجة آثار عوامل التعرية، الموجودة على الأعمدة، وتصوير جميع الأعمدة، وتزويدها ببطاقات تعريفية، وعمل كيو آر كود (QR Code) لها لتحويل الزائر على الموقع الإلكتروني للوزارة، للحصول على المزيد من المعلومات عن الصور، والمعرض، والطريق.

 

حماية التاريخ والتراث

ومن جهته، صرح مدير معبد  الكرنك الدكتور الطيب غريب لـ “الجمهورية الثانية” بأن الهدف من المشروع  هو حماية التاريخ، والتراث، والحفاظ عليهما من الاندثار، واصفًا إعادة إحياء طريق الكباش بترميمه، وتطويره، بأنه نقلة حضارية كبرى، تسهم فى عودة التدفق السياحي، خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع الاستفادة من الأماكن المحطية للمشروع، بإقامة أماكن سياحية، ومزارات خدمية، مشيرًا إلى أنه بعد التطوير، وترميم المنطقة، فمن الممكن إقامة مناسبات ثقافية، ومهرجانات فنيّة، فيما بعد، لجذب المزيد من السياح، ما يعزز الاقتصاد المصري، إذ يعتبر حفل افتتاح طريق الكباش أكبر حدث تسويقي للحضارة المصرية، من خلال إعادة إحياء طقوس المصري القديم.

اكتشافات المشروع

وقال الطيب إن البعثة الأثرية المصرية كشفت، أثناء أعمال مشروع ترميم، وإحياء طريق الكباش، عددًا من أفران الحرق، دائرية الشكل، مصنوعة من الطوب اللّبن، عليها آثار حرق، وسور ضخم من الطوب اللبن من العصرين الروماني، والمتأخر.

وأضاف أن هذه الأفران، والسور، تم العثور عليها في منطقة نجع أبو عصبة، مرجحًا أن تلك الأفران كانت تستخدم في تصنيع الفخار، أو الفيانس، أما السور فوُجِد غرب طريق المواكب الخاص بمعبد خونسو، وطوله حوالي 30 مترًا، وارتفاعه متران ونصف المتر، وعرضه 3 أمتار، ويتكون من 17 مدماك من الطوب اللّبن.

كما عثرت البعثة، أيضًا، على جدار تم بناؤه من 3 مداميك من كتل من الحجر الرملي، وهو امتداد للجدار الذي كان يحمي الضفة الشرقية للنيل، من تغيُّر مناسيب نهر النيل، خلال مواسم الفيضان، والتحاريق، ويمتد هذا الجدار من أمام معبد الكرنك شمالًا، وحتى معبد الأقصر جنوبًا، بمحاذاة طريق المواكب الكبرى، بطول قُرابة 3 كيلومترات من الحفر.

وتابع الطيب أنه من ضمن الاكتشافات، معصرتين للنبيذ بحالة جيدة، تعودان للعصر الروماني، وكانتا مرتبطتين بالاحتفالات الخاصة على هذا الطريق، إذ كان يتم توزيع النبيذ على جموع الشعب، فضلًا عن العثور على مبنى لغسل العنب مزود بأحواض، ومواسير للصرف، ومقياس للنيل، يعود للأسر الـ 25، و مناطق صناعية خاصة بحفظ النبيذ، والأنابيب الخاصة بنقل المياه، إذ كانت هناك شبكة ري تروى الأراضى الزراعية، من الجانبين، وتعتبر من أهم الاكتشافات فى العصر الحالي، أما آخر الاكتشافات، فكانت رأس الافعى، التي عُثِر عليها، الأيام الماضية، وتم تثبيتها على إحدى القواعد بطريق الكباش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى