fbpx
أخبار محليةسلايدرشؤون عسكرية

“طعنة في الظهر” من أستراليا لفرنسا بعد إلغاء صفقة الغواصات الفرنسية

 

كتب: عبدالعزيز السلاموني

اعتبرت فرنسا أن أستراليا وجهت لها “طعنة في الظهر” وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتخذ “قرارا مفاجئا” على طريقة “ترامب”، إثر الإعلان عن شراكة استراتيجية بين واشنطن وكانبيرا ولندن أدت إلى فسخ عقد ضخم وقع في 2016 لشراء أستراليا غواصات فرنسية.

وانتقدت فرنسا بحدة ما وصفه وزير خارجيتها جان إيف لودريان بـ”طعنة في الظهر” إعلان أستراليا الخميس فسخ عقد ضخم أبرمته معها في 2016 لشراء غواصات تقليدية، مفضلة عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان لودريان هو الذي توصل إلى هذا العقد مع حكومة كانبيرا عندما كان وزيرا للدفاع. من جهتها لم تستبعد وزيرة الجيوش فلورانس بارلي طلب تعويضات “للحد من العواقب على مجموعة نافال”.

وفي هذا الشأن، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة “فرانس إنفو”، “إنها حقا طعنة في الظهر” مشيرا إلى أنه “غاضب جدا” ويشعر “بمرارة كبيرة”. مضيفا “أقمنا علاقة مبنية على الثقة مع أستراليا. وهذه الثقة تعرضت للخيانة”.

تغريدة وزير الخارجية الفرنسي

وكان لودريان قد أبرم “عقد القرن” بشأن الغواصات مع أستراليا عندما كان وزيرا للدفاع.

من جهتها، اعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي في حديث عبر إذاعة فرنسا الدولية “إر إف إي” أن فسخ أستراليا العقد هو قرار “خطير” على صعيد السياسة الدولية ويشكل “نبأ سيئا جدا بالنسبة لاحترام الكلمة المعطاة”.

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون اليوم الخميس، فسخ بلاده عقدا ضخما بقيمة 90 مليار دولار أسترالي (56 مليار يورو)، أبرمته مع فرنسا في 2016 لشراء غواصات تقليدية تعمل بالطاقة التقليدية بالديزل و الكهرباء. وفضلت كانبيرا عقد شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وبريطانيا تتضمن بشكل خاص تسليمها غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي.

انتقادات للرئيس الأمريكي

وانتقد الوزيران الفرنسيان بشكل صريح أيضا الرئيس الأمريكي الذي اتهماه بسحق حلفائه. وصرح لودريان ههنا بأن “هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيرا ما كان يفعله السيد ترامب”.

كما قال المسؤول الفرنسي “تبلغنا فجأة عبر تصريح للرئيس بايدن أن العقد المبرم بين فرنسا والأستراليين توقف، ثم أن الولايات المتحدة ستقترح عرضا نوويا على الأستراليين لا نعرف مضمونه”. مؤكدا أن “ذلك غير مقبول بين الحلفاء … كنا نتحدث عن كل هذه الأمور مع الولايات المتحدة منذ وقت قصير وجاء هذا الانفصال. إنه أمر لا يحتمل”.

تعويضات محتملة

من جهتها، قالت بارلي “نحن مدركون تماما للطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها” ولدى سؤالها عن تعويضات محتملة، أجابت بارلي “سندرس كافة المسارات” مع محاولة “الحد قدر الإمكان من العواقب على مجموعة نافال”.

بدوره، أكد لودريان “أننا سنحتاج لتوضيحات. لدينا عقود. ينبغي على الأستراليين أن يقولوا لنا كيف سيخرجون منها”، مطالبا أستراليا وكذلك واشنطن بتقديم “تفسيرات”.

واختارت كانبيرا في 2016 مجموعة “نافال غروب” الفرنسية للصناعات الدفاعية لشراء 12 غواصة ذات دفع تقليدي (غير نووي) التي انبثقت عنها في ما بعد الغواصات الفرنسية ذات الدفع النووي من طراز “باراكودا”.

في نفس السياق علّق العميد سمير راغب، المحلل العسكري، وقال لـ”بوابة الجمهورية الثانية”، تعد هذه الخسارة هي الانتكاسة الثانية للصادرات الدفاعية الفرنسية في ثلاثة أشهر بعد أن رفضت سويسرا طائرات داسو رافال لشراء مقاتلات أمريكية الصنع من طراز لوكهيد مارتن من طراز F-35.

أضاف راغب، خسارة عقد الغواصة الأكبر بكثير يعتبر ضربة كبيرة للصناعات الدفاعية لفرنسا، التي بذلت قصارى جهدها لانتزاع صفقة الغواصة من المانيا و اليابان الفائز المحتمل في عهد وزير الدفاع آنذاك لو دريان في عام 2016، و الذي جاء بعد عقد من إصلاح اداري وتقني فرنسي للطريقة التي تعاملت بها مع مبيعات مقاتلات للمغرب تم خسارتها الذي سبب احراج شديد.

لا شك ان مواصفات الغواصة الأمريكية أفضل و تعتبر مغير لقواعد اللعبة، لكنها سوف تسبب صدام ما بين الحلفاء من ناحية وما بين الصين وروسيا من ناحية أخرى، لكن يبقى التحدي لفرنسا من هو العميل البديل، وخاصة ان كبار الدول المشترية للسلاح لها تعاقدات على غواصات من دول اخرى.

واختتم راغب تعليقه بأن التصرف الامريكي يأتي ضمن الاستراتيجية الامريكية في مواجهة الصين عبر المحيط الهندي-الهادي، عبر التعاون مع الحلفاء، من ناحية، والعودة بقوة لسوق الأسلحة في منافسة كل اللاعبين وخاصة فرنسا التي أصبحت منافس في طائرة الجيل ٤.٥ و اسلحة البحرية والتجهيزات الدفاعية الإلكترونية ومعدات الاتصالات والحرب الالكترونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى