fbpx
تقارير

غيبوبةٌ الكترونيةٌ عالميةٌ.. عالمٌ بِلا سوشيال ميديا

كتبت: نرمين قاسم
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت
زمن القراءة: ٧ دقائق ونصف

 

تعطَّل الفيس بوك وواتس آب وإنستجرام، وتوقفت الحياة على السوشيال ميديا، شكلُ الحياة ربما يختلف من شخص لآخر، وكذلك أهميةُ السوشيال ميديا تختلف من شخص لآخرٍ تبعًا لطريقة استخدامِ وتعامل كلُ شخصٍ مع وسائل التواصل الاجتماعي. ثلاثة مليار شخصٍ يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، حوالي ٤٠% من سكان العالم يقْضُون -في المتوسط- ساعتين يوميًا لتصَفُّح مواقع الإنترنت؛ فيسبوك، تويتر، واتس آب، وانستجرام.

فهل انتهى عصرُ السوشيال ميديا؟

 

بالرغم من صعوبة احتمالية حدوث السؤال السابق، ولكن بافتراض حدوثِ ذلك، فهناك حلولٌ وسيناريوهاتٌ كثيرةٌ سيصل إليها العالم حتمًا.

ونطرح هنا بعض آراء وتخيلات بعض الأشخاصِ لشكْل الحياة بدون وسائل تواصل اجتماعي.

 

العالم بدون وسائل تواصل اجتماعي عالمٌ مريحٌ بسيط، خالٍ من الإشاعات و”الهبد”، الحياةُ هادئة. وأتمنَّى أن يظل العالم هكذا.

 

لا أعتقد أن التغيير سيكون بِشكلٍ سلبيٍ على الصعيد الشخصي للأفراد، بعيدًا عن خسائر أو توقف معظم الشركات والقطاعات التي قد تكون تعتمد عن بعض وسائل التواصل الاجتماعية، فالوقت الذي كان مهدرًا بشكلٍ كبيرٍ سنَعملُ على تنظيمِه، وسنعاود تَخْصيصَ الوقت للتواصل “اللافتراضي” مع الأصدقاء والعائلة، استبدالًا لوسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أن اختفاء هذه المواقع سيضيف جوًا من الغموض إلى حياتنا، وسيكون هناك المزيد من الغموض، فها هو قد عاد زمنُ بَذْلِ الجُهدِ للبحث عن المعلومة المَوثوقة، والتي نعتمد عليها في تكوين آراءٍ خاصةٍ بنا من خلال تجاربنا، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي غيَّرت تمامًا معنى كلمة الأصدقاء.

 

وبرغم الكوارث الكبرى التي تَحِلُّ على البشرية، والمقصود هُنا بالطبع الكوارث الاقتصادية من انهيار بنوكٍ، وشركات، وحتى بورصات العالم أيضًا، ستجد الكثيرَ من أساليب الراحة والرفاهية؛ كمُشاهدة المقاطع الحية على وسائل التواصل أو التراسُل الفوري مع أصدقائك حول العالم، أو سَحْبِ أموالك من ماكينة الصرَّاف الآلي،  أو ذهابك للبنك لسحب أموالك والتي كانت لا تحتاج إلا إلى ضغطة زِرٍّ من موظف البنك، فرُبَّما تحتاج الآن إلى أيامٍ حتى يتم الانتهاء من إرسال خطاباتٍ وانتظار موافقات لِتَدبير المبلغ المالي المطلوب. سوف تعاود الاتصال بأهلك أو حتى بصديقك في الخليج أو في أوروبا عن طريق الخطابات الورقية كما كان ف الماضي، ورُبَّما تُغلِق بعض المدارس التي تعتمد كليًا على الأنظمة الالكترونية، أو رُبَّما يُعاد نظام الدراسة بالأسلوب القديم، ورُبَّما تتعطَّل أجهزة الملاحة بالسفر والطائرات، ورُبَّما ورُبَّما.. ورُبَّما.

 

وأشارت باحثة قانونية أنه بغياب السوشيال ميديا على مستوى الأُسرة ستصبح الحياة أفضل، حيث بالإمكان تَجنُّب الأشخاص الغير مرغوب فيهم. أما علي مستوى الدول، فهي فرصةٌ للدول لإعادة النظر فى إنشاء مواقع تواصلٍ أكثر أمانًا على الصِحَّة النفسية للشعوب، وذلك بَعدَ ظهور أوراق بحثية أظهرت وجود علاقة، مباشرةٍ كانت أو غير مباشرة، بين السوشيال ميديا والصحة النفسية.

ورُبَّما تكون أكبر التغييرات الناجمة عن حياة خالية من وسائل التواصل الاجتماعي، هو أنها حياةٌ تعمل بكفاءة أكبر، بعيدًا عن الانتباه المشتت الذي يَنجُم عن استخدام هذه المواقع.

 

العالم سيكون أفضل بالتأكيد دون وجود بعض التطبيقات، فقد أدمن الكثير من البشر تلك الوسائل مثل الفيسبوك والإنستجرام، وأصبحوا يستهلكون الأوقات الثمينة التي كان من المُمكِن أن تُستَغلَّ بشكلٍ أفضل من الناحية الإنتاجية. وأعطت تلك التطبيقات أدوات للجهلاء ليُأثِّروا على الوعي العام على نطاقٍ أوسعَ مما يُمكن أن يتصوره أحد.الحياة بدون سوشيال ميديا

 

أما تطبيقات الرسائل والمكالمات، فهي بالطبع مفيدةٌ للغاية، فقد جعلت الناس أقرب، وجعلت الأُسَر أقرب ترابُطًا، فعلي سبيل المثال، هناك ما يقرب من ١٠% من المصريين يعملون خارج حدود البلاد، وبِفضل هذه التطبيقات يستطيعون التواصل مع أُسَرِهم يوميًا بمكالمات الفيديو.

 

بعد العطل الذي حدث فى وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة فيس بوك وواتساب وانستجرام، أُصيب العالم بصدمة وبحالة من الشلل العام، لاعتماده الكبير على تلك الوسائل فى السنوات الأخيرة فى شتَّى أمور حياته.

 

لا نُنكِر أهمية السوشيال ميديا فى حياتنا، فقد أصبحت من أهم وسائل الاتصال والمعاملات المختلفة، سواء كانت معاملات تجارية أو تعليمية أو غيرها.إذا انتهت تلك الوسائل من حياتنا، سيعود العالم لبضع سنين إلى الوراء، وخاصة بعد دخول العالم فى منظومة التحول الرقمي!

 

قالت إحدى ربَّات البيوت أنها فرصة لاستخدام الهاتف والتواصل المباشر مع الجيران والأهل، ولعلَّها فُرصةٌ علينا أن نَغتَنِمها لِنعود إلى الجلوس معًا لمشاهدة التلفاز كما عَهِدنا.

 

وأشار شخص آخر إلى أنه سيعود لهوايته القديمة وهي الاستماع إلى الراديو.

أمَّا للحديث عن فئة الشباب؛ رُغمَ تخيلنا لتعلقهم الشديد بالسوشيال ميديا، إلا أن رأيهم جاء مختلفًا عن توقاعتنا، حيث قالت إحدى طالبات الصف الثانوى “أعتقد أن الحياة ستكون أصعب لفترةٍ قصيرة، ولكن ما هي إلا بُرهةٌ من الزمن حتى تعود الحياة إلى ما كانت عليه، بل أفْضَل، لا أعتقدُ أنه ستكون بهذه الصعوبة ولكنَّها بِكُلِ تأكيدٍ خُطوةٌ إيجابية، حيث أصبحت السوشيال ميديا مادةً سامة أكثر من كونها مفيدة أو مُهِمَّة، فبالطبع ستكون الحياة بدونها أحلى وأهدأ”.
وأشارت أُخرى إلى أن الناس ستقضي وقتًا أكتر مع بعضهم البعض، وستهتمُّ بالقراءة، وحتمًا ستَقِلُّ الشائعات.

 

إذا انتهت تلك الوسائل من حياتنا، سيعود العالم لبضع سنين إلى الوراء، وخاصة بعد دخول العالم فى منظومة التحول الرقمي!

 

بالرغم من سلبيات تلك الوسائل، من تسريب لبيانات المستخدمين، وانتهاك الخصوصية، وخطورتها على المجتمع، وما أحدثته من بعض الخَلل فى العلاقات الاجتماعية والترابط الأسرى، ولكني أرى أنها لا غِنى عنها فى حياتنا، فقد أصبحت رُكنًا هامًا يعتمد عليه الجميع فى أنحاء العالم فى معاملاتهم المختلفة. ولا أكون مبالغًا إذا قلت: أصبحنا مدمنين لتلك الوسائل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى